الخميس , مايو 8 2025
الرئيسية / اراء / الحكومة والأمطار المخيط ليلة العيد ..

الحكومة والأمطار المخيط ليلة العيد ..

حسن الوريث

مايحدث هذه الأيام من كوارث السيول في الشوارع في كافة المحافظات حدث العام الماضي وحدث قبله وسيحدث العام القادم اتدرون لماذا ؟ لان الجهات المعنية لم تقم بدورها في المعالجة والصيانة الدورية لمجاري تصريف السيول وعمليات النظافة للشوارع والأحياء وازالة كل تلك الأطنان من القمامات التي تنتشر وتسبب كوارث بيئية وتسبب أيضا إشكاليات مع الأمطار .. ولاشك ان الجميع يتساءلون اين هذه الجهات والأجهزة المعنية طوال عام كامل بل واعوام ماضية سابقة من القيام بواجبها في اتخاذ المعالجات اللازمة ؟ ولماذا تسكت طوال العام ولاتتحرك اذا كان هناك ثمة تحرك حقيقي إلا خلال موسم المطر من أجل التصوير في الإعلام ورفع التقارير الوهمية عن انجازات كاذبة لكن الواقع يفضحهم والكوارث تؤكد أنهم يكذبون كما يتنفسون ؟ ثم إلا تعرف هذه الجهات ان مايحدث من مشاكل وكوارث هو بسبب عدم قيامها بدورها ومسئوليتها طوال العام والانتظار حتى تقع الكارثة ؟ وهل تعرف هذه الجهات انها لو قامت بواجبها لتلافت كثير مما يحصل ولانقذت الناس وممتلكاتهم؟ وهل يمكن أن تقوم هذه الأجهزة بدراسة الأسباب لما يحدث دراسة علمية فنية ووضع الحلول المناسبة لها وتنفيذها؟ وهل يمكن دراسة إقامة حواجز وسدود وكرافانات حول المدن لاستقبال سيول الأمطار وحجزها قبل الدخول إلى المدن والشوارع والتخفيف من تدفق المياه بهذا الشكل اضافة الى وضع دراسات لقنوات تصريف مياه السيول وإعادة النظر فيها وتوسيعها وتنظيفها والكثير من الإجراءات التي تسهم في تلافي كل تلك الكوارث التي تحدث وتسبب خسائر بشرية ومادية ؟.

ما نشاهده هذه الأيام من زيارات تلفزيونية واعلامية للمسئولين في الوزارات والمحافظات وتصريحاتهم الكاذبة عن معالجة أضرار السيول وكوارثها كله مجرد كذب في كذب والا فاين هؤلاء المسئولين قبل حدوث هذه الكوارث فلو كان كل مسئول قام بعمله على الوجه المطلوب لكنا نجحنا في تجاوز نسبة كبيرة من الأخطار التي تعرض لها الناس فعملية الصيانة الدورية لمجاري السيول مطلوبة ولو كانت تتم لما حدثت تلك الانسدادات ولو كانت المعالجات التي تحدثوا عنها قبل ثلاث سنوات تمت لما كنا واجهنا هذه الإشكاليات  ولو كانت مشاريع الرصف والسفلتة تتم وفقا للمواصفات المطلوبة وليس مجرد ردم حفر لكنا أيضا تجاوزنا أخطار كثيرة ولكن الأمر مجرد ديكور ليس إلا ..
ما يقوم به هؤلاء المسئولين في هذه الأيام مثل المخيط ليلة العيد الذي يؤجل خياطة الملابس إلى قبل العيد بيوم وتتراكم عليه الأعمال وينفذها بشكل سيء وليس كما طلب منه مايجعله بالتأكيد في موقف لايحسد عليه امام زبائنه مثل مسئولينا لكن هؤلاء المسئولين لايملكون ذرة احساس أو مسئولية أو خجل ويعودون في العام القادم بنفس الوجوه الكاذبة التي لا تخجل وما يشجعهم هو غياب المساءلة والعقاب وكما يقال ” من أمن العقوبة أساء العمل وزاد الفساد “.. فهل وصلت الرسالة وسيم وضع المعالجات والحلول اللازمة وإلزام كل جهة من الجهات المعنية بالقيام بواجبها تجاه الناس حتى لا تتكرر المآسي للناس والخسائر في الأرواح والممتلكات ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى المواطن ضحية بين كوارث السيول ومسئولين كذابين ؟..

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

متى تنتهي اثار فوضى الربيع العربي؟

  كريستين حنا نصر* منذ أكثر من 14 سنة وعند اندلاع ما يُسمى بالربيع العربي …