منير الشامي
من قبل أسبوعين وتزامُناً مع اقتراب أبطال قواتنا المسلحة واللجان الشعبيّة من محيطِ مدينة مأرب علا الضجيجُ الأمريكيُّ والبريطاني والصهيوني والأممي خُصُوصاً وعدد ليس بالقليل من دول الغرب عُمُـومًا وكثرت الدعواتُ والمناشدات بوقف تطهير مدينة مأرب، فتارةً يعتبرون تقدم قواتنا الباسلة تقويضاً للسلام، وتارة يعتبرونه تهديداً للإنسانية ولحياة المدنيين، وتارة باسم الخطر على مخيمات النازحين إلى غير ذلك من الذرائع الزائفة، ولم يتوقفوا عن صراخهم وضجيجهم للحظة واحدة حتى اللحظة.
الغريب والعجيب والملفت للنظر والخاطف للعقل أننا سمعنا دعوات تلك الأطراف ومناشداتهم بالتوقف تحت عناوين لم نسمعها من تلك الأطراف طوال ستة أعوام وهم يشاهدون أبشع المجازر اليومية وأشنع جرائم الحرب في حق طفولة اليمن وبراءتها وفي حق نسائها ومدنييها وفي حق النازحين والمهجَّرين وفي حق مخيماتهم وتجمعاتهم
ومع ذلك لم نسمع لتلك الأطراف حتى همساً باسم الإنسانية المنسوفة في مدن اليمن وقراها بمدارسها وأسواقها ومزارعها ومشافيها وجبالها وسهولها، ولم نسمعهم يدعون أنفسهم مثلاً إلى توقيف عملياتهم الحربية علينا ولا على حتى أطفالنا ونسائنا لا باسم السلام ولا تحت مبرّر الحرص على المدنيين ولا أَيْـضاً بحجّـة النازحين ومخيماتهم التي استهدفوها عمداً مرات ومرات، ولم نشاهد لهم أَيْـضاً حتى مُجَـرّد استياء على مجزرة مروعة أَو مذبحة فاجعة ارتكبها حلفهم المزعوم أبداً.
إن إنسانية قيادتنا وجيشنا ولجاننا الشعبيّة وحرصهم على أرواح المدنيين هي السبب الرئيسي الذي يؤخرهم عن اقتحام مأرب وتطهيرها، وهم يعلمون ذلك جيِّدًا ويعلمون أن كلفة التأخير التي ندفعها كُلفة باهظة.. لذلك نقولُ لهم: كَفاكم ضجيجاً يا من تتشدقون باسم الإنسانية وأخبرونا:-
لماذا لم تظهر إنسانيتكم إلا على عتبات مأرب؟
لماذا لم نسمع بها طوال ستة أعوام من مجازر طيرانكم في حق عشرات الآلاف من المدنيين الذين دفنتموهم تحت ركام منازلهم؟
لماذا لم نر إنسانيتكم على الآلاف من أطفالنا ونسائنا؟
لماذا لم نر إنسانيتكم على الطفولة المنسوفة وعلى أشلائها؟
لماذا لم نرَها على معاناة الشعب اليمني؛ بسَببِ الحصار والدمار؟
لماذا لم نرَها على المرضى الذين ماتوا ويموتون على أسوار مطار صنعاء؟
لماذا لم نرَها على وقف مرتبات مئات الآلاف من الموظفين للعام الرابع؟
لماذا لم نرَها على سفن المشتقات التي منعتم دخولها للعام الثالث واليمنيون يموتون؛ بسَببِ انقطاعها؟
لماذا لم نرَها على الأطفال الذين يموتون كُـلّ يوم؛ بسَببِ أمراض سوء التغذية؟
لماذا لم نرَها على جرائم اغتصاب النساء وجرائم الاختطاف التي تمارسها أدواتكم هنا وهناك أَو على جرائم السلخ والإعدام للأسرى وعلى دفنهم أحياء وَ… إلخ؟
أخبرونا إن استطعتم!!
أنتم لن تستطيعوا أخبارنا ونحن لا نحتاج إلى ردكم؛ لأَنَّنا نعي جيِّدًا أن سببَ ضجتكم هو خوفُكم على مصالحكم وعلى مشروعكم في وطننا، وندرك جيِّدًا أن مأربَ هي آخر معقل من معاقل تحالفكم وسبب صخبكم وضجيجكم، فكفوا عن ذلك، فما هو إلا تدخُّلٌ سافرٌ في شؤوننا الداخلية نرفُضُه جُملةً وتفصيلاً.
وكفاكم كذباً على أنفسكم لا علينا؛ لأَنَّنا جميعَ اليمنيين نعلم ما تعلمون، ونعي ما تأملون!
فلا تناشدوا باسم السلام والسلام لن يتحقّق إلا بوقف العدوان، وهذا الأمرُ بأيديكم لا بأيدينا!
ولا تناشدوا باسم الإنسانية؛ لأَنَّكم مُجَـرّدون منها ولو كان لكم ذرةٌ منها لما اجتمعتم بقوتكم على أفقرِ دولة وأضعفِ شعب لستة أعوام وما زلتم، أما أمرُ مأرب فهو بيد اللهِ سبحانَه وتعالى والقرارُ لقيادتِنا المباركةِ وقد صدر وسيتم تطهيرُها من دَنَسِكم ودَنَسِ أدواتِكم ولا رجعةَ فيه حتى ولو ولجتُم في سَــمِّ الخياط.