مجيب حفظ الله
من قال إن السعودية ليست ضمن قافلة التطبيع المذل مع كيان الاحتلال الصهيوني.. وهل يفترض بالمملكة أن توقع اتفاق تطبيع مع اسرائيل برعاية أمريكية كي تكشف عن تطبيعها..؟
التوأمة التي قام عليها الكيانين السعودي والإسرائيلي تجعل من التقارب بينهما فرضاً واجباً أكثر من كونها انزلاق نحو هاوية التطبيع.
حينما تتابع صحف السعودية والإمارات والبحرين تجد أن أكثر الكُتاب تشدداً ودفاعاً عن الصهيونية والانخراط في ركب التطبيع مع اسرائيل هم الكُتاب السعوديون أكثر من نظرائهم الإماراتيون والبحرينيون.
كل تلك القرائن تؤكد بأن ابن زايد لم ينخرط في هذا التطبيع المهين إلا بعد أن منحته الرياض الضوء الأخضر للارتماء في أحضان اليهود على أمل ان تلتحق هي بالركب الذي لطالما انتمت اليه أسرة آل سعود.
على الرغم من أن أبوظبي والمنامة هما من وقعتا اتفاقيات التطبيع المهين مع كيان الاحتلال الصهيوني إلا أن الرياض هي من تسير وبقوة في ركب الارتماء في احضان اليهود.
الأمر لم يعد يقتصر على التسريبات واللقاءات السرية بل صار السعوديون سبّاقون لاستعراض الزخم المتصهين حتى أكثر ممن صار بينهم وبين اليهود اتفاقيات سلامٍ مهين.
حينما قرر المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أن يجري مقابلة حصرية فإنه لم يقم بتلك المقابلة مع وسيلة إعلام إماراتية أو بحرينية بل اختار لتلك المقابلة صحيفة سعودية أرسل عبرها رسالة بأن توقيع اتفاقيات السلام ليس سوى خطوة صورية في التطبيع مع صهاينة العرب فيما التطبيع الفعلي جارٍ على قدمٍ وساق.
أجرت الكترونية “إيلاف السعودية” مقابلة مع المتحدث باسم جيش كيان الاحتلال الصهيوني وهو ما لم تقم به صحيفة الخليج أو البيان أو العرب الإماراتية في رسالة سعودية واضحة بأن ما اقدمت عليه أبوظبي والمنامة تم التصديق عليه هنا في الرياض وفي قصور الدرعية.
في حواره مع الجريدة السعودية كشف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن دولة الكيان تتوقع أن تتعرض لهجوم وصفه بالإيراني القادم من الدول الموالية لها وتحديداً اليمن في إشارة لتكرار ما حصل لشركة “أرامكو” السعودية من هجومٍ واسع النطاق أدى لخروجها عن الخدمة لأيامٍ ولا تزال آثار تلك الهجمات قائمةً حتى اليوم.
يقول “هيداي زيلبر مان” في حواره مع الجريدة السعودية إن ايران تطور في اليمن والعراق طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل”.
بالنسبة لنا لا جديد فيما يقوله هذا الصهيوني فكيان الاحتلال بالنسبة لنا هو هدفٌ مشروعٌ لكن لكل شيءٍ أوانٌ ولكل مقامٍ مقالٌ كما يقال.
ولهذا الأحمق وغيره نقول بأننا حينما نريد أن نضرب كيان الاحتلال فليس علينا بالضرورة ضرب تل ابيب أو مستوطنات كيان الاحتلال في الأراضي المحتلة فضالتنا موجودةٌ في البحر الأحمر ولكن لكل أوانٍ حينٌ ولكل أجلٍ كتاب.
بالنسبة لنا فإن مقارعة أدوات الصهيونية العالمية في المنطقة وتحديداً أذرعها القذرة المتمثلة في الكيانين السعودي والإماراتي لا تقل أهمية عن خوض حربٍ مباشرة مع كيان الاحتلال الصهيوني.
ما تقوم به الرياض وأبوظبي بحق العرب والإسلام والمسلمين لا يقل خطورةً عن ممارسات كيان الاحتلال الصهيوني بحق هذه الأمة العظيمة.
ما يحيكه ابن سلمان وابن زايد من مؤامرات بحق هذه الأمة وشعوبها لا يقل كارثيةً عن ما قام به مناحيم بيجن واسحق رابين وايريل شارون ونتنياهو بحق شعب فلسطين والأمة العربية.
هاذين الكيانين الدخيلين على هذه الأمة قد أعملا فيها معاول الهدم ونجحا في اختراق الصف العربي وتقسيمه وبث الوهن فيه.
قصة التطبيع السعودي الخفي والمعلن مع اسرائيل ليست بالجديدة فآل سعود هي الوجه الآخر للصهيونية العالمية ولكن “بـغير زنانير”.