الأربعاء , يوليو 9 2025
الرئيسية / اراء / ايران.. والانتصار المُرّ!

ايران.. والانتصار المُرّ!

د. ادريس هاني*
بين أن تتمثّل دور المنجم وأن تتمثل موقف مينيرفا، هو خيار يميز بين النبوءة السياسية قبل الحدث، والتشخيص الواصف بعده. مهارة مأزومة في مشهدنا العربي الفاقد لملكة التحقيق وغير الدّرِب في استعمال أدوات علم السياسة والتحليل الاستراتيجي. سألني رجل فاضل: لماذا لم تتحدّث عن الأحداث الأخيرة، هل تنتظر نهاية التهريج؟ قلت: إلى حدّ ما، ولكن ما منعني سوى وعكة صحية كانت مناسبة للرّوية في زمن الفوضى.
ترى إلى أين يسير العالم، وإلى أين سينجر الإقليم؟
هو الإقليم كلّه ليس فاعلا، ولا يمكن أن يحدد مصيره في معمعان اللعبة الدولية. يمكننا أن نختار دور من يستحضر الكرة الشاردة وإعادتها إلى الملعب لتستمر لعبة الكبار. وهذا يؤكد بلا مواربة أنّنا لسنا محاور جيوستراتيجية، بل فرط “حيّاحة” في رحلة صيد خنازير غابوية، إسمها العلاقات الدّولية.
تضعنا الأزمة الأخيرة أمام وضعية المجتمع الدولي، تلك الأسطورة التي أنجبتها تفاهمات ما بعد الحرب العالمية الثانية، مضاف إليها القانون الدولي والمؤسسات الراعية له، التي تحوّلت إلى وضعية القردة الثلاثة: لا نرى، لا نسمع، لا نتكلم(= وإذا تكلّمنا هزّجنا). بالنسبة للحرب العالمية الثالثة، لا زال الوقت مبكّرا، لأنّ اللاّعبين اليوم يدركون أنّها مكلفة حدّ الانتحار.
لا شيء مفاجئ فيما حدث، ولكنه حدث يجب استيعابه خارج منطق التهريج في الميديا العربية، ولا أستثني حتى الطرف المتحمس لتقديم آراء موسومة بعدم الدّقة. القراءة التي تسبق الوقائع، وغياب الحدس السياسي والغلوّ في جدل مستمر تضليلي مفرط بين التهويل والتهويل. بات الكلّ شريكا في التشويش على الحقيقة. لأنّ الحرب تجري في شروط عصر الرّداءة في فهم الواقع وتشكيل المعنى. فعل التوعية لا يعني التهييج.
تحمل الحرب الأخيرة دلالات تتجاوز ثنائية منطق الانتصار والهزيمة، سيميائية حرب انتظرتها شعوب المنطقة التي أريد لها أن تدمن على هزيمة مزمنة. لكن في الوقت نفسه هناك هذيان التفوق التقني الذي حوله الاحتلال إلى عَلَفٍ للرأي العام قبل أن يستيقظ على واقع مختلف، فما كان مستحيلا بات لعبة يومية. اللعب هنا بالمعنى الاستراتيجي للعبارة وليس بالمعنى التهريجي، فحتى الوقت القريب كان حُرّاس الهزيمة يعتبرون ما يحصل وقبل أن يحصل مجرد مسرحية. وهي بالفعل مسرحية اليوم بمضمون: (شاهد ما شافشي حاجة). دعك من المسرح الذي أصبحنا نشاهده اليوم ممن عانق خصوم طهران ردحا من الزمن، ثم سرعان ما نزل من التّل ليشارك غنيمة متوقّعة. ما أكثر مسرح الهواة!
حين نجهل قواعد التواصل الحربي
تعتبر الحرب الأخيرة بين اسرائيل وأمريكا من جهة وإيران من جهة أخرى أفضل درس في فن الحرب، لا سيما ذلك الجانب الذي لازال يعاني من قلة الدراسة والغموض، أقصد علم التواصل الحربي.
هل يا ترى يتعلق الأمر بمسرحية، لا سيما وقد بدت في جانب منها حربا أكثر استعراضية من الناحية التقنية؟ ثمة مجاز يحرف الوعي بطبيعة هذه الحرب، حيث الحرب لا يمكنها أن تكون مسرحية بالمعنى التبسيطي والمبتذل للعبارة، ولكنها بما أنها تخضع لنظرية الألعاب، فهي لعبة تؤطرها قواعد اشتباك دقيقة، بينما يظل هناك هامش لنوع آخر من التواصل، هو وحده ما يجعل حقا الحرب كما ذهب كلاوزفيتش: امتدادا للسياسة بطريقة أخرى.علم تواصل الحرب لا يمكن أن يدركه من لا عهد له بالحرب وفنون القتال.
ثمة أمران جعلا هذه الحرب ذات أبعاد تواصلية قصوى، هو كونها لم تشهد شكلا من التشطيب الحربي(finition)، بل انتهت كما لو أننا أطفأنا سجارة قبل الانتهاء(مقجوجة)، وهو ما يؤكد رأينا المسبق، بأن فكرة أن نكون في بداية حرب عالمية ثالثة، هو أمر غير دقيق.
في هذه الوجبة التواصلية اختبرت واشنطن وإسرائيل قدرات إيران التدميرية، كما استوعبت خطأ مزمنا يقوم على شكل من القياس: أن نكثف من التدمير لقلب النظام. الخطأ الجسيم الذي يعكس سوء فهم وتقدير للمزاج السياسي الايراني الذي غالبا ما يلتئم نسيجه الاجتماعي عند المنعطفات الصعبة.
لم تصب الهزيمة المزمنة للعرب منذ 67 فقط العرب بمركب ستوكهوبم، بل أصابت إسرائيل بذهان القوة المفرطة كما قلنا، وهو ما جعل حساباتها خاطئة في هذه الحرب، لأن مفهوم المخاطرة الذي سيستقيه كوجيف عشية الحرب العالمية الثانية من هيغل، وسيمتد مع تلميذه ليو ستراوس وسائر المجموعة المنحدرة من ثقافة اليمين وصولا إلى فوكوياما، لا يمكنها التحقق في حالة دولة تتربع على مساحة استراتيجية تجمع كل عوامل التأثير مثل إيران، سواء فيما يتعلق بقلب العالم أو الشرق الأوسط، ناهيك عن أنها تملك جيشا عقائديا لا ترهبه المخاطر.
لقد طورت إيران قدرات صاروخية، لأنها لم ترد أن تخاطر بتوابع صنع قنبلة نووية، لإدراكها المسبق بكُلفة صيانتها وخطورة استعمالها أخلاقيا، لعدم إمكان استعمالها، ولوجود ساكنة فلسطينية وعربية لا يمكن لإيران المجازفة بعمقها الاستراتيجي العربي الذي تراهن عليه رغم التّوتر السائد وسوء الثّقة.
إن إنهاء الحرب بطريقة مريبة – وإن منح فيها خطاب التهريج انتصارا مجانيا لكيان الاحتلال- يؤكد أن الرسالة وصلت إلى واشنطن، حيث عمليات الاغتيال والحرب القذر هي سقف المخطط الاسرائيلي، لكن يصعب تحقيق أهداف استراتيجية، فكان الخيار إما أن تظل الحرب معلقة لسنوات وإما وجب إنهاؤها بضربة استعراضية أمريكية، جاءت بعد إخلاء المفاعلات الثلاثة من محتوياتهما، كما تم إفراغ القواعد الأمريكية بالمقابل.
حقائق ومعطيات
وضعت إيران يدها على كنز معلومات، ليس آخرها فضيحة غروسي الذي كان يُسرِّب معلومات حساسة عن المفاعل النووي الإيراني لإسرائيل. تدخل ترامب بعد تردد لإنقاذ إسرائيل التي تلقت ضربة غير مسبوقة، حيث فشل مخطط شلّ إيران بضربة خاطفة مركبة، سيشارك فيها الجوار. أظهر ترامب منذ فترة أنه يريد تجنب الحرب، ويريد عقد صفقة مع إيران ولا زال يراهن عليها أكثر، لكنّه يخلط بين الديبلوماسية والتهريج، بين السلام والاستسلام.
تم استغلال مؤسسات دولية وشبكات سيبرانية في حرب مع إيران تمّ التخطيط لها قبل سنوات. لقد تحولت الوكالة إلى جهاز تجسس على المفاعلات النووية، كما تم استعمال خدمة (GPS) المعمول بها في تدقيق المعلومات الجغرافية. وهو ما يفسر كيف استطاعت إيران استيعاب الضربة والتحول إلى مبادر، حيث أخفت اليورانيوم المخصب وأغلقت الباب أمام الوكالة، كما استبدلت نظام(BEIDOU) الصيني بنظام(GPS) الأمريكي.
لكي ندرك طبيعة الفشل لا بد من معرفة طبيعة الهدف. لقد تزامنت أحداث كبرى اعتمدت المفاجأة والغرابة قبل الحرب الأخيرة. بالنسبة إلى إيران كان ولا زال الرهان لدى إسرائيل والغرب على إسقاط النظام عبر استهداف الاستقرار الداخلي. كانت إيران تدرك بالجملة أن هناك مخططا يحاك ضدها، وبين الفينة والأخرى تضع يدها على عميل هنا أو هناك، كما منعت استعمال التطبيقات الغربية في التواصل حتى صورها البعض أن تضيق على الحريات. وقد تبين في ضوء ما جرى اليوم من أحداث أنها كانت مرنة في هذا الموضوع. لقد تمّ اختراق إيران من قبل عشرات العملاء من جنسيات مختلفة، كان دورهم إطلاق ما يعادل 1000 مسيرة للتشويش على الداخل، في الوقت الذي اقتدى المخطط اغتيال مئات القادة والعلماء. أكثر من 400 وبضعة مئات من عملاء الكيان كانوا جاهزين لاحتلال أماكن داخل إيران بعد شيوع الفوضى، أما غرف العمليات فقد توزعت على كل المحيط الإيراني. فشل الانقلاب وترنج الاحتلال، وكان لا بدّ من طريقة للهروب. في تلك الأثناء استعمل الإيرانييون صواريخ من صنع محلي دون استعمال صواريخ روسية مثل(S400) أو طائرات السيخوي(S75)، أعلنت طهران عن قتلاها وخسائرها لكن الاحتلال منع الإعلام من نقل صورة عن الضربات الموجعة التي انهار معها ثلث تل أبيب. وصلت الرسالة، وهي أنّ آخر صلية صاروخية ستأتي من طهران، وبأنّ الحرب هنا مختلف عن كل الحروب التي خاضتها إسرائيل.
وخلافا للأهداف الكبرى للاحتلال، التأم النسيج الاجتماعي الإيراني أكثر بالمقارنة مع النسيج الاجتماعي الاسرائيلي الذي ازداد احتقانا على حكومته، كما أن اعتبار ضربة خاطفة لإيران لم تعد مجدية. ستنتهي الحرب ولم تتحقق الأهداف الاستراتيجية الكبرى. سيكون من السابق لأوانه عقد اتفاق بين إيران وإسرائيل، لكن يمكن عقد اتفاق موضوعي مشروط مع الغرب. لقد تمّ إنقاد الاختلال الكبير في قواعد الاشتباك والرّدع.
إنّ شكل النزاع الذي سيستمر، هو حول اليورانيوم المخصب الذي لم يعد طوع رقابة الوكالة الدولية بعد تورط غروسي فيما سمته طهران بنقل معلومات حساسة للاحتلال، وبعد أن تم تهريبه إلى مكان مجهول. فالضمانات الكبرى التي تكرست عبر سلسلة الاتفاقات حول الملف النووي، رجعت إلى المربع الأول، تحت تلويح إيران بالانسحاب من اتفاقية الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، كما سيكون حول الصواريخ الباليستية. وبما أن هذه الصواريخ أظهرت دقتها الفائقة، فهي أيضا تشكل تهديدا لدى حلفاء الاحتلال، لأن مدى الصواريخ الإيرانية تصل إلى أوروبا.
لقد أظهر الأداء الإيراني الأخير جدوى تمتين تحالفها مع الصين والروس، ودورها في توازنات الحرب الباردة المستمرة كقطب أساسي في غرب آسيا. سيرافق الاتفاق مع إيران بعد الحرب إغراءات اقتصادية أكثر، وتموضع جيوسياسي جديد. هي إذن حرب اختبر فيها الغرب وإسرائيل قدرات إيران الدفاعية، أما الحرب البرية، فهي مستحيلة، لا يمكن المخاطرة بمواجهة مباشرة برية داخل جغرافيا واسعة وجيش عقائدي فائق الجهوزية والتعبئة. تدرك واشنطن كل هذا، لذا لم يكن من مخرج سوى طي ملف الحرب المفتوحة، وهو ما عبر عنه ترامب مكرها لا متفضلا، بأنه ساهم في إطفاء حرب كان بإمكانها أن تستمر لسنوات. وهذا يصعب فهمه خارج معجم فن التواصل الحربي.
ثم ماذا بعد؟
ليس العرب وحدهم من أدمن الهزيمة حدّ إصابتهم بمركب ستوكهولم المزمن، بل الاحتلال هو الآخر دخل في دورة مغلقة من الهذيان نتيجة فرط سُكر القوة، فوقع في قياس إبليس. بالفعل وهو ما لا شكّ فيه، يبدو أنّ الاحتلال يخوض حرب وجود، ولكنها اللحظة القصوى للهذيان الذي يجعل الحرب فاقدة لبعدها السياسي، وهو المشكلة. هذا، بينما إيران لا تخوض معركة الوجود، بل معركة السيادة، وهي مستعدة في سبيل ذلك لحرب استنزاف طويلة الأمد. ماذا لو كانت ثمة حدود بين الطرفين؟ عشرين مليون من الباسيج فقط، كافية لاحتلال الاحتلال. ومع ذلك لا قيمة للقصف ما لم تنتهي الملحمة بمعركة على الأرض، وهو أمر في غاية الخطورة.
يوما بعد يوم يؤكد كيان الاحتلال بأنّ وجوده غير طبيعي، وهو وجود متعذر التحقق إلاّ بالمخاطرة التي تجعل الحرب فاقدة لمضمونها السياسي. ولم يعد أمام نتنياهو للهروب من المتابعة داخل الكيان وخارجه إلاّ بفتح جبهة مع إيران، فحرب كهذه تخفف عنه استياء عالميا بوصفه مجرم حرب، إذ حربا مع إيران ستجلب له مسبقا تأييدا من قبل غرب لا زال لم يغفر لإيران خروجا من بيت الطاعة، حيث لا زالت تُعد هذه الأخيرة في نظر الغرب دولة مارقة. ولكي يواجه الغرب الدولة المارقة أطلق لنتنياهو العنان لخوض حرب قذرة سبق واعتبرها ترامب حربا قذرة من أجل الغرب. تتطلب الحرب القذرة المُدانة في القانون الدولي، أن يصبح الغرب كله مارقا لتحقيق هذا الإنجاز. ظلت إيران منذ السابع من أكتوبر محتاطة إزاء القانون الدولي، القانون الذي لم يأبه به مؤسسوه. بل حتى ملفها النووي وضعته تحت الرقابة بموجب الاتفاق النووي، قبل أن يمزقه ترامب في خطوة تخلّ بمصداقية والتزام الإدارة الأمريكية في عهده بالمواثيق الدولية. وكما هو مقتضى الحرب القذرة التي ذهبت بعيدا في لعبتها السيبرانية، فإنّ مدير الوكالة غروسي تحوّل إلى متعاون مع الاحتلال، وهو ما دعى طهران لرفع شكوى إلى الأمم المتحدة ضده. لعل الانتهاك الأعظم للقانون الدولي، حين تتحوّل المواثيق والاتفاقات في خدمة الغزو والحروب القذرة. إضافة إلى ذلك كان ترامب قد خنق مسار المفاوضات مع طهران قبل اكتماله، ظانا أنّ حربا من هذا القبيل من شأنها الضغط على طهران للاستسلام. يبدو أنها طريق رعاة البقر في استباق الأحداث.
سيميائية حرب قلبت الموازين
بعد مسلسل الاغتيالات التي قام بها الاحتلال، ظنّ أن انقلابا داخل المجتمع الإيراني سيجد فرصته في العدوان الأخير. لكن ما حدث هو أن الجبهة الإيرانية الداخلية باتت أقوى من أي وقت مضى، وباستثناء من تورطوا في الخيانة العظمى، فإنّ المعارضة الوطنية اصطفت مع النظام لمواجهة تهديد الأمن القومي الإيراني. سيصعب فهم فكرة الانتصار في هذه الحرب إذا لم نستوعب تفاصيل المخطط الكبير الذي أعدّ لشرق أوسط جديد، لم يكن إسقاط دمشق وقضية البيجر واغتيال قادة الصف الأول للمقاومة سوى البداية التي سبقت توقيت الانفجار الكبير الذي أُعد لطهران، والذي شاركت فيه أغلب دول الطوق، حيث تمّ شلّ كل الرادارات من قبل هجمة سيبرانية مشتركة. فشل المخطط، ولم يبلغوا اللحظة التي كان الغرض منها إحداث انقلاب وتدخل دولي واسع، وتمكين الاحتلال من تدمير المفاعلات النووية. الارتباك الذي انتهى بضربات موجعة بعد أن استوعبت طهران الضربة وفككت المخطط. استعادت إيران وحدتها الوطنية وكانت آخر من سدد صلية للاحتلال.
سيمياء الحرب الأخير، خطّأت كل الحسابات التي اتخذها نتنياهو وحلفاؤه، فلقد اعتقدوا أنّ ضربة سريعة لإيران لن يكون لها رد فعل مجدي. إيران استغلت حقها في الرد المشروع، فثأرت لنفسها ولفلسطين ولبنان، إنّ تحوّلها إلى مبادر في الهجوم، جعل الاحتلال يخرج من ذُهانه القديم، ليدرك أنّه في مواجهة فارس بكل إمكاناتها المادية والرمزية، وبأنّ انتصاراته منذ 67، ليست قدرا، بل لقد أعادت الحرب الأخيرة، بأن سؤال المصير لا زال مطروحا، وبأنّ الصورة النمطية والقهرية للاحتلال انهارت بعد أن فشلت التكنولوجيا في صدّ الهجمات الصاروخية. انتهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
بالنسبة للعرب، فهم لا زالوا في حالة ذهول بعد أن أدمنوا التشنيع على دولة هي عضو يشاركهم في المؤتمر الإسلامي، سيكون الوضع صعبا، لأنّ الخطاب الإعلامي يسعى لمواجهة الواقع، وهو يفقد مصداقيته. وفي كل مرة هم مضطرون لقول أشياء غير مقنعة للرأي العام العربي والدولي، لأنّهم لا يقرؤون الأحداث بعين السياسة، بل لا زالوا أسرى النزعة الطائفية التي صُمِّمت لتكون حاجزا سرمديا بين فارس والعرب، وهو ما أخسر العرب كثيرا من الاستقرار والثقة في النفس، وسجنهم في قواعد اشتباك متجاوزة بمقدار فلكي. فحتى مع فرض تحقق شرق أوسط جديد، لن يكون فيه للعرب سوى مزيد من الشّقاء السياسي والبؤس الاقتصادي والتدهور الاجتماعي، هذا مصير الإفراط في الصورة النمطية، والجمود في مقاربة الواقع.
*كاتب ومفكر مغربي

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

القرار المرسوم وأطراف الأزمة اليمنية

محمد العزيزي يعرف السياسيون والعسكريون أن انكفاء القادة العسكريون على الخارطة التفاعلية في غرفة مغلقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *