الجمعة , أكتوبر 18 2024
الرئيسية / اراء / الهيبة الأمريكية شئ من الماضي

الهيبة الأمريكية شئ من الماضي

فاطمة الجبوري*
تعيش الولايات المتحدة اليوم أسواء أيامها منذ الحرب العالمية الثانية. فحزب الله بشكل خاص ومحور المقاومة أجبر الولايات المتحدة على الركوع والاستسلام. هذه هي الهزيمة الثانية لهم خلال 15 يوماً فقط. هذه الهزائم أثبتت أن الولايات المتحدة وجيشها ما هم إلا أبطال من ورق. لقد تلاشت أسطورة الهيبة الأمريكية التي سعت الولايات المتحدة لبنائها خلال السنوات الماضية من خلال أفلامها الهوليودية عن انتصاراتهم في العراق وأفغانستان.
لقد أكد حزب الله مرة أخرى على أنّ قواعد اللعبة تغيرت وأن لا مجاملات بعد اليوم. لقد تحدى كل من حزب الله وإيران، العدو الصهيوني والولايات المتحدة معاً وقررا أن يقدما الوقود إلى الشعب اللبناني تمهيداً لحل نهائي وجذري ينهي معاناة الشعب في مجال الوقود والأدوية والكهرباء. على مسمع ومرآى من الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية تقترب ناقلات النفط الإيراني من لبنان. إلى هذه اللحظة ليس من المعلوم أين ستحط هذه السفن إلا أن المهم في القضية هي أن أي استهداف لهذه السفن يعني اعتداء على التراب اللبناني ويعني حرباً ستخسر فيها إسرائيل كل شيء، ويتم بعدها إخراج الولايات المتحدة من المنطقة وإلى الأبد.
بينما تعبر ناقلات النفط الإيرانية في المياه الدولية، يبدو بأنّ الولايات المتحدة وإسرائيل مشغولتان بمناورات عسكرية في البحر الأحمر شاركت فيها سفن إسرائيلية وأخرى أمريكية. كل هذه التحركات هي لحفظ ماء الوجه المسكوب. أما هيهات هيهات.. فالهيبة الأمريكية المصطنعة أصبحت من الماضي.
على الرغم من كل محاولاتها الفاشلة فإن الولايات المتحدة لم تستطع اقناع حلفائها العرب بارسال النفط إلى لبنان قبل وصول النفط الإيراني. فقد فشلت هذه المحاولات مع كل من الكويت والسعودية والإمارات. يجب علينا القول بشكل واضح بأنّ الولايات المتحدة ليست معنية أبداً بتأمين الوقود لمستشفيات لبنان أو المرافق الصحية التي تعاني من نقص حاد في الوقود والذي أدى إلى وفاة العديد من المرضى. الولايات المتحدة كانت تحاول منع كل شخص يسعى إلى مساعدة لبنان لدفع لبنان إلى الانهيار والتوجه نحو فوضى الشارع. إلا أن الحزب اتخذ قراراً لا رجعة فيه بمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها وقرر أن يقوم بحل هذه المشكلة ويتحمل عواقبها أيّا كانت. الولايات المتحدة كل همها هو أن تمنع حزب الله من مساعدة الناس وكسب حبهم ومودتهم مما سينعكس بشكل أساسي على قواعده الشعبية والاجتماعية.
ليس اللبنانيون وحدهم من عليهم أن يتعضوا مما حدث في أفغانستان ولبنان بل الجميع في المنطقة عليهم أن يعلموا بأنّ المحتل لا يسعى إلى حل مشاكل بلداننا بل يسعى لتدميرها ونهب ثرواتها، ويترك خلفه عملائه وجواسيسه ليعيثوا فساداً في البلاد والعباد، وخير دليل على ذلك أنهم تركوا خلفهم المترجم الأفغاني الذي أنقذ حياة بايدن وكيري أثناء زيارتهم إلى أفغانستان.
باختصار وخلاصة لما تمّ ذكره:
لقد فشلت محاولات الولايات المتحدة بتحويل لبنان إلى بلد فاشل يغرق في مشاكله، وذلك بفضل تدخل حزب الله في الوقت المناسب. ونحن بانتظار أن تصل ناقلات النفط ليتم توزيع المحروقات على كافة فئات الشعب وبجميع طوائفه وأديانه دون تمييز بينهم.
لم يعد للولايات المتحدة الهاربة من المنطقة أي هيبة تذكر فالحزب أجبرتها على الركوع أمام إرداة الشعب. وهي وإسرائيل لن يمتلكوا الجرأة حتى للاقتراب من السفن.
ماكرون الذي سعى لإعادة الاستعمار والاستفادة من مشاكل لبنان للترويج لنفسه وحزبه في فرنسا، يخرس اليوم أمام المقاومة وقد فشلت أيضاً مخططاته بمنع المساعدات عن لبنان في محاولة لابتزاز الشعب اللبناني.
أخيراً وليس آخراً، كما يقول المثل العربي “اعرف صديقك في أوقات الشدة” واليوم ليس الشعب اللبناني وحده من يعرف أصدقائه بشكل جيد بل كل شعوب المنطقة أصبحت تعرف العدو من الصديق. ويبدو ختاماً، بأن الأقلام والأصوات المطبلة للولايات المتحدة وإسرائيل خرست وللأبد، لإن المقاومة انتصرت والشعوب وحدها من تنتصر وتذل المعتدي والمحتل وتجبره على الركوع أمام إرادتها.
*كاتبة وباحثة عراقية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الحل ميثاق جديد للأمم المتحدة لعالم متعدد الأقطاب!

د. طلال أبوغزاله* يمكن أن يؤدي التقدم الديناميكي لدول، وتحول ميزان القوى، إلى نهاية مرحلة …