د. عبد الوهاب الروحاني
مر بعواصف لا تبقي ولا تذر لكنه لم ينهار ، تآمر عليه الداخل والخارج ولم يسقط ، خانته بعض قياداته وتامرت عليه لكنه لم يعبأ بها ..
تعثر ولم ينتكس وهو يمضي ولا يزال واقفا .. وصدقوني عثرته لن تدوم طويلا فقد بدأ بالتعافى .. وسيتعافى حتما لسببين رئيسيين كما اراهما:
الاول : لأنه وطني الفكرة والمنشأ .. بمعنى انه اختيار يمني خالص، وتربيته وطنية خالصة ..
الثاني: ليس نخبويا ولا فئويا ولا عرقيا ولا ايديلوجيا ولا عقديا .. بل هو شعبي مجاله كل الناس، ومداه الوطن من اقصاه إلى اقصاه..
متاجرة :
المشكلة التي تسببت في عثرته، هي انه فتح ابوابه للجهلة، اصحاب الوجوه المتلونة، الذين برعوا في المزايدة والتسلق، واصبحوا على حين غرة من قادة الصف الاول ..
باعوا واشتروا بمواقفه، وعبثوا بقيمه بصفات ومسميات مختلفة.. ورفعوا سقف “الشطيح” و “النطيح” حتى اضاعوه طريقه ، واخرجوه عن اعتداله وتوازنه ، ثم ذهبوا لشأنهم ..
ذهبوا بمجرد ان افرغوا “الخزنة”، وذهبت المصلحة .. ذهبوا للمتاحرة وللبيع والشراء من جديد بذات الصفات وذات المسميات، ولكن بولاءات جديدة واثمان بخسة، وفي مربعات وساحات غير ساحاته ووطنه ..!!
رهان النخبة:
لم يكن هؤلاء يوما هم رهانه .. ولانهم كذلك فبمجرد ان ذهبوا للتسول بعيدا ذهب ضجيجهم وخفت صراخهم .. ثم انكشف الغطاء، وظهر أن رهان المؤتمر ليس في نخبته “الملوثة” ، وابواقه التي صارعت باسمه طواحين الهواء ، وانما في عامته ..
وعامة المؤتمر هنا، هي قاعدته النظيفة والنزيهة، التي لم تتقرح السنتها لعنا وطعنا.. ولم تتعفن كروشها .. هم عامة الناس، اصحاب المصلحة الحقيقية في التعايش، والوسطية، والاعتدال ..
المواطن البسيط ..البائع الجوال
والفلاح الممتلئ ارضا وغبارا ،
المعلم الممسك بقلمه والباحث عن مرتبه وحروف العلة فيما يجري..!!!
الطبيب الانسان .. والاكاديمي الباحث عن الحقيقة، والعامل الذي يكد ويأكل من “شقاه” وعرق جبينه..
صدقوني، ولست مبالغا لو قلت لكم ان هولاء البسطاء الكبار كانوا ولا يزالوا هم رهان المؤتمر .. رهانه في المرأة التي سقف طموحها السماء، وفي الشباب الذين لا حدود لاحلامهم وحرية تفكيرهم ..
خرج المؤتمر من السلطة التي كانت .. وذهبت المصالح والامتيازات لكنه ظل واقفا، وظل هو المؤتمر بأهله وناسه الطيبين وشعبه المكلوم ..