الأحد , مايو 11 2025
الرئيسية / أخبار / قصيدة رثاء للشاعر حسين العماد في وداع فقيد الوطن المناضل “يحي عثرب”

قصيدة رثاء للشاعر حسين العماد في وداع فقيد الوطن المناضل “يحي عثرب”

اليمن الحرالاخباري/

في لمسةٍ أدبيةٍ مؤثرة، أطلق الشاعر الحسين العماد (الأسيف) قصيدة رثاء بعنوان “في وداع فقيد اليمن الكبير الوالد المناضل يحيى عليعثرب”، مُجسدا فيها حِملَ الأمةِ بفقدان أحد أبرز رموزها الوطنية والدينية. القصيدة، التي تناغمت ابياتها بين ألم الفقد وإشادة بالمآثر،سلطت الضوء على سيرة الراحل كقائد عسكري محنك ومصلح اجتماعي وأب روحيٍّ لليمن، عُرف بتقواه ودعمه لقضايا الأمة كغزةوفلسطين.

ونسج الشاعر لوحة شعرية تخلطُ بين الحنين إلى الماضي ومرارة الحاضر، مُبرزاً دور الراحل في بناء اليمن وإصلاحه، حتى آخر أنفاسه. وقد تلقى الوسط الثقافي والأدبي القصيدةَ باهتمامٍ لافت، واعتبرت تأبيناً ليس لشخص فحسب، بل لضمير وطنيٍّ التزم بقضايا شعبه حتى في زمن العتمة والخنوع..:

 نص القصيدة:

أقولُ وقد ناحَتْ لفقدكَ (يثربُ)

و(مكة) كـ (الأقصىٰ) تنوحُ وتندبُ

***

و( *سيّدة* البلدان) ثكلىٰ تَيَتَّمتْ

لأنكَ يا (يحيىٰ) لها الابنُ والأبُ

***

أيا جارنا باللهِ كيف تَركتَها

تلاقي الذي لاقَتْ من السيلِ مأربُ

***

(مدينةُ *سامَ* ) اليوم تبكي ومثلها

(بني الحارث)الثكلىٰ بكتكَ و(أرحبُ)

***

ونجمكِ يا صنعاء إن غابَ أو هوىٰ

فإن النجوم الزهر تهوي وتغربُ

***

وهذا قضاء الله جلَّ جلاله

وليس لنا مما قضىٰ الله مهربُ

***

ولا غروَ أن تبكي رحيل معلمٍ

بهِ كل ذي عقلٍ من الناسِ معجبُ

***

وقد شاعَ بين الإنس والجن زهدهُ

وذكراهُ في الآذان لا تتغيبُ

***

أتىٰ الجيش والإيمان يملأ صدرهُ

على حين أن الجيش للغيّ أقربُ

***

وما سرّهُ من دولة (الخيل) رتبةٌ

ولا غرّهُ من دولة (الشمس) منصبُ

***

فلم يعشق الإخوان يومًا وحزبَهم

وقد أغضبوا (يحيى) أمامي فعُوقبوا !

***

ومن كان في (الإصلاح) نالَ عقابهُ

ولاقىٰ الذي لاقىٰ بخيبرَ (مرحبُ)

***

ويصدق في (يحيىٰ) مغالاة مادحٍ

ومدحي لهُ شرعًا من الفرضِ أوجبُ

***

فلا تسألوا عن صفع يمناه أهلَهُ

ولكن سلوا خدي فإني المجرّبُ

***

فقد خصهُ الباري بنور بصيرةٍ

فيعرف من منّا يزوغ ويلعبُ

***

هو الضابطُ الضحاك في ساحة الوغى

هو العابدُ البكاء إن قامَ يخطبُ

***

وليس لهُ حزبٌ ولا أيّ مذهبٍ

ولكن لهُ حب السعيدة مذهبُ

***

وكان لـ (حزب الله) خير مؤيدٍ

يؤيدهُ في الله يرضىٰ ويغضبُ

***

ومقتل (نصر الله) ضاعفَ داءهُ

وأظلمَ في عينيهِ شرقٌ ومغربُ

***

وغزة والأشلاء أدمَتْ فؤادهُ

يسائل عن أخبارها وهو متعبُ

***

ومما جرىٰ فيها أُصيبَ بجلطةٍ

وأصبحَ في أوجاعهِ يَتَقَلبُ

***

فمِن حبهِ للقدسِ تَحسب أنهُ

إلى الشام أو لبنان يُعزىٰ ويُنسبُ

***

لقد خسرتْ صنعاء من كان قدوةً

وليس لهُ غيرَ الهدايةِ مَطلبُ

***

وقد خسرَ الجيش اليمانيّ ضابطًا

على يدهِ جُلّ الجنود تدرّبوا

***

وغَطتْ أقاليم السعيدة غمةٌ

كماءٍ وقد غطاهُ بالموتِ طحلبُ

***

غداً (جامع الأنوار) يرسل نورهُ

إلى (عشة الرعدي) والدمع يسكبُ

***

وفي (جمعة الأحزان) يوم وداعهِ

سيحملهُ جمعٌ غزيرٌ وموكبُ

***

فقد كان في صنعاء يرأب صدعها

ويسعىٰ إلى الخيرات فيها ويدأبُ

***

وشاركَ في أيلولها في شبابهِ

وجاهدَ في تطويرها وهو أشيبُ

***

لهُ حكمةٌ لو أنها حَكَمَتْ بها

لما سادها بالأمسِ عاتٍ ومُذنبُ

***

ولو بايَعَتْ أمثال (يحيى بن عثربٍ)

لما دمروها من تولوا وخرَّبوا

***

لهُ في رباها كالجبالِ مكانةٌ

وفي مثلهِ الأمثال تتلى وتضربُ

***

وعاشَ بها حتىٰ أتتهُ وفاتهُ

وها هي ذي تمضي إلى حيث يذهبُ

***

فكل سلامٍ سوف تتلوهُ غارةٌ

وكل ضياءٍ سوف يتلوهُ غيهبُ

***

وكل سرورٍ سوف تمحوهُ غصةٌ

وكل صدوقٍ سوف يجلوهُ أكذبُ

**

لكل امرئٍ منّا نصيبٌ من اسمِهِ

كذاك (أبي يحيى) إلى الاسمِ أقربُ

***

فما مات من تبقى مآثر فضلهِ

وفي ذكرهِ التاريخ يملي ويَكتُبُ

***

وهذا (عمادٌ) من (بني الحارث) التي

إذا غابَ عنها كوكبٌ لاحَ كوكبُ

***

وأجدادهُ أنصار (طـٰهَ) وجندهُ

إذا ماتَ منهم طيّبٌ جاء أطيبُ

***

وما ماتَ من ربَّىٰ ( *نبيلًا* ) و( *خالدًا* )

و( *أحمد* ) و( *العزي* ) ولا مات ( *عثربُ* )

✍️ بقلم الأسيف : حسين العماد

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

بوساطةٍ أمريكية.. ترامب يُعلن وقفًا فوريًّا لإطلاق النار بين الهند وباكستان

اليمن الحر الاخباري/متابعات أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، توصل الهند وباكستان لاتفاق لوقف شامل …