السبت , يونيو 14 2025
الرئيسية / اراء / الصندوق الأسود لنشاط اسرائيل النووي بيد ايران!!

الصندوق الأسود لنشاط اسرائيل النووي بيد ايران!!

د.جلال جراغي*
في خطوة غير مسبوقة، تمكّنت أجهزة الاستخبارات الإيرانية من تنفيذ عملية نوعية، حصلت خلالها على آلاف الوثائق والمستندات والمعلومات شديدة الحساسية والخطورة، والتي تحمل تصنيف “سري للغاية”، وتتعلق بالمنشآت النووية والعسكرية الإسرائيلية، وتمكّنت من نقلها إلى داخل الأراضي الإيرانية ضمن حمولة ضخمة.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يوم السبت، نقلاً عن مصادر مطلعة ( أي مصادر استخباراتية وأمنية لان عادةً لا تُذكر هذه المصادر في الإعلام الإيراني)، أن هذه الوثائق تتعلق مباشرة بالمنشآت النووية والمشاريع الإسرائيلية السرية.
وأضافت الهيئة أن العملية نُفّذت منذ فترة، لكن نظراً لحجم الوثائق الهائل، وضرورة تأمين نقلها بالكامل إلى داخل إيران بطريقة آمنة، فُرض التكتّم التام على تفاصيلها. وقد تم التأكد لاحقًا من وصول كامل الحمولة إلى “المواقع الآمنة المطلوبة”. وتشير المعلومات إلى أن حجم الوثائق بالغ الضخامة إلى درجة أن مجرد تصفحها، ودراسة الصور والمقاطع المرافقة لها، يتطلب وقتاً طويلاً.
الوثائق ومضامينها:
لا شك أن جزءاً كبيراً من هذه الوثائق يتعلق بالأنشطة النووية والعسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الرؤوس النووية ومواقع تخزينها. كما تحتوي الوثائق على تفاصيل دقيقة حول مختلف أنواع الأسلحة الإسرائيلية المتطورة والفتّاكة، من أجيال متعددة، إضافة إلى أماكن حفظها وكيفية إدارتها. واللافت أن هذه الوثائق قد تكشف أيضاً عن صفقات الأسلحة التي أبرمتها “إسرائيل” مع جهات غربية، والأطراف الضالعة في تزويد الكيان الصهيوني بأسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية.
قد تقوم إيران بتسريب هذه المعلومات تدريجياً في المستقبل عبر وسائل الإعلام الغربية، بهدف فضح الجهات المتعاونة والداعمة والمتواطئة مع إسرائيل في مجال أسلحة الدمار الشامل، التي تستخدمها في حرب الإبادة المستمرة ضد المدنيين في قطاع غزة.
مراحل العملية الأمنية:
نُفِّذت هذه العملية المعقّدة على ثلاث مراحل شديدة الخطورة:
المرحلة الأولى، مرحلة التسلل والتحرك داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تم الدخول إلى مواقع حساسة للغاية دون ترك أي أثر.
المرحلة الثانية، مرحلة الوصول إلى الوثائق والمعلومات المصنفة “شديدة السرية” من داخل المنشآت شديدة التحصين.
المرحلة الثالثة، مرحلة إخراج الحمولة الضخمة من الوثائق ونقلها إلى داخل إيران، بعد اجتياز الأراضي الفلسطينية المحتلة بنجاح.
إن إتمام هذه المراحل الثلاث بدقة متناهية ونجاح كامل، يدلّ على مدى الاحترافية والمهارة الفائقة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية الإيرانية، وقدرتها على تنفيذ عمليات معقدة في عمق مناطق العدو، والخروج منها دون أن تُكتشف.
البُعد السياسي للمعلومات:
وتجدر الإشارة إلى أن الوثائق قد لا تقتصر على الجوانب النووية والعسكرية فحسب، بل تتضمن أيضاً ملفات سياسية حساسة، مثل: الخطط الإسرائيلية فائقة السرية المتعلقة بالأوضاع الداخلية داخل الكيان والمرتبطة بالأحزاب والتيارات السياسية الإسرائيلية.
كما أن الوثائق قد تتعلق بخطط مرتبطة بعلاقات إسرائيل الخارجية ومشاريعها السرية مع دول الجوار مثل: سوريا، ولبنان، والأردن، ومصر، وغيرها من دول المنطقة. وبالتالي، فإن “الصندوق الأسود” للأنشطة النووية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية أصبح اليوم بيد إيران.
تداعيات على الملف النووي الإيراني:
ايران ستستخدم هذه الوثائق الحيوية في سياق مفاوضاتها النووية مع الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. فقد ظلت أمريكا والوكالة الدولية للطاقة الذرية تتهمان إيران بمحاولة امتلاك سلاح نووي، في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن الكيان الإسرائيلي الذي يملك فعلياً ترسانة نووية، وهدّد مراراً شعوب المنطقة باستخدامها.
إن تقديم هذه الوثائق قد يغيّر موقف العديد من الدول إزاء إيران، ويكشف زيف مزاعم تلك الدول التي تعارض البرنامج النووي الإيراني السلمي والشفاف، بينما تتغاضى عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
كما يمكن لإيران فضح الحكومات والدول التي كانت تقف خلف تزويد إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل، وتسميتها علنًا، ليعرف العالم من هم المتورطون الحقيقيون في قتل المدنيين الأبرياء.
الرسالة الإيرانية لإسرائيل وأمريكا:
من خلال هذه العملية، تبعث إيران برسالة قوية إلى كل من إسرائيل والولايات المتحدة، مفادها أنها على دراية كاملة بتفاصيل المنشآت النووية والعسكرية الإسرائيلية، تماماً كما تعرف تفاصيل منشآتها الخاصة مثل مواقع تخصيب اليورانيوم وتطوير الأسلحة والمعدات النووية والعسكرية.
وفي حال أقدمت إسرائيل على أي عمل عدائي ضد إيران، فإن الأخيرة تؤكد أنها ستردّ عبر استهداف دقيق لتلك المنشآت باستخدام صواريخها الفرط صوتية.
وبذلك، أصبحت بيد إيران ورقة قوة استراتيجية ستؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة ومعادلات الردع في المستقبل القريب.
*مدير مركز آفاق للدراسات الإيرانية – العربية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الكيان الى زوال!

الياس فاخوري* اسرائيل الى زوال – هل تحاول اسرائيل حياكة أسطورة الموساد والأمن الاسرائيلي لتكتب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *