الخميس , أبريل 25 2024
الرئيسية / اراء / حوار مع صديقي الصغير(57) .. العالم يسقط في اليمن ..

حوار مع صديقي الصغير(57) .. العالم يسقط في اليمن ..

 

حسن الوريث

كنت مع ابني وصديقي الصغير عبد الله نتابع الاخبار في إحدى القنوات التي بدأت بتصريح لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة المدعو مارك لوكوك والذي يحذر فيه من مجاعة غير مسبوقة في اليمن خلال أيام وانتقل المذيع بعده إلى تصريح للأمين العام للأمم المتحدة المدعو انتونيو غوتيريش حول نفس الموضوع حيث يحذر بلهجة أشد من وقوع أكبر مجاعة في اليمن بسبب الحرب لكنه كان أكثر صراحة من مساعده حيث قال أنه تواصل مع المسئولين في سويسرا والسويد لاستضافة مؤتمر مانحين لليمن لجمع اكبر قدر ممكن من المال لما أسماه دعم الشعب اليمني والتخفيف من معاناته ومنع المجاعة المتوقعة.
بعد أن استمعت انا وصديقي الصغير إلى هذا الخبر بادرني بقوله .. هل تذكر أننا سمعنا هذا الكلام نفسه من نفس الأشخاص العام الماضي وعقدوا مؤتمر المانحين ولم يتغير شيء ؟ قلت له نعم يا صديقي الذكي هذا الكلام سمعناه العام الماضي والذي قبله وكل يوم نسمع تصريحات مسئولي الامم المتحدة عن أوضاع إنسانية كارثية في اليمن ومجاعات وسوء تغذية وأمراض ولكن رغم كل ذلك فإن هذه المنظمة لم تحرك ساكنا وتقوم بدورها وواجبها الإنساني تجاه مايتعرض له الشعب اليمني بل أنها مشاركة بشكل أو بأخر في هذه المأساة وفي الحرب والحصار الخانق.
قال لي صديقي العزيز .. اين ذهبت الأموال التي جمعوها العام الماضي في مؤتمر المانحين فقد سمعت أنها بلغت مليارات الدولارات؟ .. قلت له يا صديقي العزيز هم يجمعون الأموال لانفسهم وينفقونها على موظفيهم وسفرياتهم وتشغيل منظماتهم اما الشعب اليمني فلا يصل إليه سوى الفتات ولذا فإن الوضع لم ولن يتغير .. رد صديقي العزيز بقوله .. هل تعرف الامم المتحدة ان استمرار الحرب والعدوان والحصار هو سبب المعاناة والمجاعة والأمراض والكارثة الإنسانية وبالتالي فإن وقفها يعني انتهاء المأساة؟ .. فعلا يا صديقي هم يعرفون ذلك ولكنهم مستفيدون من هذا الوضع واستمرار العدوان والحصار يشكل لهم باب رزق لتشغيل المنظمة فكلما جفت خزينتها سمعناهم يولولون ويناشدون العالم لمساعدة الشعب اليمني وفي الحقيقة هم يقومون بذلك من اجل أنفسهم وجمع المال لهم وليس لهذا الشعب اليمني المسكين ولو كانوا فعلا صادقين لكانوا اوقفوا الحرب التي هي سبب المأساة والمعاناة لكنهم يكذبون كما يتنفسون فذلك الأمين العام للأمم المتحدة المدعو انتونيو غوتيريش عندما يصيح ويصرخ ليس من اجل عيون اليمنيين بل خوفا على مرتبه ومنصبه ولملء خزينة منظمته وينطبق ذلك على لوكوك وكل المسئولين هناك فهذه دموع التماسيح من اجل اجتذاب الأموال في مؤتمرات وهمية ظاهرها دعم الشعب اليمني وباطنها وحقيقتها تقديم أموال للأمم المتحدة لشراء سكوتها على قتل الشعب اليمني.
قال صديقي العزيز والذكي كلامك صحيح وفي محله فهؤلاء القتلة يشترون صمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالمال والكل يخضع له فهو المحرك لهم وكلهم شركاء في قتل الشعب اليمني ولو كانت لديهم نية وإنسانية كما يدعون لكانوا اوقفوا الحرب فورا لأنها هي التي تسببت في كل هذه المأسي التي نعاني منها ولو كانوا فعلا كما يدعون لديهم إنسانية لكانوا وقفوا مع الإنسان اليمني لكنهم مجردون منها وليست لديهم أي ذرة من الإنسانية..
انت رائع يا صديقي العزيز فهؤلاء جميعا سقطوا أخلاقيا وانسانيا في اليمن ولايمكن ان نصدقهم وكل هذه التصريحات والمؤتمرات والتقارير مجرد وسائل وأساليب لجمع اكبر قدر ممكن من المال لهم وليس لهذا الشعب .. ورسالتنا لهم انا وانت وكل أبناء الشعب اليمني تصريحاتكم كاذبة ولاتعنينا ومؤتمراتكم وهمية وتقاريركم حبر على ورق ولو كانت نواياكم صادقة ولو كنتم تمتلكون ذرة من الإنسانية لاوقفتم الحرب ورفعتم الحصار وقمتم بإحالة مجرمي الحرب إلى المحاكمة لكنكم للاسف بعيد عن ذلك وسقوطكم الأخلاقي والانساني سيظل وصمة عار تلاحقكم وسيسجلكم التاريخ في اسوا صفحاته واكثرها سوداوية لانكم شتاركتم في قتل شعب وحصاره وتجويعه وتدميره.. فهل وصلت الرسالة إلى العالم ام أنه سيظل اعمى واصم وابكم؟.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

نزاهة البروي وأقفال سيادة الوزير!

بقلم/ احمد الشاوش* علي البروي رئيس مجلس ادارة نادي 22 مايو الزهرة سابقاً .. نجم …