الأربعاء , يوليو 9 2025
الرئيسية / اراء / المتحولون فكريا و سياسيا ..

المتحولون فكريا و سياسيا ..

 

محمد العزيزي –
المتحولون و الخونة و المتشيعون و المتحذلقون و المتمصلحون والمتسلقون، دائما محظوظون و يجدون الحاضن و الراعي و المستخدم و المستفيد من تقلباتهم .. تجدهم المقربون و المحبوبون و أصحاب المشورة و الرأي و الكلمة الفصل في كل شيء لدى ولات الأمور و الحكام و الحكومات ، حتى أنهم يمكنون من قيادة الأحزاب و التنظيمات السياسية و الإستئثار بالقرار دون غيرهم من المخلصين و المثابرين و المؤمنين بالولاء و الوطنية و الأخلاق و الاخلاص و الثابتون على مبدأ واحدا و لو دفعوا حياتهم ثمنا لذلك .
نعم .. هم المتحولون ليس جنسا أو نوعا أو لونا بل فكريا و سياسيا و أخلافيا ، تجدهم سرعان ما يجدون الحاضن و الراعي و المستخدم و الحاكم و الحكومات و التمكين بسهولة من السلطة دون غيرهم .. فتراهم يصلون بسرعة ويتربعون كراسي السلطة و يحظون بثقة الحكام و قادة هذه الأحزاب و الزعماء و الجماعات دون سواهم من سكان اليمن .
تخيلوا أن هؤلاء المتحولين هم اليوم في صدارة المشهد اليمني السياسي وهم صناع الأزمة و الحرب و هم من يحكموننا و هم من بيدهم الحل و العقد والمصير لعامة اليمنيين و للقضايا المصيرية للوطن ، و حتى نكون منصفين أنهم محظوظون على الدوام ليس من اليوم و لكن منذ زمن ليس ببعيد.. وهم أيضا سبب الكوارث والعدوان الغاشم و الظالم و الحرب والدمار و القتل او الفرقة و الشقاق بين الإخوة .. هم من استدعى و استجلب العدوان و تسبب و ساعد فيه وهم من ساهموا بتدويل الأزمة اليمنية وخروجها عن السيطرة و منع التوافق بين أبناء اليمن لهثا منهم وراء مصالحهم و حبا للسلطة و حكم هذا الشعب المغلوب على أمره و مكرها على قبول حكم هذه الفئة الباغية والمتحولة والمتصلبة خلف مصالحها وأهوائها .
المتحولون و المتقلبون في وجهتهم و توجهاتهم لم تكن تقلباتهم بسبب تقلبات المناخ و درجة الحرارة، بل على ما يبدو كانت وفقا لتقلبات النظام أو الأنظمة الحاكمة ورغبات المخرج الخارجي واتباع بوصلة مصالحهم فهولاء ليس لهم هوية و انتماء لتربة الوطن ونسيجه الاجتماعي يمكن أن توقف سرعة تحولاتهم و تقلباتهم المدمرة للأوطان.
هم أنفسهم المتحولون فكريا من يدومون البلاد والعباد والوطن والشعب والحكومات ،فتراهم افسدوا ونهبوا تحت مظلة الدولة وشوهوا الأحزاب و الحكومات والحكام ،ودمروا البلاد ومقدرات الشعب وبددوا المال العام واستحوذوا على كل شيء وما زالوا حتى اليوم هم من يحكموننا و هم من بيدهم الحل والعقد والمصير لعامة اليمنيين.
و هم أنفسهم ايضا من يحضون بالرعاية والثقة العمياء والمطلقة من الحكام و القادة السياسين والدينيين يقودونهم وراءهم كالأنعام مخطوفي البصر والبصيرة بل أشد وأظل من ذلك ، وأنت كمواطن ومتابع لا تفهم أو تجد مبرر منطقيا لهذا التسلط للمتحولين لاؤلئك من نسميهم حكام وولات أمور هذه الأمة التي امتحنها الله بالمتحولين والخونة وبائعي العمل السياسي والشعوب والأوطان في أسواق النخاسة الخارجية والسفارات مقابل أموال طائلة مدنسة لكنها لا تساوي ذرة من تراب الوطن من وجهة و عفيدة و إيمان الشرفاء من أبناء اليمن.

تخيلوا أن هؤلاء المتحولين هم أنفسهم ايضا من يتحولون بسرعة ألف جيجا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، من سني إلى شيعي ومن قومي عروبي وناصري ثوري ومن اشتراكي شوعي إلى شيعي أو أصولي متعصب و متطرف ومتشدد الفكر و المبدأ و منزوع الأخلاق و الإنسانية والضمير والدين و مخالف لكل مبادئ الحزب والجماعة التي انتقل أو تحول معهم و إليها، و العجيب هنا أنهم ملاطفون و يحضون بالرعاية و الاهتمام والثقة رغم كل ما يقترفون من المهلكات والمصائب والجرائم بحق الوطن و الشعب والحكومات والزعماء ورموز الجماعات، فضلا عن الأزمات والمحن والمتواليات للفتن والصراعات المستدامة والناتجة عن تحولاتهم وقناعة من يمثلونهم في الحكم أو السلطة وهم حكامنا و حكوماتنا.

هم أنفسهم ايضا من يتحولون بسرعة من حضن هذا الحاكم إلى حضن حاكم جديد وبترحاب كبير ليعتلي أعلى المراتب متسلقا فوق رقاب المخلصين والمثابرين والمؤمنين بالولاء للوطن ويحملون الوازع الوطني و الأخلاق والاخلاص والثابتون على مبدأ واحد ولو دفعوا حياتهم ثمنا لذلك.
هم أنفسهم و ذاواتهم وبشخوصهم و شعارات وبنظام تحولاتهم هم من نكتشفهم ويتكشفون لنا يوميا عند تركيبهم نظام التحويل وممارستهم اساليب الابتزاز بنشر غسيل أفعال كراهيتهم للشعب وكل المشاهد والممارسات الفاضحة والفساد والإفساد الذي يمارسونه بمباركة من يمثلونهم في الحكم أو السلطة .
هم أنفسهم المتحولون فكريا وسياسيا من تجدهم سرعان ما يجدون الحاضن والراعي والمستخدم الجديد بمجرد اختلافهم مع المستخدم السابق وظهورهم العلني أمام العامة من الناس شاهرين الانقلاب والخيانة مع الحكومات والزعماء والحاكم والحزب أو الجماعة الجدد ويتناسى زمرته التي مثلها لفترة من الزمن دون خوف أو خجل من المستوعب أو المستخدم الجديد أو خوفا من المستقبل .
بصراحة يجب علينا أن نقر أنهم محظوظون لأن المتخاصمين السياسيين يتهافتون على هؤلاء المتحولين لاستقطابهم وتمكينهم من التحكم بمصير الأمة ومستقبل الوطن على حساب الشرفاء والأوفياء والمخلصون للوطن سواء كانوا من كوادر مؤسسات الدولة أو كوادر الحزب أو الجماعة ولعل الأمثلة والشواهد كثيرة ونشاهد حالهم يوميا.
هم أنفسهم المحوشون حول حكومتي صنعاء والرياض وهم من يحكمونا ويتفننون بإدارة اللعبة السياسية ومن يديرون المشهد السياسي اليمني والحرب والتجارة والجباية ويتلذذون بمعاناتنا، وهم ذاتهم الخونة والأتباع والمتحولون واللصوص داخليا وخارجيا ، ولكنهم ما يزالون وسيظلون كذلك، أعرفهم وتعرفونهم بنواصيهم ووجوههم ولولا أن المساحة هنا لا تكفي لذكرت أسمائهم ولأحصيتهم لكم فردا فردا.
نعم .. إن هؤلاء المتحولين عن و من أحزابهم وأفكارهم هم أنفسهم من يحكموننا و هم نفسهم من سيفاوضون ويفاوضون و يتاجرون بدمائنا ويتكسبون من وراء معاناتنا ومشاكلنا ليس لانصافنا وأخذ حقوقنا وحفظ كرامتنا، لكن ليعود هؤلاء ويستمروا في حكمنا ويتربعوا على كراسي السلطة ونحن نهتف باسمائهم ونقبل بكل إملاءاتهم وبرضى ومحبة متنانسين كل جرائمهم وما تسببوا به من افعال ومعاناة تجرعناها طوال هذه السنوات، كان هؤلاء الأشياء من المتحولين ولا أحد غيرهم وراء والمتسببين في تكرار تلك الصراعات والأزمات التي مرت بها البلاد وما تزال والتي تنتظرنا مستقبلا.. إنهم المتحولون و لا غيرهم.. فهل استوعبنا دروسهم شعبا وحكاما وأحزابا وجماعة.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

حين قالت الجامعة لا لإسرائيل!

د. محمد كرواوي* في حياة الشعوب لحظات لا تقاس بالأرقام، ولا تختزل في بيانات، وإنما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *