اسيا العتروس
لايختلف اثنان أن جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي جريمة بشعة وان مرتكبيها يتفوقون على الشيطان في القدرة على التوحش في أسوإ مظاهره وأنهم لا يتساوون فيما أقدموا عليه إلا مع الدواعش والإرهابيين المتعطشين للدم والذين لا يترددون في قطع ونحر الرقاب وتقطيع الأوصال الآدمية… ولكن ما يمكن أن يختلف بشأنه متتبعو الأحداث منذ تاريخ تلك الجريمة قبل سنتين أن تتحول إلى ورقة مقايضة والى كلمة حق لا يراد بها حق بل يراد بها باطل ومواصلة لعبة الابتزاز…وها انه وبعد كل ما جناه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من صفقات واتفاقات عسكرية وسياسية وغيرها على خلفية الجريمة فان الرئيس بايدن يسجل حضوره على الخط في الملف ليقطف بدوره ما أمكن من ثمار الجريمة التي يبقى من حق الضحية ومن حق عائلته وحق السعوديين أيضا معرفة الحقيقة الكاملة بشأنها ومحاسبة المسؤولية محاسبة عادلة حتى لا تكون جريمة خاشقجي مجرد شماعة لأطراف متنفذة لتجعلها مغارة علي بابا للإدارات الأمريكية التي لا تخفي جشعها وطمعها في ثروات المملكة مرة برفع ورقة حقوق الإنسان وأخرى برفع راية ضمان امن المملكة…ومن هذا المنطلق كان من الطبيعي أن يكون الرد السعودي الرسمي رافضا للتقرير الأمريكي بشأن جريمة خاشقجي الذي يحمل ولي العهد المسؤولية فيها والأكيد أن المخابرات الأمريكية لا يمكن أن تكون عنوانا للعدالة الدولية العرجاء ولا أن تنصب نفسها حارسا عليها.
نقلا عن الراي اليوم