منى العنبري
«إذا بكت عيناك حزناً، فثق بأن الله يخبئ لتلك العينين شيئاً يجعلها تبكي فرحاً».
كم لهذه العبارة من وقع كبير في النفس وخاصة النفس الحزينة التي لاتزال تحسن الظن بالله وتثق به وأنه معها وإن تخلى عنها كل من حولها. إن النفس المؤمنة الموحدة لله تعالى تدرك أن لا شيء في هذه الدنيا يدوم، فلا ألم يدوم، ولا لذة تدوم والحياة فانية فلم المبتلى يحزن، ويشقى بحزنه، ويحبس نفسه في سجن القلق والكآبة، وهو يعلم أن الألم والسعادة كلاهما سحابة تمر وتختفي وهي تحمل له معها الخير الوفير تسقيه تجارب تصلب عوده وتقوي بأسه، كي يبحر في مركب حياته بكل شجاعة وصلابة إرادة.
الإنسان المؤمن بالله وبقضائه لن يستسلم أبدًا لعتمة أحزانه؛ لأنه يدرك أن الحزن نهي إلهي قال تعالى: «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» هذا النهي يعني أن هناك طريقة لعدم الحزن؛ لأن الحزن في القلوب، والوهن على الأبدان، زيادة مصيبة عليها.
للأحزان أسباب عديدة، لفقر أو مرض أو عدم زواج وغيره فليعلم من يسأل نفسه لماذا أراد الله لي هذا؟ إن الله عادل لا يريد به شرا ولا أن يكون أقل من غيره بل يريد أن يطهره، قال سبحانه وتعالى:»مايريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون».
إن الله لا يريد لعباده المؤمنين أن يحزنوا ويتألموا بل يريدهم أن يتعلموا كيفية التعامل مع أسباب أحزانهم من المصائب والمشاكل، وما الحلول المناسبة لوقف نزيف ألمهم ومعاناتهم، وما الخطوة التي يجب عملها والقرار الصائب للتخلص من الحزن، فمثلا من يكن حزينا لفقر فهو يحتاج إلى تطوير مهاراته أو تغيير فكرة داخل عقله، بقرار حتى لو كان صغيرا، هو يحتاج إلى أن يستثمر طاقاته لتحسين وضعه وأن يؤمن أن هناك مخرجا لمجرد أنه يملك سلاح حسن الظن بالله وصدق النوايا بأن الله معه يأخذ بيده لطريق النجاة، ودرب الصواب.
فعليك أيها المؤمن ألا تقلل من نفسك ولا قدراتك ولا تخرج عن ملة إبراهيم لأنك ستكون في النهاية أنت الفائز، وعكس ذلك ذلة وخسران «وَمَنْ يَرْغَب عَنْ مِلَّة إبْرَاهِيم إلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه».
نقلا عن صحيفة العرب
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …