السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / أخبار / وٌلد الهدى فالكائنات ضياءٌ

وٌلد الهدى فالكائنات ضياءٌ

حمدي دوبلة
تذكر بعض كتب السيرة النبوية المطهرة على صاحبها وآله افضل الصلاة والسلام بان كفار قريش اصيبوا بغم شديد بعد هجرة الرسول الاعظم الى المدينة ولم تعد حربهم الاعلامية الشعواء التي كانت تنطلق من مكة من خلال سلاح الشعر والهجاء تجدي نفعا ورأوا ان افضل وسيلة هي محاربته اعلاميا من الداخل فأجمعوا امرهم على اختيار ابرع شعراء”يثرب ” واغرائه بالمال ليقول في الرسول هجاء مقذعا تتناقله القوافل والركبان واستقروا بالاجماع على الشاعر/حسان بن ثابت الانصاري وحينها كان على دين الكفر ودخلوا معه في اتفاقات سرية افضت الى دفع قريش المال وقد كان مبلغا كبيرا في ذلك الزمان على ان يتسلم القسط الاكبر منه وماتبقى يكون بعد كتابته القصيدة المنتظرة

-وافق حسان على العرض وتسلم المال وبدأ اولى خطواته لانجاز المهمة وهي رؤية الرسول حتى يعاين احدى صفاته السلبية فيتخذها مدخلا لهجائه وعلم من عيونه بان الرسول يمرعادة في طريق على مقربة من ربوة صغيرة فوقف على تلك الربوة منتظرا رؤية النبي وماان اطلً الحبيب المصطفى واكتحلت عينيه برؤيته البهية عليه وآله افضل الصلاة واتم التسليم حتى قرر بدون تردد ان يرد المال الى قريش وارسل لهم مع ذلك المال رسالة قال فيها ” هـذا مالكم ليس لي فيه حاجة وأما هذا الذي أردتم أن أهجَوه ..فاعلموا أني أشهد أنه رسول اللّه”
-استغرب كفار مكة ممن اعمى الله ابصارهم وبصيرتهم وحرمهم من رؤية القمر الذي لاينكسف والضياء الذي لايخبو من هذا التغير المفاجئ من الشاعر حسان وعابوا عليه نقضه مااسموها العهود والمواثيق فرد على تساؤلاتهم بهذه الابيات التي ظلت خالدة في كتب الادب العربي الى الان والى ماشاءالله والتي يقول فيها:
لـمّـا رأيــتُ أنــواره سـطـعــت وضعت من خيفتي كفّي على بصري
خـوفـاً على بصري من حسن صورته فلـستُ أنـظـره إلا عـلـى قـدري
روح من النـور في جسم من القمركحلية نسجـت مـن الأنجـم الـزهرٍ.

-كانت هذه الابيات المضيئة للشاعر والصحابي الانصاري حسان بن ثابت في مدح الرسول الاعظم باكورة عمل ادبي حافل ومميز في امتداح الرسول والثناء على مناقبه وصفاته العظيمة وكان له في هذا الجانب صولة وجولة وحظي بشرف تسنمه لقب شاعر الرسول وسطر وهو يدافع عن النبي الكريم والدعوة الاسلامية اجمل ماقالته العرب في فنون الشعر كيف لا وهو القائل رضي الله عنه :
واجمل منك لم تر قط عيني واكمل منك لم تلدِ النساءٌ
خٌلقت مبرءاً من كل نقصِ كأنك قد خٌلقت كما تشاءٌ

-ظل حسان بن ثابت رضي الله وفيا لمهمته في مواجهة الحرب الاعلامية والدعائية التي شنتها قريش بلا هوادة على الرسول وعلى دعوة الاسلام وجيشت جيوشا من شعراء بادية العرب وانفقت اموالا طائلة على هذه الحملة لكن كفاءة حسان وعبقريته الشعرية مكنته من التصدي الحازم لتلك الحرب الشعواء مؤيًدا بدعوة الرسول الاعظم حين قال لحسان وقد تم تداول قصيدة هجاء للنبي من قبل اقزام الصحراء القدامى”اجب عني اللهم ايًده بروح القدس”
ومن طرائف مايروى ان الرسول عليه وآله افضل الصلاة والسلام قال لحسان يوما كيف تهجو قريشا وانا منهم فاجابه بكل ثقة لاخرجنك منهم كماتٌخرج الشعرة من العجين.
-بقي شاعر النبي حسان بن ثابت بدعم من رفيقيه الشاعرين المجيدين كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم في طليعة المواجهين لحرب قريش الاعلامية وحين مات الرسول قال فيه مراثي تقشعر لجمالها وبلاغتها الابدان ومن ابيات تلك المراثي البديعة بيت اجمع نقاد الادب العربي قديمه وحديثه بانه اصدق بيت قالته العرب في الرثاء وهو قوله:
وما فقد الماضون مثل محمد ولا مثله حتى القيامةِ يُفقدٌ
وقد طال العمربحسان حتى مات عن 120عاما وقد وافته المنية في السنة 50هجرية وفقا لاغلب الترجيحات تاركا ارثا مشرفا في الدفاع الاعلامي عن سيد الورى وخير الخلق اجمعين عليه وآله ازكى الصلاة واتم التسليم
-اليوم هاهم احفاد كفار قريش القدامى يشنون حملة اعلامية دعائية جديدة سلاحها الفضائيات وابواق الاعلام العصرية ضد كل من يحتفي بمولد النبي الاعظم ويستكثرون على الشعب اليمني الذي ارتبط به وبدعوته وبآل بيته ارتباطا وثيقا منذ الازل ابداء مظاهر الفرح والابتهاج بهذه المناسبة العظيمة التي غيرت وجه العالم واخرجت البشرية من دهاليز الظلام الى نور الحق والهدى واخرت الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد واذا بدعاية اليوم تصف المحتفين بسيد الخلق اجمعين باصحاب البدع بينما يجدون في كل ماحل بالاسلام واهله من انحرافات خطيرة وتشوهات لاحصر لها امورا اعتيادية لا تستوجب التنديد والاستنكار كمايفعلون اليوم مع الشعب اليمني الذي قرر الاحتفاء بذكرى مولد رسوله بصورة غير مسبوقة تليق بحجم وعظمة المناسبة شاء من شاء وابى من ابى.
“نقلا عن صحيفة الثورة”

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …