حمدي دوبلة
كان 2020الذي نعيش آخر لحظاته عاما استثنائيا بكافة المقاييس ورأينا فيه العجب العجاب عن ضعف وهوان وقلة حيلة هذا الانسان المتعجرف الذي ظن نفسه قد بلغ منتهى العلم والتقدم العلمي كما تجلت فيه الآيات البينات عن عظمة ورحمة الخالق العظيم بعباده المستضعفين في الارض وكيف كانت الطافه كبيرة سبحانه وتعالى بالشعوب الفقيرة ممن لا تمتلك الامكانيات الهائلة مقارنة بالدول العظمى التي رفعت الراية مبكرا في مواجهة فيروس كورونا الذي ضرب ولايزال حتى اللحظة بكل قوته في امريكا واوربا وكان رحيما الى حد كبير بالفقراء والمعدمين في شتى بقاع الارض.
-عاش العالم في ظل انتشار الفيروس اوضاعا حرجة وضعت كمايقول كثير من المفكرين الحضارة الحديثة امام أسئلة شائكة حول جدوى التقدم العلمي والتكنولوجي وخاصة في مجال العلوم الطبية..كما ان هذا المخلوق المجهري والذي يدشن العام الجديد بظهور سلالة جديدة منه فاجأ العلماء والمختبرات والمصانع واحدث التقنيات ومازال يفاجئ الجميع بتحولات وتغييرات مفاجئة جعلت احدث ماتوصل اليه العقل البشري حائرا امامه في معجزة ربانية ورسالة سماوية واضحة تخاطب البشر بان الحل الامثل في المواجهة يكمن في الاقرار بالعجز والمسارعة الى التوبة والرجوع الى الخالق العظيم.
-لقد أعاد كورونا إلى الواجهة فكرة المصير البشري المشترك على الرغم من التمايزات والصراعات بين القوى العظمى واطماعها واستكبارها التي لم تتوقف للحظة في العبث بارواح الناس ومصالحهم في كل مكان ولعل مايجري من دعم دولي سافرومتواصل لآلة القتل السعودية بعدوانها المستمر على اليمن منذ ست سنوات خير دليل على ضلال وتيه تلك القوى الخاوية والمتعطشة للمال وجعله اولوية قصوى على كل القيم والمبادئ الانسانية .وعدم الاكتراث بالملايين الذين تزهق ارواحهم في سبيل هيمنتها على العالم حتى لو كان عدد الضحايا من مواطنيها في هذا الوباء هو الأكبر على مستوى العالم ونتحدث هنا عن الولايات المتحدة التي كانت ولا تزال ابرز المتورطين في سفك دماء اليمنيين حتى آخر لحظات عمر ادارة ترمب المهزوم.
-كان بطش كورونا اشد وانكى في الدول المتقدمة عنها في البلدان الفقيرة ليزيل الوهم الذي عشش طويلا في عقول الشعوب الغربية بأنهم يعيشون في دول تستطيع حمايتهم من أي داء أو وباء يمكن أن يعترض طريقهم أو يهدد حياتهم.
-على المستوى المحلي كان الفيروس رحيما بشعب ناصبه العالم العداء واغلق مطاراته وموانئه ومنافذه البرية والبحرية والجوية لسنوات ولعل ماتسبب به من اغلاق لمطاراتهم ومنافذهم كان انتقاما الهيا من هذا العالم الذي اعمته مصالحه وبريق اموال الاغنياء عن رؤية الحقيقة ومناصرة الحق واهله واذا بالفيروس يذيقهم بعضا مما أذاقوه لشعب اليمن .
-وهاهو العام الذي بات يعرف بكورونا يوشك على الرحيل متزامنا مع بدء الدول الكبرى والمتقدمة تنفيذ حملات واسعة لتطعيم مواطنيها بلقاحات مضادة للوباء لاتزال محل شك وارتياب في كفاءته بمواجهة الفيروس وسلامته ومأمونيته على الجسم البشري لكن السلالة الجديدة منه التي ظهرت في بريطانيا وفرنسا وغيرهما تضع الجميع مجددا امام تحديات كبرى لاشك ستتفاقم خلال العام الجديد وبالتالي تواصل الرسائل السماوية عبر هذا المخلوق الذي لايرى بالعين المجردة الى ان تعي العقول وتدرك مضامينها الواضحة والى ان يقضي الله امرا كان مفعولا وكل عام والجميع بخير وسلام .
“نقلا عن صحيفة الثورة”