الجمعة , يونيو 20 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / اراء / خبز بطعم الدم… لا أعياد في غزة!

خبز بطعم الدم… لا أعياد في غزة!

اسيا العتروس*
ذهبوا للحصول على كيس دقيق فعادوا في اكياس الموت… المساعدات الغذائية التي يتم اسقاطها فيهرع اليها الجائعون في غزة فخ لاقتناص وقتل المزيد من الفلسطينيين.. ذلك هو المشهد في غزة المسحوقة تحت نيران الاحتلال الاسرائيلي الارعن قصفا وهدما وردما، احتلال يكشف كل يوم عن درجة أعلى من التوحش والامعان في حصد الارواح حتى أنه لم يعد في غزة أخضر أو يابس ليحرق ..
وبين عام وعام و بين عيد و اخر لا جديد في غزة وحده الموت سيد المشهد حيث لا يملك أهل القطاع رفاهية الخيار بعد أن فرض عليهم الموت قصفا بالقنابل المحرمة دوليا أو الموت جوعا في محاولة اخيرة لاقتناص كيس من طحين وهم يعلمون أنهم يدفعون للوقوع في فخ قنابل المساعدات الغذائية التي ترسم فصل اخر من فصول حرب الابادة المستمرة على المباشر في غزة …طبعا لا أعياد في غزة ولا حق للاهلها واطفالها في عيد الفطر في هدية العيد وكسوة العيد ومهبة العيد تماما كما هو الحال في عيد الاضحى حيث تحول الفلسطينيون الى قربان على عتبات معابد المؤسسات الاممية والحقوقية العاجزة ويدفعون ثمن ما سمي بالمحرقة اليهودية التي لم يكن لهم فيها دور و لا مسؤولية ولا ذنب سوى أنهم كانوا الطرف الاضعف الذي التقى حوله صناع القرار في العالم لاجتثاثهم من أرضهم و منحها لغيرهم بدعوى أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض …اكذوبة ظل الصهاينة يرددونها وهم على قناعة بزيفها وقد كانوا يرون ويسجلون ويواجهون تعلق شعب فلسطين بأرضه رغم كل الجرائم والمحارق التي مربها..
في عيد الاضحى وفي كل يوم كتب على الفلسطينيين وحدهم أن يواجهوا المحرقة تلو المحرقة ولا يجدون لهم منقذا في وجه الطغيان ..
قبل أيام منعت سلطات الاحتلال دخول وفد وزاري من الدول العربية والاسلامية الى رام الله لعقد اجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يفترض أنه معترف به من طرف الغرب حليف الكيان الاسرائيلي وذلك تمهيدا للمؤتمر المرتقب برعاية فرنسا والسعودية نهاية الشهر الحالي في الامم المتحدة في نيويورك لاعلان الدولة الفلسطينية مع تواتر
الاعترافات من العواصم الغربية بالدولة الفلسطينية كحق مشروع غير قابل للتفريط , وهذه ليست أول مرة تمنع فيها سلطات الاحتلال مسؤولين اجانب من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك مسؤولين أوروبيين ووزراء من اسبانيا وبلجيكا وايرلندا منعوا من العبور الى غزة الى جانب مسؤولين أمميين و بينهم الامين العام للامم المتحدة غوتيريس الذي منح من دخول المخيمات ومن الوصول الى مربع المحرقة في غزة و المقررة الاممية لحقوق الانسان في فلسطين المحامية الايطالية فرانشسكا ألبانيز التي نشرت اكثر من تقرير عن جرائم الابادة في غزة وكذلك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي تجرأ على اصدار برقيتي اعتقال في حق مجرم الحرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو ووزير حربه غالانت ليجد نفسه ملاحق بدعوى التورط في جرائم أخلاقية ..وكل الاسباب والمبررات مطلوبة لمحاصرة غزة وكل الاراضي الفلسطينية المحتلة وعزلها و منع أي تواصل لها مع العالم الخارجي في اطار سياسة احتلالية توسعية لاقامة اسرائيل الكبرى التي يبدو أن الاحتلال يعتقد أنه بصدد التمكن منها أكثر من أي وقت مضى في ظل غياب القانون الدولي وفي ظل الهشاشة الدولية و الانهيار والسقوط العربي غير المسبوق بما يجعل غزة تواجه تتار العصر لوحدها وتصمد في مواجهة اعتى جيوش المنطقة مدعومة أعتى و أقوى جيوش العالم و في مقدمتها الحليف الامريكي الممول الاكبر للاحتلال عسكريا و لكن ايضا سياسيا و ديبلوماسيا و الاهم الممول الاساسي للاحتلال بتمكينه من الوقت الكافي لتنفيذ أهدافه في غزة و منها الانطلاق لتنفيذ مخططه في الضفة التي تبقى عنوان الحرب المنسية في المرحلة الراهنة ليصل الامر الى حد تدنيس الاقصى من جحافل المستوطنين ومنع رفع الاذان بدعوى وقف الضجيج و هي كلها مؤشرات عن تنامي الحرب الدينية التي يقودها كيان الاحتلال في المنطقة … غزة تموت ..غزة تجوع ..غزة تحترق غزة تستغيث ولا مغيث فقد بلغنا درجة من المهانة ليس بالامكان تجاوزها وبلغنا من افلاس الانسانية ما تعجز عن علاجه كل المضادات الحيوية …
*كاتبة وصحفية تونسية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

إسرائيل تحرّف مسار الحرب لتغطية مجازرها في غزة!

د. أروى الشاعر* بينما تتسابق عناوين الأخبار في تتبع التوترات الإقليمية والهجوم الوحشي على ايران، …