الأربعاء , يوليو 9 2025
الرئيسية / اراء / نقطة نظام..!

نقطة نظام..!

فؤاد البطاينة*
شعار فرض السلام بالقوة ليس من ابتكار ترامب ولا هو جديد، بل استراتيجية استعمارية مزمنة يفرضها الأمرصهيوني في المنطقة العربية منذ الحرب العالمية الأولى لتحقيق أطماعهم المختمرة مسبقاً.
ومضامينه تعني فرض المستعمر لمخططاته ومصالحه على الاخر بقوة الإرهاب. وفي السياسة يعني اعترافاً بأن الحوار والدبلوماسية والحلول السياسية والتسويات التفاوضية كله وهم وخداع، والقوانين الدولية والاتفاقيات والمعاهدات مجرد ديكور سياسي. وأن الحق والحقوق والعدالة في بطن القوة، والسيادة وتقرير المصير والحرية المطلقة مصطلحات تخص الأقوياء، والعبودية للضعفاء، ولا وجود لشيء اسمه الامن الجماعي، ومن يلجأ للامم المتحدة يلجا لوكر المفترسين.
رضح حكام العرب لهذه الإستراتيجية وأصبحوا جزءا من آليتها. وهذا الرضوخ في منطقتنا ينطوي على نقاط ثلاث:
ـ الأولى: أن هناك توافقاً مع الأنظمة العربية المتواطئة على وقف التسليح النوعي والكمي والصناعات الحربية أو التحول للإقتصاد المنتج في أقطارها لأسباب أهمها إشعار الشعوب بضعفها وعجزها لصنع ذرائع لها لاستسلامها لمنطق ميزان القوة. ولما في إبقائها ضعيفة من تسبيب للرضوخ للغزو الناعم عسكريا وسياسيا واقتصاديا بحجة الحماية، وإعاقة النهوض والبداية من الصفر في حالة تغيير المعادلة بوجود انظمة حرة.
ـ الثانية: أن هناك تفاهماً ضمنياً على الأقل باعتماد تواصل المفاوضات والسعي لحلول سياسية عدمية كوسيلة استراتيتجية خادعة، وغطاء عام لاستيعاب الشعوب وتعويدها على منطق الصبر حتى اليأس بانتظار القليل كمكسب. والهدف الأساس هو نزع جدوى المقاومة بتصويرها على أنها العائق أمام الحلول السلمية الواعدة وتبرير الحرب عليها وعلى فكرتها، بينما يواصل العدو في هذا الأثناء الطويل تنفيذ خطط ترسيخ الإحتلال والتهويد بسلاسة.
ـ الثالثه: جعل التطبيع مع الدول العربية (المنطوي على استسلام وتعاون مفتوح) هدفاً بحد ذاته، وليس وسيلة كما يعلنون. فالتطبيع للعدو هنا هو بناء لواقع يرسخ اللامعقول. وللعلم كان الهدف في كل مسارات تفاوض عملية مدريد للسلام هو نشر التطبيع بلا ثمن. وهي مسارات انتهت بعد حصول العدو لما يريد منها، ومن أهمها تعديل أو الغاء العديد من قرارات الأمم المتحد المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط وأهمها الغاء قرار اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية. وكان الوفد الفلسطيني يقود عملية مراجعة الوفود العربية للقرارات وتعديلها.
هذا ما كنا فيه على مراحل خلال قرن، بشعب ونخب وجيوش غائبين، واليوم حماس الطوفان وإيران الوعي والكرامة مستجدان كاشفان وصانعان لمستجدات دولية إيجابية لنا وسلبية للكيان، نلحظها على المستويين الرسمي والشعبي في أمريكا والكيان.
والصراع اليوم يتأجج بين المعسكر الصهيوأمريكي ومعه أنظمة العرب المطبعة، تأججاً في مرجوحة اليقين والشك، وبين إيران والمقاومة الفلسطينية. وأمامنا الكيان بتحالفه لم يتمكن على مدار عامين من حرب الابادة بأسلحة التدمير الشامل على غزة، من كسر ارادة حماس وهذه من معجزات التاريخ تتحدث عن صلابة الإيمان بالحق وعدالة التحرير. وأمامنا إيران لم تحن رأسها لعدوان صهيو أمريكي مباشر أضحت أمريكا بنتيجته مترددة وتقبل بالهزيمة، وجعلت إيران وحماس من الكيان لأول مرة يشعر بهشاشته وذله ويجهد لمنع مستوطنيه من الفرار، وأمامنا أنظمة الخيانة العربية في مأزق سياسي وأخلاقي ولا تجد سوى توسيع دورها الإعلامي الديماغوجي ضد أيران.
نحن في وضع يشكل فرصة وحافزاً لشعوبنا ونخبنا أن تنهض وتكون الجزء الحاسم في معركة الوعي والتحرير من الداخل، فدور السلوقي ليس لها وكراسي النظّارة ليست لها، واستخدامها لنشر الكفر والتضليل وترسيخ الخيانة ليس لها. ارفضوا التخييط بمسلات صهيونية فاسدة وتخلصوا من المشاركة بشيطنة حماس وإيران وكونوا عبدةً لله ومكبرين له لا عبدة للمذاهب ولا مكبرين للطغاة،وارفعوا القرآن والإنجيل على أسنة ضمائركم، فاليهود أعداء الله وأعدؤكم وأعداء البشرية والمغضوب عليهم ليوم الدين فلا تعملوا ولا تتمنى قلوبكم إنتصاره على مسلم وغير مسلم فتكونوا في الدرك الأسفل من النفاق. واقرأوا تالياً المشهد في سبب موقف هؤلاء المعادي لإيران على حقيقته بمعزل عن كونهم يؤدون وظيفة.
أما المشهد فيتلخص في القصة الشائعة، عندما تآمرت نساء القرية المرتكبات كلهن للرذيلة، على الرافضة والمقاومة الوحيدة من بينهن وقتلنها كي لا تفضحهن على رضوخهن وما ارتكبنه. هذا حال حكام العرب المطبعين. والفارق أنهم عندما لم يستطيعوا قتلها(إيران) أوكلوا المهمة للزناة وفشلوا، فلجؤوا لسياسة ضخ الإفك والتشويش والتكفير وأوكلوا المهمة لعهرة التدخل السريع ممن يجعلونهم بوظيفة إعلامي ومعهم الجهلة والسفلة من أبواق الصهيونية منا، ليوفروا غطاء بديلاً لفضيحتهم . ولكن اعلموا أن لا غسل ولا غسيل ممكن للدعارة المعلنة وللضالعين بهدم الإسلام وفي تسليم فلسطين وتصفية قضيتها وبحصار ومذابح ومحارق غزة بأطفالها ونسائها. إنهم المجرمون والقتلة الحقيقيون ومن جعلوا من قتل مئة طفل فلسطيني باليوم على مدار سنتين خبراً عادياً.
*كاتب اردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

حين قالت الجامعة لا لإسرائيل!

د. محمد كرواوي* في حياة الشعوب لحظات لا تقاس بالأرقام، ولا تختزل في بيانات، وإنما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *