الثلاثاء , مارس 19 2024
الرئيسية / اراء / التاريخ المرصًع بالفخار

التاريخ المرصًع بالفخار

حمدي دوبلة
-تروي عدد من كتب التاريخ الاسلامي والسيرة المطهرة على صاحبها وآله افضل الصلاة والسلام ان أهل مكة بعد وفاة الرسول الكريم قرروا الارتداد عن الاسلام والعودة الى الوثنية وعبادة الاصنام لكن سهيل بن عمرو وكان خطيب قريش قبل فتح مكة ومن مثًلها في اتفاقية صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة وقف فيهم خطيبا والقى فيهم خطبة بليغة كانت من اسباب الثبات على الاسلام في ذلك العام الذي كثرت فيه حوادث الردة في جزيرة العرب ومن ما قاله في تلك المناسبة ” يااهل مكة الرجل منا ونحن اعلم الناس بصدقه وامانته وكنا آخر من اسلم فلا تكونوا اول من يرتد والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إلى غروبهما ”
-شهادة سهيل بن عمرو وهو احد اشراف مكة وخطيبها الاول تؤكد حقيقة ان قريشا رغم معرفتهم الوثيقة باخلاق ونسب وامانة سيد الخلق اجمعين قد اخذتهم العزة بالاثم وواجهوا دعوة الاسلام بالكفر والالحاد والطغيان وحاربوه طويلا قبل الدخول في دين الحق عنوة اثرفتح مكة وتطهيرها من رجس الاوثان بحد السيف كما كان الشان مع كثير من الامصار. . في المقابل نجد اجدادنا من ابناء هذه الارض الطيبة لم يحتاجوا اكثر من رسالة وخطبة واحدة من الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي ارسله الرسول الكريم الى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام وترك عبادة الأوثان.
-ما ان وصل الامام علي مبعوثا للهدى والنورإلى صنعاء حتى قام خطيباً في قبائل همدان الذين اجتمعوا في مكان يسمى اليوم سوق الحلقة شمال الجامع الكبير بصنعاء القديمة،وتجمع المصادر التاريخية ومراجع السنة والشيعة على حد سواء بان اليمنيين تأثروا بخطبة الامام علي كرم الله وجهه وأسلموا وأسلمت همدان عن بكرة أبيها في يوم واحد وينسب اليه قوله في ذلك اليوم “لوكنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلامِ” قبل ان يكتب الى رسول الله بنبأ اسلامهم ففرح صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا بذلك وخر ساجدا لله ثم رفع رأسه وقال السلام على همدان” وكان ذلك من اكبر الفتوحات الاسلامية في تاريخ الدعوة
-هذا اليوم التاريخي العظيم والنصر الكبير للاسلام كان في اول جمعة من شهر رجب المحرم الذي بقي خالدا في حياة اليمنيين قاطبة وظل على الدوام محطة سنوية للاحتفاء بهذه الذكرى التي يعظمها اليمنيون جيلا بعد جيل لما تمثله من اهمية في تعزيز الارتباط بالهوية الايمانية الاصيلة والتعبير عن عظيم الحمد والثناء لله على نعمة الاسلام الذين كانوا سباقين في حمل رايته الى كافة اصقاع الارض
-قبل يومين احتفل اليمنيون مجددا بهذه الذكرى العطرة وبتاريخهم المرصًع بالفخار والمجد معاهدين الله بالمضي على درب الحق وحمل لواء الاسلام في مواجهة قوى الكفر والطغيان في هذا الزمان كما كان الحال في كل الازمنة والعصور يملأ نفوسهم الايمان بالله والثقة به سبحانه وبنصره وتمكين عباده اهل الحكمة والايمان بشهادة من لاينطق عن الهوى وهي الشهادة التي ستبقى داحضة لكل التخرصات والشائعات والقدح والذم التي بات اعداء الله يروجونها عن اليمن وشعبه العظيم.
“نقلا عن الثورة”

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الإبادة والتهجير وحرب “المطمطة”!

د. كمال ميرزا* بحسب الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار فإنّ حرب الإبادة والتهجير …