الأحد , سبتمبر 8 2024
الرئيسية / اراء / فلاشات رمضانية (3) .. لصوص الطرقات ..

فلاشات رمضانية (3) .. لصوص الطرقات ..

حسن الوريث
كان الأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة بانتظار صديقتهم العصفورة بينما كنت منهمكا في عمل صحفي خاص بي وعندما وصلت العصفورة هرع إلي الأصدقاء الصغار كعادتهم لابلاغي بالأمر وتركت العمل وذهبت معهم إليها لنعرف ما الذي جاءت به اليوم لنا وللاعزاء المتابعين .
كانت صديقتنا العصفورة منفعلة نوعا ما وهي تحكي لنا حكايتها التي بداتها بقولها .. حكاية اليوم سبق وان حدثت قصص مشابهة لها وتحدثنا عنها في مواضيع سابقة لكنها تتكرر لان الأجهزة المعنية نائمة في العسل وكل منها يرمي بالمسئولية على الأخر وكل يتهرب من واجباته ولم يتم وضع حد لها ما جعلها تستمر بل وتزداد إلى درجة كبيرة ومزعجة.. توجهت انا والأصدقاء الصغار إليها بسؤال واحد .. ماهو هذا الأمر الذي ازعجك بهذا الشكل ؟.. قالت اليوم وانا اتجول في بعض مناطق العاصمة صنعاء وبالتحديد في جولة الساعة بمنطقة الحصبة شاهدت عراكا بالايدي بين شخصين سرعان ما تطور إلى إشهار السلاح الأبيض والتراشق بالأحجار الكبيرة والصغيرة وهناك من يحاول فك ذلك الاشتباك وحين نزلت قليلا لمتابعة الموضوع عرفت ان سبب هذا العراك خلاف على من يجمع الجباية من أصحاب باصات النقل الصغيرة في الفرزة وكان أحدهم متحمس ويقول والله لن اترك لك الامر لأني دفعت عليه دم قلبي وهذا المكان حقي واذا لم تعمل تحت توجيهاتي فلن اسمح لك بينما الآخر متعنت ويرفض الانصياع له وأصحاب الباصات والمواطنين يحاولون تهدئة الموضوع دون جدوى .. قلت لها وما الذي انتهى عليه الأمر ؟.. قالت الأمر لم ينته ولن ينتهي لان أجهزة الدولة لم تضع حد لهذا الأمر وقد سمعت بعض أصحاب الباصات يتحدثون فيما بينهم عن جبايات تتم عليهم من قبل هؤلاء ليس هنا ولكن في كل الفرز والجولات والشوارع على مرأى ومسمع من كل الناس .
قلت لصديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة.. هذا الأمر فعلا مزعج وانا اشاهده يوميا خلال تنقلاتي ولا توجد فرزة أو جولة في صنعاء الا وفيها من هؤلاء المتهبشين بل ان هناك الكثير منهم وضعوا لهم نقاط في بعض الشوارع ومعهم أوراق وقصاقص تحت مسمى رسوم نقل يتم تسليمها لكل من يدفع لهم ومن يرفض الصميل جاهز ومسكين الذي برفض الدفع لهم والكارثة ان أفراد النجدة والمرور لا يحركون ساكنا وكان الأمر لايعنيهم أو ان كل منهم مشغول بالبحث عن جباية لنفسه وهذا ما يحصل ويبقى أصحاب الصميل لهم الكلمة العليا على الدولة وعلى المواطن الغلبان المسكين ..
قالت صديقتنا العصفورة هل تعتقد أن السكوت على الأمر من قبل الدولة والحكومة طبيعي وهو الذي يشرعن لهؤلاء الاستمرار في تهبشهم على الناس ؟.. قلت لها طبيعي ولكن يجب أن نسأل أنفسنا عن سبب صمت الجهات المعنية عن هذه المظاهر وعن هؤلاء الأشخاص وعن استمرار التهبش على المواطن وعن ذلك الصميل الذي مازال يغيب الدولة بل وينهكها ويشوه سمعتها؟. قالت لي العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله نتذكر انك تابعت الأمر لدى بعض الجهات المسئولة وتواصلت معهم أكثر من مرة .. قلت لهما نعم فقد تواصلت هاتفيا مع بعض المسئولين في هيئة النقل ومكتب النقل في أمانة العاصمة ولكن كل منهم يتحجج بالآخر وكل منهم يقول أن مايحدث مسئولية الآخر وان المجالس المحلية هي من يتحمل المسئولية على اعتبار أنها هي التي تعاقدت وتتعاقد مع متعهدين لاستلام رسوم النقل وإعطائهم الحق في استخدام اي وسيلة في الجباية حتى لو كانت استخدام بلاطجة وحتى أفراد الأجهزة الأمنية والمرور لفرض هذه الجبايات.
قالت لي العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله هل تصل هذه الرسوم التي يتم جبايتها إلى الدولة ؟.. قلت لهما أعتقد أن ما يصل إلى خزينة الدولة فتات الفتات ولو تمت مراجعة حركة إيرادات فرز النقل في المديريات لوجدنا عجب العجاب فمن كل تلك الملايين التي تجبى لايصل الا الملاليم إضافة إلى فقدان هيبة الدولة وإزعاج الناس رغم ان توجيهات فخامة الرئيس تقضي بعدم تحميل هؤلاء البسطاء أي جبايات أو رسوم أو أعباء لكن الامر يزداد والمتعهدين والبلاطجة يتكاثرون والمواطن مغلوب على أمره بين أجهزة نائمة تتهرب من مسئولياتها وصميل حاضر يتحكم في كل شيء.
في نهاية حلقتنا الثالثة نتمنى انا وأصدقائي الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة وصديقتنا العصفورة ان تكون رسالتنا وصلت وان نرى قريبا معالجة جذرية لهذا الأمر وان نرى هيبة الدولة هي المتواجدة وان يغيب ذلك الصميل وان نرى كل مسئول يقوم بدوره وليس كما هو حاصل الان هروب وهروب ما يشجع لصوص الطرقات على الحضور بصميلهم وهذا الأمر بين يدي من يهمه الأمر لإنقاذ الناس من هؤلاء المتهبشين واللصوص .

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

عار على البشرية!

خالـد شـــحام* ستدخل حرب غزة إذا جاز المصطلح بوابةَ التاريخ كأول حرب تجتمع فيها خلاصة …