اليمن الحر الاخباري/متابعات
مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة وتمادي حكومة الارهابي بنيامين نتنياهو في جرائم الابادة الجماعية تتسع التصدعات والخلافات في الداخل الصهيوني وسط تصاعد الدعوات لايقاف الحرب وابرام صفقة تبادل تعيد الاسرى الصهاينة الى عائلاتهم
وتتعرض سياسة نتنياهو الاجرامية لحملة انتقادات متنامية من قبل سياسيين وعسكريين صهاينة الذين يؤكدون ان مواصلة نتنياهو لمغامراته في غزة دون اعطاء اعتبار للخسائر الفادحة التي يُمنى بها جيش الاحتلال ماهي الا هروب للامام ولأهداف بات شخصية وسياسية تصب في صالح نتنياهو نفسه.
وفي هذا الاطار قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق “إيهود باراك”، إن بنيامين نتنياهو قد أعلن الحرب على إسرائيل، ويعبث بمقدّراتها ويخلق ضررا فادحا بمكانتها وصورتها.
وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية امس، وجّه باراك إصبع الاتهام مجددا لنتنياهو بخلط الأوراق، واتهمه بأنه يهرب إلى الأمام استبعادا للجنة تحقيق رسمية لا بد أن تقام فور توقف الحرب.
وتابع: “إسرائيل” فعلا على حافة هاوية وديمقراطيتها ومكانتها الدولية بخطر، ونتنياهو هو المسؤول عن النزيف”.
واضاف “نتنياهو يسعى لنسج صورة مزورة في أذهان الإسرائيليين والعالم مفادها أنه على تنسيق تام مع الرئيس الأمريكي ترامب، لكن الحقيقة أن ترامب تراجع عن فكرة الريفييرا في غزة منذ زمن بعيد، ومنشغل في قضايا أخرى، والآن هو يستعد لزيارة المنطقة وحساباته مختلفة عن حسابات نتنياهو، وهذا انعكس في تصريحاته الأخيرة”.
وقال باراك أيضا إنه يتفق بكل كلمة مع رئيس الشاباك الأسبق عامي أيالون في دعوته للعصيان المدني.
وكان أيالون قد شارك في مهرجان خطابي في تل أبيب احتجاجا على استمرار الحرب وتعطيل الصفقة، فدعا “الإسرائيليين” للتمرد: “أخرجوا للشوارع. فعصيان غير عنيف هو واجب مدني لكل مواطن كجزء من المعركة على هوية وروح الدولة التي أسسها الآباء” حسب وصفه.
الى ذلك اعتبر اللواء “الإسرائيلي” المتقاعد إسحاق بريك أن الدمار الحاصل في قطاع غزة هدفه إعطاء انطباع بـ”انتصار لم يتحقق” للجيش “الإسرائيلي”.
جاء ذلك في مقال نشره بريك الأحد بصحيفة “معاريف” العبرية تحت عنوان “هذا هو السبب وراء عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على هزيمة حماس”.
ويعتبر بريك أحد أبرز ضباط سلاح المدرعات سابقا، وشغل منصب قائد الكليات العسكرية.
وقال: “حماس بالآلاف موجودة في مدينة الأنفاق تحت الأرض. تقاتل ضد الجيش الإسرائيلي كحرب عصابات وليس بشكل مباشر، تخرج في الغالب من الأنفاق في الليل في مجموعات صغيرة، وتزرع العبوات الناسفة والفخاخ على الطرق وفي المنازل، ثم تعود إلى الأنفاق مرة أخرى”.
وتابع: “كل الدمار الذي نراه بقطاع غزة هدفه إعطاء انطباع بالانتصار، ويزداد هذا الشعور عندما يُرافقه تضليل للرأي العام من قبل القيادات السياسية والعسكرية بشأن انتصارات لم تتحقق”.
وأشار بريك إلى أنه “خلال عام ونصف، تم تفجير أقل من 10 في المئة من الأنفاق في قطاع غزة”.
وتابع: “لهذا السبب فإن الجيش الإسرائيلي غير قادر على هزيمة حماس. كما أن حماس تضررت بنسبة أقل بعشرات في المئة مما أعلنه الجيش، واليوم عادت حماس إلى حجمها الطبيعي”.
ورأى بريك في مقالته أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير “نصب لنفسه فخا” عندما أعلن أن بإمكانه هزيمة حماس دون أن يكون فعليا قادرا على ذلك.
وأشار بريك إلى نقاش جرى في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في 22 أبريل الجاري، عندما انتقد وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش رئيس الأركان بسبب تخبط الجيش في غزة، وطالب بخطوة قوية يحتل فيها الجيش القطاع ويقيم فيه حكما عسكريا، مما يؤدي إلى انهيار حماس، قائلاً إنه “إذا لم يتمكن (رئيس الأركان) من القيام بذلك، فعليه أن يترك منصبه”.
وأضاف: “وقتها أدرك رئيس الأركان زامير أنه نصب لنفسه فخا عندما أعلن عند توليه منصبه أنه، على عكس سلفه (هرتسي هاليفي)، سوف يهزم حماس، ويقيم حكما عسكريا، ويؤدي إلى تغيير نظام حماس”.
وتابع: “الآن يواجه زامير موقفا يتوجب عليه فيه الإيفاء بتعهداته، دون أن تكون لديه القدرة على تحقيق ذلك”.
واعتبر بريك أنه كان على زامير أن يعرض حقيقة أن “الجيش الإسرائيلي يجب أن يخضع لإعادة بناء فورية وأنه في حالته الحالية غير قادر على النجاح في هزيمة حماس وإقامة حكم عسكري في قطاع غزة، كما لم يتمكن من القيام بذلك خلال العام ونصف العام الماضيين”.
واستدرك: “بدلا من ذلك، فضّل رئيس الأركان الإدلاء بتصريح كان يعلم مسبقاً أنه غير قادر على تنفيذه، حتى يُنظر إليه على أنه رئيس أركان هجومي، وبالتالي يتم اختياره لهذا المنصب ويكون لديه لغة مشتركة مع المستوى السياسي”.
وأشار إلى أن كلام سموتريتش لرئيس الأركان، والصمت التام من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يشهدان على أن هذه الجوقة بدأت بإعداد ملف الفشل الذي سيُلقى بالكامل على عاتق رئيس الأركان إيال زامير”.
واعتبر اللواء “الإسرائيلي” أن تقليص ستة فرق من الجيش الإسرائيلي خلال العشرين سنة الماضية “جعل حجم القوات البرية اليوم حوالي ثلث حجمها قبل عشرين سنة، مما لا يسمح لها بالبقاء في الأماكن التي احتلتها، إذ لا توجد وحدات احتياط كافية يمكنها أن تحل محل القوات المقاتلة”.
وقال: “بما أنه من غير الممكن إشراك المقاتلين في قتال لا ينتهي ودون خيار، فقد تحول الجيش إلى أسلوب المداهمات الذي يسمح للمقاتلين بالتوقف عن القتال والراحة، لكنه لا يسمح لهم بالفوز في الحرب، حيث عادت حماس مرارا وتكرارا إلى نفس الأماكن التي احتلها الجيش الإسرائيلي ثم انسحب منها”.
وخلص بريك إلى أن “الجيش الإسرائيلي غير قادر في حالته المزرية على تدمير حماس وإطلاق سراح الأسرى تحت الضغط العسكري”.
من جانبه، قال كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال، إن العالم يشهد فظائع يومية في غزة. في إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في القطاع.
وحذر ويتال، في لقاء جمعه مع صحفيين في غزة، امس الاول ، قائلا: “الأيام المقبلة في غزة ستكون حرجة. لا ينجو الناس في غزة، من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء”، في إشارة إلى حالة الجوع الشديد ونقص الإمدادات.
ويعتمد قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية التي توقفت تماما منذ 2 مارس الماضي، حين أغلق الاحتلال معابر كرم أبو سالم وزيكيم وبيت حانون.
وأوضح ويتال أن منظمات الإغاثة الإنسانية في غزة غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمدنيين بسبب تدمير خطوط الإمداد، مضيفا أن المستشفيات غير كافية والإمدادات الطبية آخذة في النفاد.
*نقلا عن صحيفة الثورة
