الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / اليمن وامراء الحرب

اليمن وامراء الحرب

 

بقلم/ احمد الشاوش

أمتاز الشعب اليمني من بين شعوب العالم بالصدق والامانة والوفاء والنخوة والكرم والتكافل والرحمة، وكان أكثر الناس التزاماً وتمسكاً بالعادات والتقاليد والاعراف ما جعله جديراً بالاحترام بين شعوب العالم.

وبانتشار الافكار الضالة والمذاهب السياسية الهدامة والدينية المتطرفة والفتن والصراعات والحروب والتبعية وثقافة الولاء والفيد والمصلحة والتسلط ، تصدعت الاسرة وتفكك المجتمع وتاه الفرد وتحولت الدولة الى يافطة ونشرة اخبار والقادة الى مهرجين والمواطن الى مُتفرج بعد سقوط منظومة القيم ومكارم الاخلاق

والمتابع للمشهد اليمني اليوم يصعق من حالة الانقسام السياسي والتضليل الديني والاحتيال الثقافي والتزوير الاعلامي والنفاق الاجتماعي والخيانة بلاحدود بعد ان تحول السواد الاعظم الى ” أراجيز” وادوات في المسرح العالمي للخيانة.

والمثير للحزن والالم ان كل الاطراف المسجلة خطر والمثيرة للشغب تحولت الى سلطات بقوة السلاح والمال وشركات مقاولة وتجار حروب بالوكالة ، وان حاول البعض تأنيب الضمير رفسه الاخرين ، بعد ان أمل المواطن التغيير الى الافضل لكنه صرب الفقر .

والمدهش حقاً ان المواطن مل الاخبار والتقارير والمؤتمرات والخطابات الاستهلاكية وكلما سمع كلمة الارادة وضع حولها عشر علامات استفهام ، وكلما تحدث المفلسين عن رؤىة اواستراتيجية لادارة شؤون الدولة واحداث تنمية ورفع درجة الوعي ومحاربة الفساد انتابته صدمة بإن مصيبة قادمة ستحل او ان التصريحات مجرد فقاعات لغسل الادمغة وتبييض الاموال وتلميع الادارة الفاشلة وتبني سياسة تجويع ممنهجة.

ومن الغريب ان حكومة الشرعية بزعامة هادي ورئاسة معين عبدالملك الذين يستمدون شرعيتهم من الدستور والقانون اليوم لايعترفون بإن صنعاء تابعة للدولة اليمنية بدليل عدم صرف الرواتب ، وان صرفوا لبعض الموظفين المتواجدين تحت ادارة سلطة الحوثيين بصنعاء وغيرها وجهوا الكريمي بعدم الصرف، وأجبروا الموظف الغلبان الذي أصبح ضحية سلطتي صنعاء وعدن والامم المتحدة والبنك الدولي بالنزول الى عدن لاستلام مرتبه وكأن صنعاء غير تابعة للدولة.

والمضحك والمبكي ، ان الموظف المدعوس في الجاهلية والاسلام، تذله حكومة الشرعية وتجبره على استلام راتبه من المدن المحررة ، متناسين ان الموظف الذي يعيل اسرة كبيرة دمرها الجوع ، مرتبه 50 ألف ريال لكي يستلم مرتبه عليه ان يسافر بيجو الى عدن ذهاباً واياباً بـ 20 ألف ريال ، و20 ألف ريال نسبة تحويل بنك الكريمي مقابل العملة الجديدة ويتبقى للموظف 10 ألف ريال في فندق وصبوح وغداء وعند العودة عليه ان يشحت او يبحث عن صديق لتقديمه حق العودة الى صنعاء .. بالمفتوووووووووووح على الموظف ان يوقع على راتبه عند الكريمي بدل السفر والبهذله ويتقاسم الكريمي والحكومة الشرعية والحوثيين مرتبه بعد تصفير العداد مجسدين مقولة موت ياحمار وخليك بالبيت!!؟

والاغرب من ذلك عندما يطالب الموظف بمرتبه في صنعاء يردد الحوثيون “المرتبات” على الدنبوع هادي ، وعندما يتوجه الموظف المغلوب على امره الى تعز أوعدن او الضالع يتم انزاله من السيارة اوالباص واخذ بطاقته والتحقيقي معه لانه ذهب لاستلام الراتب ويتم اعادته بالقوة او رشوة ذلك الحارس الامعة”اللص” ، فلا يدري الموظف أو المواطن البسيط من يرضي سلطة صنعاء التي جوعت الموظف بدليل الاعتذار القاتل عن صرف الرواتب ، أم شرعية الفنادق التي تتلذذ في تعذيب ابناءها.

والعجيب ان الرئيس هادي خارج اطار التغطية والموظف والمواطن آخر شيء في ذاكرته وحكومة الانقاذ تصرف كلام ، والاعجب من ذلك ان يأتي” المشاط” ، لابس آخر شياكة ، وعلى صنجة 10 مرتدياً جنبية بالملايين وساعة بالدولار وكوت آخر موضه ويتقاضى مرتب شهري بحدود عشرة ملايين ونثريات ،، ليقدم لنا الاعتذار ” الصادم” والضربة القاضية.. دون أي تبرير أو رحمة ، رغم ان بعض المسؤولين والموظفين والمؤسسات تتقاضى مرتبات من صنعاء وعدن بالدبل بما فيهم القضاة ،،!!.

والمثير للسخرية ان كل السلطات المتواجدة على الارض من شرعية وانصار الله وحراك ،، تفقتقد الى المسؤولية والضمير والرحمة والامانة بعد ان أحتكرت السلطة بالقوة ، وصار الانسان في آخر أهتمامها بدليل نشر سياسة التجويع والافقار والرعب ومصادرة الرواتب وشيطنة العملة القديمة والجديدة والمضاربة بالعملة والاراضي والغام ونسب الكريمي وارتفاع الاسعار وغياب الرقابة وتحول الريال السعودي الى عملة وطنية ما يُبشر بكارثة مستقبلية!!.

وبمجرد ان اجتمعت حكومة الشرعية برئاسة معين عبدالملك والبركاني وغيره وقالت ان من أول اهتماماتها هو صرف رواتب موظفي الدولة من بداية العام ، سارع الحوثيين الى اجتماع اللجنة المالية للادلاء بتصريحات بإنه على حكومة الانقاذ بصنعاء صرف المرتبات ليس من باب الواجب وانما في نظري من باب الصراع السياسي والمزايدة ، تجسيداً للمثل اليمني ماخبازة تحب خبازة.

ومن المثير للشفقة ان تتحول البلاد الى جنائز ونعوش وتوابيت ويافطات وصور للشهداء رحمة الله ، وان يتحول الموظف والعامل والمواطن الشريف الى صورة شبح من شدة الفقر والجوع والمرض والملاحقة والتعذيب والظلم ، وان يتحول المستهلك الى جثة محنطة أمام جبروت امراء الحرب والمسؤول المنحرف والمشرف الطاغية والتاجر اللص الذي امتصاص دماء المواطن والوطن.

ومن المؤلم ان تتحول اليمن الى مقابر على حساب التنمية والامن والاستقرار والسلام ، وان يُحارب كل امراء الحرب بإبناء غيرهم وان يصبح المال الخليجي وقوداً لابناء اليمن ، ومن العار ان يتباهى البعض بخطوط الانتاج الجديدة من معلبات الوطنية الفاسدة ، والقومية المشبوهة والاسلام المُحرف والقبيلة الممسوخة والثقافة الرجعية التي تطويرها واعادة تدويرها وانتاجها،، بنكهات والوان وشعارات مختلفة للضحك على الدقون.

والسؤال الذي يطرح نفسه متى سيرتاح اليمانيون من عبث تجار وامراء ووكلاء الحروب ، ومتى يحس ويشعر قادة اليمن بالضمير والامانة والمسؤولية ، ومتى سيدرك المواطن ان مصلحته ليست في الرصاصة والبندقية والولاء والعبودية والارتهان والدماء والدمار وانما في التربية الحسنة والعلم النافع والابداع والابتكار وتجسيد قيم التسامح والتعايش والحرية والديموقراطية التي تنتهي عند الاضرار بالاخرين؟ أملنا كبير.

shawish22@gmail.com

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …