السبت , ديسمبر 13 2025
الرئيسية / اراء / ترامب بين عصا الموساد وجزرة اللوبي الصهيوني ..!

ترامب بين عصا الموساد وجزرة اللوبي الصهيوني ..!

الياس فاخوري*
ترامب بين عصا الموساد وجزرة اللوبي الصهيوني .. ونتنياهو بين “حجارة دَاوُدَ” و”عصا موسى” كما “عصا السنوار”!
هل تتيه القومية الامريكية الناشئة (MAGA ترامب) بين عصا الموساد وجزرة اللوبي الصهيوني!■ العصا: وقوع ترامب في مرمى “وثائق إبستين” وهي بحوزة الموساد.
■ الجزرة: يقود اللوبي اليهودي حملة التمديد لترامب لولاية ثالثة، كما فرنكلين روزفلت، ولكن بحيثيات مختلفة:
▪︎ وجود التباس دستوري في ما يتعلق بالفاصل الزمني بين الولايتين الأولى والثانية ..
▪︎ ترامب هو المؤهل لخوض الصراع مع الصين، أو غيرها، لاحتفاظ الولايات المتحدة بدورها في قيادة العالم.
■ اما عملية “عصا موسى” فقد جاءت بعد عملية “حجارة دَاوُدَ” تيمّناً بالموروث القرآني/انتصاراً للمقاوم الشريف على العدو الغاشم لتكشف عجز العقيدة الإسرائيلية أمام تكتيكات حرب المدن القسّامية وهي تمثل استمراراً لتكتيك المقاومة الحماسية في ظل الدمار الشامل وتسطيح المدن والمناطق الذي تقوم به قوات الاحتلال .. وكانت المقاومة قد أعلنت يوم الأربعاء Sept 3, 2025 إطلاق عمليات “عصا موسى” ردا على “عربات جدعون 2″ التي أطلقتها إسرائيل لاحتلال مدينة غزة. وكانت باكورة هذه العمليات بدأت في جباليا وحي الزيتون بعد ساعات من إعلان إسرائيل عن عربات جدعون 2.
وكانت عملية “جدعون 1” قد فشلت لأسباب إستراتيجية محورية، إذ تقاتل المقاومة بطريقة حرب المدن بشكل احترافي، بينما عقيدة الجيش الإسرائيلي لا تناسب هذا النوع من القتال. وقد خلق هذا التباين في طبيعة المواجهة – وفقاً للخبراء العسكريين – تحديا حقيقيا للقوات الإسرائيلية التي وصلت لأقصى درجات جهوزيتها من حيث الألوية والجنود. وعلى الرغم من ذلك، أظهرت المقاومة قدرة استثنائية على التأقلم مع عامل الدمار، واستطاعت توظيفه لصالح تكتيكاتها القتالية. والدليل على ذلك استمرار المعارك القوية في كل زوايا غزة رغم الدمار الهائل!
اما عملية “جدعون 2” فتواجه تحديات تفوق سابقتها، إذ يدخلها جيش الاحتلال وسط اعتراضات من جنود الاحتياط، إضافة إلى نقص حاد في أفواج الهندسة تحديدا في آليات الجرافات يصل لحدود 60%. ويضع هذا النقص في الموارد البشرية والتقنية قيودا إضافية على فعالية العمليات الإسرائيلية. والحقيقة ان الفصل بين عمليات “جدعون 1″ و”جدعون 2” ليس فصلا حقيقيا بالمعنى العسكري، بل مجرد تسمية إدارية!
والان اعود للسؤال الذي طالما طرحته مذ تولى ترامب سدة الرئاسة للمرة الثانية:
هل تُضَحِّي القومية الامريكية الناشئة (MAGA ترامب) بنتنياهو لتلميع صورة “إسرائيل” واخراجها بشكل ناعم نحو الحلم الصهيوني بتحقيق “فدرالية الولايات المتحدة الإبراهيمية” او “فدرالية الولايات الإبراهيمية المتحدة” (هي “الويلات” فعلاً وبالتاكيد) ربما مرورا بالشكل الكونفدرالي!؟
من المعروف ان ترامب يأتي من “ثقافة الالدورادو”، أي الطريق الى الذهب الذي اجتذب الكاوبوي، وغالباً وحيداً، على حصانه، باتجاه الغرب الأميركي .. انه يتحرك نحو هيكلية قومية MAGA – من لوبي العولمة (مجموعة ضغط وحكومة الشركات، وهم صُنّاع اسرائيل والقاعدة وداعش والنصرة وهيئة تحرير الشام بثقافة التوراة/التلمود/الغيتو/ابن تيمية/تورا بورا واصحاب سايكس بيكو المتمركزون ضمن بيروقراطية البنتاغون) الى لوبي الأمركة القومي!
ومن هذا المنطلق (المصلحة الأميركيّة/القومية الاقتصاديّة) يُكَرِّس ترامب المال والأرباح – لا العقيدة – عنصراً أوَّلاً واساسياً في سياسته الخارجيّة وعليه يبني اقتناعه بعقم الحروب الأميركية في المنطقة .. وهذه جولاته الخارجية تتمخض عن عقود حكومية وصفقات استثمارية تجارية وهدايا بأرقام فلكية (10 تريليون دولار حسب تصريحات ترامب نفسه مقابل حوالي 65,000 شهيد غزّي = 170 مليون دولار لكل شهيد) لم يحصل عليها غيره من قبل وبدون حروب. وعليه فالتهويل بالقوة لم يعد مُجدٍ خاصةً بعد تجربة أفغانستان والهروب المُذل، واليمن والهزيمة المدوية، وباكستان وتهاوي سمعة السلاح الغربي .. وهذه غزة مازالت صامدة تقاوم، بعد سنتين، “إسرائيل” وعالمها الصهيواوروبيكي.
اما نتنياهو فيعمل مع لوبي العولمة، وهذا الديبلوماسي المخضرم ريتشارد هاس (وهو يهودي ليبرالي) يرى أن الائتلاف الحالي في “اسرائيل” ينتهج، ما اسماه، استراتيجية الغباء ليُطرح السؤال “لمن الشرق الأوسط… لدونالد ترامب أم لبنيامين نتنياهو؟” بين جدران البيت الأبيض!
اما توماس فريدمان، القريب من أجواء البيت الأبيض، يخاطب الرئيس الأميركي في “النيويورك تايمز” بهذا العنوان “نتنياهو ليس حليفاً لنا بل يهدد مصالحنا” .. حكومة نتنياهو ليست صديقة للولايات المتحدة؛ انه يحاول تدمير استراتيجية نيكسون/كيسنغر بعد حرب 1973 تحقيقا للهيمنة الاميركية على المنطقة بدءاً بعلاقة أميركا مع السعودية ومصر والأردن.
كما يُؤكِّد “يائير لابيد”، زعيم حزب الديمقراطيين في دولة الكيان، ان “نتنياهو دمر العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة، وقوى العالم تجتمع هذه الأيام لتشكيل نظام إقليمي جديد، و”إسرائيل” خارج المعادلة ومعزولة عالميًا” .. ويضيف ان “حكومة نتنياهو وسموتريتش ترسل الجيش إلى مستنقع غزة بدوافع سياسية وأوهام غيبية، للقتال دون أهداف عملياتية حقيقية ولا رؤية أو إنجازات فنرى “إسرائيل” دولة منقسمة ومنبوذة وفقيرة بغلاء معيشة جنوني تنهار من الداخل” متعهداً باسقاط “حكومة الفشل”!
لكن لوبي العولمة/حكومة الشركات لم يستسلم وحشر ترامب بين عصا الموساد وجزرة اللوبي الصهيوني كما بيّنتُ اعلاه .. لكن “عصا موسى” المقاومة لهم بالمرصاد، ولا تنسوا “عصا السنوار” و”حجارة دَاوُدَ”! خسئوا فلا رؤية ولا رؤيا “اسرائيل الكبرى” .. لا القنبلة النووية ولا الولايات المتحدة او الويلات المحتدة الإبراهيمية!
حاول الغرب زراعة “اسرائيل” في قلب المنطقة وأمدّوها بكل وسائل التفوق عسكرياً و”حضارياً”، كما حافظوا عليها مفتوحة بلا حدود او قيود استنزافاً لموارد المنطقة وثرواتها واستنفاذاً لقواها وطاقاتها والأزمنة .. لكن “اسرائيل” بالثقافة التوراتية التي تقوم على اجتثاث ورفض الآخر، ما انفكت تعمل، وبالتأويل الدموي الصاعق للنص، على تنفيذ مشروعها التوراتي!
وهذا السناتور ليندسي غراهام يعلنها جهاراً ان لا بد من قيام “اسرائيل الكبرى”، تمهيداً لظهور “الماشيح” الذي يأتي لليهود ب”الصولجان الالهي” لتبدأ قيادتهم للعالم فنستذكر هنا قول “الحاخام” عوفاديا يوسف “لولا اليهود لما وجد هذا العالم”! اما الفيلسوف اليهودي/الأميركي نورمان فلنكشتاين فردّ بالتعليق الساخر {اذا كان الرئيس دونالد ترامب يرى في الصين المنافس الاستراتيجي لبلاده في إدارة البشرية، عليه أن يعلم أن “اسرائيل” هي المنافس الايديولوجي}!
وهذا نتنياهو – الذي يعمل بإمرة “رب الجنود” كما دأب على التصريح – يلقي اليوم بوجه العالم بقنبلةٍ هي أشد فتكاً من القنبلة النووية .. انها القنبلة التلمودية التي تُغَلِّفُ مهمتة التاريخية الروحانية العاطفية المتعلقة برؤية ـ والحقيقة رؤيا/حلم خيال في المنام ـ “اسرائيل الكبرى” .. دولة تقلب صورة الشرق الأوسط ليدور حول الهيكل بالايديولوجيا التلمودية التوراتية .. دولة تقفز فوق التاريخ وتحط على ظهر العالم .. دولة تُطلق الغرنيكا الدموية والنارية لتسود الامم ويظهر “الماشيح” يتبختر متغطرساً في المقابر وعلى الجماجم ل”يسوق” الكوكب أنّى وكيفما شاء!!
انه حلم وهاجس او هو، بالحري، جاثوم وكابوس نتنياهو التلمودي ظنّاً منه – وبعض الظن اثم – ان دنيانا قد رضخت وارتضت الإقامة الابدية في زنزانة “الحرملك الأميركي” وبين جدرانه بوصف ذلك بوليصة تأمين مدى الحياة لحشرنا في الزمن القبلي، الامر الذي يُحٓرِّمُ علينا ويحرمنا من التعاطي او التفاعل مع ديناميات العصر ومقتضيات التطور والحداثة!
انه الحلم التوراتي الذي يحاول العديد من الفلاسفة والمؤرخين اليهود إيقاظه منه ولقد اشرت الى ذلك في العديد من المقالات .. واليوم اعود لقول سارة نتنياهو اذ تترقب سقوط زوجها: “لقد حزمنا حقائبنا لنرحل، ولتحترق اسرائيل” .. وهذا ما توقف عنده هؤلاء الفلاسفة والمؤرخون الى جانب ما جاء في العديد من الصحف الأوروبية ان “بقاء نتنياهو في الحكم هو الذي يحرق اسرائيل” .. وبعد، فهم يُعَبِّرون عن خشيتهم مُحَذِّرين من أن تكون غزة قد انفجرت داخل اسرائيل — أوَليست هي القنبلة التي توجس منها دافيد بن غوريون .. وهذه وكالة بلومبرغ تصف خطأ بنيامين نتنياهو (المايسترو الخارج للتو من أقاصي الجحيم) بـ”الخطأ الهتلري”، حين دفع الفوهرر، بالجنون اياه، نخبة الجيش الألماني، الى أبواب موسكو التي كانت أبواب النار، فكان السقوط الكبير لأدولف هتلر .. وكذلك كان السقوط الكبير لنابليون بونابرت. فهل هو السقوط الكبير لبنيامين نتنياهو؟
لا يغرّنك التهويل العسكري والاعلامي وإثارة الغبار والقنابل الصوتية والتطبيل بالتطبيع والتتبيع وها هو رون بن يشاي (Ron Ben-Yishai) الصحفي والمحلل العسكري الاسرائيلي يُفصح ويفضح ان عدد المطبعين العرب – في الواقع وللمصلحة الخاصة – لا يزيد عن 4,000 من قرابة 500 مليون (0.0008) .. ولا يغرّنّك صراخ العثمنة والتتريك والسلجقة، ولا تغرّنك جماعاتُ الإرهابِ الأسودِ وافتعال الأزماتِ والفتن المُتنقِّلة في سوريا والعراقِ وليبيا والسودانِ واليمنِ وإيران وباكستان – ولن ينجوَ منها بلد عربي او مسلم رزقه الله بالثرواتِ والموقع الاستراتيجي .. لا تغرّنك تداعيات الهيستيريا الايديولوجية في “دولة الكيان الإرهابي” بالتأويل الجنوني للنصوص المقدسة، وممر داوود .. لا تغرّك ايديولوجيا الاجتثاث الخارجة سواءً من التفسير التلمودى او من كهوف تورا بورا!
فمن قهر اسرائيل على أرض الجنوب، ومن جعل الميركافا تبكي مصيرها في وادي الحجير؟ لم يعد السؤال الذي يطرحه الباحثون، والمؤرخون، في دولة الكيان اللقيط يقتصر على نهاية رئيس حكومة الكيان وانما حول نهاية الكيان ذاته، بعد ان تم، على مدى 719 يوماً، استنفاد القدرات العسكرية، والامكانات السيكولوجية، وحتى رصيد الكيان لدى الرأي العام الغربي الذي كان يرى فيه لؤلؤة الشرق الأوسط. اما كبار المعلقين “الاسرائيليين” فبدوا كأنهم يستعيدون “لعنة الهيكل”، كنتاج لغباء أو لجنون، الحاخامات “الذين أعادوا انتاج يهوه، وفقاً لرؤيتهم” كما أشار الفيلسوف اليهودي الهولندي باروخ سبينوزا .. وهم بذلك يستذكرون، الآن، كيفية انفجار المملكة اليهودية عقب وفاة سليمان، في الثلث ألأول من القرن العاشر قبل الميلاد!
وهذا المحلل السياسي جدعون ليفي يحذر أن آخرة “اسرائيل” قد تكون على شاكلة حطام اسبارطة .. ورغم تمسُّك نتياهو بحلم/كابوس الوصية “الالهية” باقامة “اسرائيل الكبرى”، فقد خرج هذا النتن، الذي لا يبدو انه قرأ التاريخ يوما، يُبشر ب”اسبارطة العظمى” .. اذن هم يقولونها: اسرائيل الى زوال وعلى شاكلة حطام اسبارطة!
الله (ﷻ) هو المقاوم الاول بحسنى أسمائه وكمال افعاله وله حزبه وانصاره ..
سلام الأقصى والمهد والقيامة والقدس لكم وعليكم تصحبه انحناءة إكبار وتوقير لغزة واهلها – نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
*كاتب أردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عبدالقادر هلال : رجل ترك بصمة في قلب صنعاء

  بقلم / عادل حويس في كل عام عندما يحل الثاني عشر من ديسمبر تلتقط …