د. بسام روبين*
لو أن حاكما عربيا أو مسلما قام بعشر الجرائم التي إرتكبها نتنياهو والمتطرفين لقامت الدنيا ولم تقعد على ذلك الحاكم ،ولكن عندما يتعلق الإرهاب بالمتطرفين الإسرائيليين نجد تعاملا أمريكيا وغربيا ناعما وداعما للإرهاب ولقتل الأطفال وتجويع الأبرياء فلو أرادت أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وقف الحرب على غزة لكان ذلك خلال دقائق ولكن الرغبة في إستمرار حرب الإبادة متوفرة لديهم فهم يجمعون على ضرورة إخماد أي صوت عربي وإسلامي يحاول التغريد خارج الصندوق الأسود الذي وضعونا به فهنالك زعماء عرب كثيرون تنحوا عن السلطة عندما نزلت جماهيرهم إلى الشارع في مظهر ديمقراطي يرفض نتنياهو تقليده، بينما تتهم أمريكا العرب والمسلمين بأنهم يعتدون على حقوق الإنسان وبأنهم دول غير ديمقراطية في حين تسعى أمريكا ومعها دول الشر لتمكين إسرائيل في المنطقة وإظهارها بلباس ديمقراطي مزور على أنها دولة ديمقراطية في منطقة لا تعرف الديمقراطية، والحقيقة أن أقل دولة عربية في تطبيق الديمقراطية تفوق إسرائيل وحتى أمريكا وبريطانيا المستعمرة، فالعرب لم يحتلوا دولاً ولم يهجروا أحدا من أرضه، ولم يرتكبوا حرب إباده ضد أحد، ومع ذلك يتهمون بالإرهاب حتى أصبحنا نخجل في الدفاع عن أنفسنا كعرب ومسلمين والمطالبة بحقوقنا أمام مجموعة من الدول الغربية الإرهابية التي تقتل أطفال فلسطين وتجوعهم وتدعم اليهود الصهاينة بكل أنواع الدعم السياسي والعسكري.
وأصبح العرب في ميزان هذه الدول الإرهابية مجرد دعاية في مسلسل يعرضونها متى أرادوا وكيفما رغبوا فنتنياهو ومعه المتطرفون وبدعم مباشر من البيت الأبيض يدفعون بالشعب الإسرائيلي وبالمنطقة كاملة إلى جهنم ظنا منهم أن ذلك الإصرار على قتل العرب والمسلمين سيدفعهم لرفع الرايات البيضاء ،وقد أضحكني أحد المحللين السياسيين الإسرائيليين على إحدى الشاشات عندما كان يتهرب من الحديث عن طوفان الأقصى ويحاول الهروب لإجترار التاريخ والحديث عن حرب عام 1948 وحرب الأيام الستة بينما يخشى الإقتراب من حرب 1973 الذي هزم فيها الصهاينة ومن طوفان الأقصى الذي هشم صورة إسرائيل.
والسؤال المطروح هنا على قادة البيت الأبيض الذين يكيلون بأكثر من مكيال ،لماذا لا يتم معاقبة نتنياهو والمتطرفين على جرائمهم ،ولماذا يتم تهديد المنظمات الدولية بالعقوبات لكي تصمت على جرائم إسرائيل والغرب ،فالعالم وللأسف إما أنه يشارك في حرب الإبادة كما تفعل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا أو متواطئ أو صامت كما في دولنا الإسلامية خوفا من العقاب ولكن النصر من عند الله بإذن الله وما يجري يعيدنا إلى زمن المعجزات فلا بد للمنظمات الدولية أن تدين إسرائيل ومعها أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا فلولا هذه الدول لما صمدت إسرائيل لساعات أمام المقاومة العربية والإسلامية فهم كيان هزيل يتربع على مشاريع الخيانة والعمالة.
داعيا العلي القدير أن ينصر الأمة العربية والإسلامية ويهزم اليهود الصهاينة ومن والاهم ويرينا آياته بالمتطرفين إنه نعم المولى ونعم النصير.
*كاتب اردني