بقلم / احمد الشاوش*
في هذه المقالة سأتحدث عن قضية أجتماعية حساسة وفي قمة الخطورة ، تُثير الصدمة في المجتمع اليمني المسلم حتى النخاع بعد ان ظهرت الى السطح ملامح ثقافة دخيلة على المجتمع اليمني المحافظ .
القضية تتلخص حكايتها الصادمة والمؤكدة ان أحد الاباء في مدينة صنعاء زوج ابنته لشخص “متعة” لمدة ثلاثة أيام وكأن المرأة اليمنية مجرد شقة مفروشة بلا حياء ولاخجل متجاوزاً أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية وقانون الاحوال الشخصية وتقاليد المجتمع بعد ان تحول الى ديوث بدرجة 360 لتأجير الارحام والفروج في خطوة تزلزل عرش الرحمن .
وشاهد الحال ان الاب الساقط والرجل ” الامعة” ، والعريس ” اللقطة ” ،الذي قذفت بهما الاقدار والرياح المسمومة الى العاصمة صنعاء اتفقا على زواج المتعة وذهبوا الى الموثق الشرعي الاول فرفض ابرام عقد الزواج لمخالفته احكام الشريعة الاسلامية ، وبدون حياء اوذرة خجل وتحت تأثير المال الفاسد والعقيدة المنحرفة أنطلق شياطين الانس للمرة الثانية الى أمين شرعي آخر لاتمام الصفقة لكنه صعق ورفض ابرام عقد الزواج الذي تدور حوله أكثر من علامة تعجب واستفهام.
وفي جرأة وسقوط ديني واخلاقي وانساني بلاحدود عقدا أشباه الرجال العزم فما كان من الاب الديوث إلا ان دعا العاشق الولهان والحبوب المنحرف للاستمتاع بإبنته بعد ان مد يده وقال له زوجتك ابنتي فلانة على كتاب الله وسنة رسول الله لمدة ثلاثة أيام !!؟ بالمهر المتراضى عليه بندق وكذا من المال ، بحسب مانمى الى علمي .. وبهذا الجنون والسقوط الاخلاقي تضطرب السماوات والارض ويضرب بعض المطلعين أخماس باسداس من هول الكارثة امام فضيحة مجلجلة ناتجة عن غزو فكري وانحراف ديني وسقوط اخلاقي يبشر بمواليد سفاح تهدد كيان الامة ،حتى صار لسان حالنا اليوم بهذه الكارثة.. يردد.. اللهم أقم الساعة .
وبعيداً عن الاسقاطات والتوظيف السياسي والمذهبي وصراع الديكة ، أعتقد شخصياً ان القضية ماتزال فردية ، وان على العلماء والخطباء والوعاظ ووسائل الاعلام توعية المجتمع اليمني من الثقافات الدخيلة والافكار الهدامة، وعلى القضاء والسلطة التنفيذية ضبط من تسول له نفسه في تدمير النسيج الاجتماعي ، لان المجاهرة بالمعصية والتسويق للانحراف يدمر الفرد والاسرة والمجتمع والدولة.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم في ظل الفوضى والتشرذم والفقر والجوع والبطالة والغلاء وظهور طبقة حديثة من تجار الحروب وأصحاب الهوى ، هل نحن فعلاً امام غزو فكري جديد وثقافة وافده تبشر بمستقبل جيل مشوه ومجتمع فاسد ومواليد” سفاح” تحمل بصمات غريبة وجينات مهجنة ناتجة عن استغلال الظروف المعيشية أم نحن أمام فكر ممنهج مدمر للاسرة والامن القومي اليمني أم وسيلة لكسب المال الملوث والحرام.
وتتزاحم الافكار والاسئلة البريئة والخبيثة لتردد هل فقدت بعض الحارات والقُبل والقرى وقارها وبعض الرجال رجولتهم وبعض الاباء أبوتهم والحكماء رشدهم وهل أصبح الخوف من ديوث يجعلنا نمشي عرض الحائط والرعب من لص أوقاتل أو مخرب يحول المجتمع الى آلة صامته أو متفرج لبيب !!؟.
والطريف في الامر ان البلد تملك عشرات الاجهزة الامنية وآلاف المخبرين والفقهاء والعلماء والخطباء والدعاة والمثقفين والاعلاميين والعقال والمشايخ الذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة لكنهم يمارسون دور النعامة بغرز رؤوسهم في الرمال تجاه قضايا مصيرية وحساسة وخطيرة قد تفسد المجمتع ، بدليل الغزوة التي هاجمت اسواق صنعاء لمصادرة صور وكلسونات وسنتيانات والشلحات الخفيفة تحت عنوان النهي عن المنكر وتعجيل النصر في شارع هائل وغيره من محلات الملابس برنة تلفون وفتوى خارجه عن اطار التاريخ ، بينما تشتغل تلك الجيوش قرعة بكل طاقاتها في حماية الكرسي والسلطة والتاجر والفاجر .
نسمع الكثير من القضايا والقصص المأساوية والفضائح الاخلاقية الموثقة بالاجهزة الامنية وغير الموثقة ونقرأ ونسمع طرطشات عن زواج طالبات في عمر الزهور سراً منذ فترة كبيرة بالعقود العُرفية في المدارس والجامعات واستغلال البعض والضغط على البعض الاخر ثم يتم حل بعضها سراً للهروب من الفضيحة الاجتماعية بإي ثمن ، ونقرأ عن المسيار والفريند والقسري والمحلل والقاصرات المتجاوز للخطوط الحمراء والصفراء والخضراء لنكتشف اننا أمام ثقافة مدمرة تكاد ان تفتك بالاسرة اليمنية وان تُحطم القيم والتقاليد والاعراف الجديرة بالاحترام.
أخيرا.. نعلم ان الهدف الرئيس من الزواج الشرعي تكوين أسرة فاضلة تحمل حمض نووي شرعي واحد وجينات نظيفة للحفاظ على النسل خلال مسيرة الحياة لذلك المرأة ليست مجرد شقة للايجار لمدة شهر أو سيارة بيجو للتنزه لمدة يوم والمتعة لمدة ثلاثة أيام ..
حافظوا على بناتكم وأخواتكم وجيرانكم ومجتمعكم فالاسرة المستقيمة انعكاس للتربية الحسنة والتعاليم الفاضلة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول .. الدين النصيحة.. فهل من رجل رشيد.
*رئيس تحرير سام برس