بسام ابو شريف*
منذ اكثر من شهر توترت العلاقات بين واشنطن وتل ابيب حول رغبة ترامب وقف اطلاق النار وانهاء الحرب في فطاع غزة وادخال المعونات لشعب غزة وبين عدم رغبة نتنياهو وفريقه الحاكم في ادخال المعونات او الادوية او اي مساعدات الوقود للمستشفيات او الادوية للامراض المزمنة السرطان والكلى وغيرها وانتصر في هذه المعركة التوترية بنيامين نتنياهو والسبب ليس ضعف دونالد ترامب بل خضوع ا للرغبات الصهيونية على طول الطريق وعند كل منحنى يتراجع ترامب ليعطي الافضلية لما يريده نتنياهو رغم معرفته بان هذا يكلف يوميا مئات الارواح من الاطفال والنساء في قطاع غزة وان الامراض استشرت في قطاع غزة وان التقارير التي صدرت عن هيئات الامم المتحدة والهيئات الدولية لا مثيل لها في ادانة اسرائيل والجرائم التي ترتكبها في قطاع غزة.
وحتى نرى حقيقة موقف ترامب يجب ان ننظر ماذا فعلت المحكمة العليا في لندن بشأن مؤسسة العمل لدعم فلسطين حركة شعبية لا ميول حزبية لها تساند على مدى الشهر الماضي يوميا تتظاهر في لندن امام مجلس النواب وامام مكتب رئيس الوزراء وفي كل مكان والضغط الاميركي واضح اذ ان الاسترحام الذي قدموه المسئولين عن هذه الحركة رفض من المحكمة العليا لان دعم فلسطين حسبما يقول ترامب نوع من رفع شعار معادي للسامية تصوروا ان دعم فلسطين الذي يقصف يوميا بالطيران وبالصواريخ وبالمدفعية وتقصف الخيام خيام النازحين الذين يسعون من اجل مساعدات انسانية كل هذا معادي للسامية او كل هذا سببه معاداة الفلسطينيين للسامية وليس معاداة الاسرائيليين للفلسطينيين لقد اغتصبوا ارض فلسطين والآن يريدون اغتصاب المزيد وتبدأ حرب جديدة حول هذا الامر قي الايام القريبة القادمة.
ad
اعلنت حماس انها وافقت على مشروع الاطار الذي قدمه ترامب وفريقه المفاوض وكان الوسطاء قد قدموا هذا المشروع لحركة حماس التي ناقشته مع كافة الفصائل الفلسطينية وخرجت بموقف ايجابي وابدت استعدادا للشروع في مناقشة آلية التنفيذ آلية تنفيذ هذا الاقتراح.
ويصح القول هنا ان عدم تعليق الادارة الامريكية حول ايجابية الرد الذي قدمته حماس اتى فوري كما كان يطالب دونالد ترامب سببه اعياد الاستقلال 4/7 عيد الاستقلال الاميركي وشاهدنا جميعا الرئيس ترامب يرقص احتفالا بهذا العيد ولم يأت على ذكر ما كان قد صرح قبل ساعات قبله وهو رجائه ان توافق حتى يعيش اهل غزة بأمان آمنين وبعد ان مروا بنيران الجحيم حقيقة يقول ان اهل غزة مروا بنيران الجحيم وسنرى الآن بعد ان يعطي نتنياهو موقفه من هذا الاطار وكان قد وافقكما يذكر الجميع وابلغ موافقته لترامب وهو يعتقد ان حماس سوف ترفض هذا الاطار لكن مجرد ان اعلن موافقة حماس على هذا الاطار بدأ نتنياهو حربه داخلية وهو يعد العدة الآن للشفر الى واشنطن للتباحث مع دونالد ترامب قبل ان يبدأ فريقه في الدوحة المفاوضات غير المباشرة مع حماس والثورة الفلسطينية ، هكذا اعلن وهكذا نضعها هنا بين قوسين ،
نعود بالوقت قليلا للوراء قبل ان تعلن حماس موقفها من مشروع الاطار الذي قدمه ترامب وان تعلن مواقفتها عليه او التعامل الايجابي مع ما اقترحه ترامب قبل ذلك كان هنالك معارك تخاض في مجلس المزراء المصغر الاسرائيلي وفي مجلس الامن القومي الاسرائيلي بين اطراف الحكومة الفاشية بن غفير وسموتريتش وزير المالية وهذا الفريق ومعه نتنياهو اعلنا وبوضوح انهما مع استمرار الحرب حتى انهاء وتصفية حركة حماس وان الافراج عن الرهائن هو خطوة من الخطوات لكن استمرار الحرب من اجل تصفية حركة حماس نفوذا ووجودا في قطاع غزة فهذا الفريق وطرح في مجلس الوزراء الاسرائيلي مشروع يقوم الجيش بتنفيذه خطوة خطوة وهو تقطيع القطاع الى فطاعات ودفع الشعب الفلسطيني في غزة نحو جنوب القطاع وهذه خطوة لفرض التهجير القسري على كما يريد بن غفير وكما يريد وزير المالية وكما يريد نتنياهو.
ad
منذ اكثر من شهر حاول الجيش الاسرائيلي بعد ان احدث نتنياهو المفاجأة الكبرى بتعيينه زامير رئيسا للاركان وطرده رئيس الاركان السابق رئيس الاركان السابق كان يقول ان استمرار الحرب في غزة سوف يكون مكلفا جدا ولن نتمكن من تصفية حماس فطرده من منصبه وعين زاميرالذي حذر في بداية الامر وبداية تسلمه مركزه حذر من ان التكلفة ستكون باهظة جدا رغم ان خطوات معينة قد تكون سجلت بعض الانتصارات لجيش الاحتلال لكن الثمن سيكون باهظا.
حقيقة ظهرت ليس لتعلن للملأ ان الثمن كان باهظا فعلا الحقيقة ظهرت ان حماس تمكنت من التصعيد الذي جعل من المسئولين الاسرائيليين يعتبرون ان كل اسبوع يمر في هذه الفترة قبل الرد على مشروع الاطار يوم صعب لاسرائيل ويوم حزين فالقتلى تتابعوا وسيارات نقل الجنود دمرت يوما بعد يوم وراحت العمليات من الشمال الى اقصى الجنوب وصعدت حماس والجهاد والفصائل الاخرى من عملياتها من خانيونس الى بيت حنون في الشمال مرورا بالشجاعية مرورا بالمخيمات في الوسطى وسبب دلك رعبا حقيقيا للجنود الاسرائيليين لدرجة ان رئيس الاركان اصبح واثقا من ان استمرار هذه الحرب سوف تعني ثمنا اكثر من باهظا وسوف تكون مثالا غلى فشل ذريع له في منصبه الجديد.
ولهذا جرت امس في المجلس المصغر حصلت معركة حامية الوطيس بين بين رئيس الوزراء ورئيس الاركان فقد اصر رئيس الاركان ان الاستمرار في الحرب على غزة سوف يكون نصيبها الفشل بينما اصر نتنياهو انه سيذهب الى واشنطن ويعود ليجد ان الفلسطينيين قد دفعوا قسرا وبالقوة نحو جنوب القطاع وان اسرائيل قد سيطرة على بقية المناطق وهنا زاد الصراع بين الفريق الذي يريد استمرار الحرب للسيطرة على غزة اسرائيليا وبين من يرى ان وبين من يرى وعلى راسهم زامير رئيس الاركان ان السيطرة على الغزيين من قبل الجيش قد تعني فقدان السيطرة كليا من قبل الجيش على قطاع غزة …حول غضب ترامب وانه سيكون حازما.
والآن نتنياهو يحض وفده من كل الموانع والعقبات ليتفاوض مع الطرف الفلسطيني بشكل غير مباشر ويحضر نفسه بعد ان كان قد ارسل وزيره للشئون الاستراتيجية الى واشنطن للتباحث مع الاميركيين قبل وصوله لرؤية ترامب ولقد سمعنا اكثر من تصريح حول غضب ترامب وانه سيكون حازما مع نتنياهو وانه يريد وقفا فوريا لاطلاق النار وانهاء الحرب وسمعنا ايضا اكثر من تصريح له يتحدث حول الحالة البائسة للفلسطينيين وضرورة مدهم بالمساعدات حتى ان ما كتبه هو سابقا حول التعاون بين الشركات الامريكية والصهيونية التي توزع المساعدات للفلسطينيين وقال انه لا يصدق حماس وما تعلنه ثبت من خلال تقارير وصلته وآخرها كان مع الجندي الذي افرجت عنه حركة حماس بناء على طلب ترامب الكسندر استقبله في البيت الابيض وتحدث الكسندر حول المعاملة التي يقوم بها الاسرائيليون للفلسطينيين والقصف الذي كانوا يتعرضون له واخيرا توصل ترامب الى تعبير الفلسطينيين مروا بالجحيم ولذلك يريد لهم مخرج آمن ولنرى ماذا سيجري عندما يصل نتنياهو.
سيبدأ بالهجوم حتما سيقول لترامب انك وعدتني انه سيكون امامي كرت اخضر ليفعل ما اشاء في غزة والآن تريد ان تفرض علينا هذه المشاريع التي لا نقبل بها وعندما سيتحدث ترامب عن المظاهرات وعن رأي المعارضة سوف يقول نتنياهو ان الاغلبية ستصوت معي وفي هذه الاثناء سوف تكون الاوامر للجيش الاسرائيلي حثتهم على الدخول والتوسع وسوف يحصل لهم ما يمكن ان نعتبره استكمالا للتصعيد الي شهدناه خلال الاسبوعين الماضيين من حركات المقاومة الفلسطينية سوف نرى تصعيدا لم يتوقعه الجيش الاسرائيلي وهنا سنرى ان راميز سينتفض وسيقف صارخا لقد حذرتكم من ان الجيش لا يستطيع ان يتحمل مثل هذه الخطط وان نسبة خمسين بالمئة لا يأتوا للتجنيد وان نسبة الامراض النفسية عالية جدا وان هناك حالات هروب منها الحالة الاخيرة حيث هرب اربعين ضابطا وجنديا من امام مقاتلي حماس وهذا سوف يزيد النار اشتعالا بين فريق نتنياهو وبين رئيس الاركان وربما مدراء الامن ايضا.
هذا يضعنا امام وضوح رؤيا نتوقع منه ان يتراجع ترامب عن ما وعد به كعادته لقد ضرب ايران وقصف مفاعلاتها النووية يناء على رغبة نتنياهو ولا نستبعد ان تكون الخطة قد رسمت بينهما من قبل وان ضرب الولايات المتحدة للمفاعلات كان جزءا من المخطط المتفق عليه بين اسرائيل والولايات المتحدة وفي الوقت نفسه تحاول الولايات المتحدة اعادة المفاوضات بينها وبين ايران الى طريقتها السابقة ولقد اعلن رئيس ايران ان التفاوض هو طريق اساسي لايجاد حل لكافة المشاكل وان ايران مع الحل الدبلوماسي واشار بوضوح الى ان على الولايات المتحدة ان لا تستخدم القوة مع من تتفاوض معه.
من هنا نعود الى ما كنا اشرنا اليه في المقال السابق من ان على فصائل المقاومة على جيوش المقاومة من لبنان لليمن الى فلسطين لسوريا للعراق ان تنهض فعلا وان تضرب فعلا تكيل الضربات للعدو الصهيوني الذي ينهار تدريجيا جيشه نفسيا واخلاقيا ويدفع ثمنا باهظا جدا لقاء رغبات نتنياهو خروج الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة شرط لا بد منه ويجب عدم بقاء اسرائيلي واحد في قطاع غزة دخول المساعدات بدون اي عقبات يجب عدم السماح لاسرائيل او الشركات الامريكية بان تتصرف هي بالمساعدات بحيث كما قالت صحيفة الواشنطن بوست ان المسافة في غزة للحصول على المساعدات الانسانية مسافة طويلة ومنهكة وان ثمنها قد يكون رصاصة تقتل.
على الدول العربية في نهاية الامر ان تقول كلمة ونحن نراها صامته ساكته تدفع المال لترامب كي يدفع لاسرائيل لتقتل الفلسطينيين الا يمكن ان تتحرك هذه الدول حركة نشطة لدعم الفلسطينيين هذا سؤال موجه للشعوب العربية في كل مكان لان الشعوب هي التي تحرك حكوماتها وهي التي تجعل الحكومات تخشاها او تخشى ثورتها على مواقف لا تخدم سوى الولايات المتحدة واسرائيل.
*كاتب سياسي فلسطيني