نواف الزرو*
مرة اخرى نفتح ملف مسيرات الاعلام الصهيونية-السيادية حسب زعمهم- في مدينة القدس واننحاء الضفة الغربية نظرا للرمزية الصهيونية التورالتية والسيادية المزعومة التي تنطوي عليها، وكما تستمر وتتجدد وتتسع هذه المسيرات في الجسم الفلسطيني، يجب ان تستمر وتتجدد بالمقابل مسيرات ومظاهرات التصدي والاحباط.
فوفقا للقناة السابعة العبرية- الأربعاء 07 يوليو 2021-فان “حركة السيادة في إسرائيل تستعد لتنظيم مسيرات للمستوطنين في ذكرى خراب الهيكل” حول أسوار البلدة القديمة بالقدس، وذكرت القناة 7 العبرية “أن المسيرة يحضرها سنويا الآلاف من جميع أنحاء “اسرائيل” ومن جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تكتسب أهمية إضافية هذا العام في مواجهة المواجهات الفلسطينية”. وقال رئيس الحركة “إن العمود الفقري للمواجهات الفلسطينية في القدس كونها تحت السيادة الإسرائيلية”، وأضاف: “تنظيم المسيرة هذا العام أهم مما كان عليه في الماضي في ظل من يسعون للنيل من سيادتنا في القدس”، وستفتتح المسيرة ب”قراءة لفائف مشتركة من التوراة في حديقة الاستقلال في وسط القدس” وبعد ذلك مباشرة “سوف يسير المشاركون حول أسوار البلدة القديمة بتوجيه من مؤرخ يروي قصة القدس وصراعاتها عبر الأجيال المختلفة.” ودعت حركة السيادة جميع أعضاء الكنيست للمشاركة في المسيرة، معتقدة أنه “لا خلاف بين القدس واليمين واليسار، والائتلاف والمعارضة، مدعية أنهم يفهمون أهمية ومركزية.
يضاف الى ذلك دعوات اخرى للقيام بمسيرات اعلام صهيونية في انحاء الضفة الغربية، ويبدون ان هذه المسرات على اجنداتهم قادمة ما لم يتم ردعها مسبقا، وهذه يعني ان مسيرات الاعلام الصهيونية تتوسع وتنتقل من المدينة المقدسة الى جسم الضفة الغربية، حيث تنفذت المنظمات الاستعمارية الاستيطانية يوم الاثنين 2021/6/21 اربعة عشر مسيرة اعلام في انحاء الضفة الغربية، وهذه المرة كما يدعون احتجاجاً على البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة “ج” في الضفة المحتلة، وللمطالبة بهدم المنازل فلسطينية في هذه المناطق…!
تصوروا…..؟!
الارض ارضنا والوطن وطننا والبيوت بيوتنا والتاريخ لنا والهوية لنا وارضنا محتلة وتحت سيطرة جيش الاحتلال، ورغم كل ذلك يفترون ويتمادون ويطالبون بهدم المنازل الفلسطينية….!؟
فلماذا إذن يتمادى هؤلاء المستعمرون الى اقصى درجات التمادي….؟!
ولماذا يتغولون على الارض والممتلكات ويتجرأون على شن موجات من الهجمات والغزو على الاراضي الفلسطينية….؟!
ولماذا لا يرتدعون حتى الآن عن هذه الهجمات بل ويذهبون بعيدا فيها….!؟
ولماذا لا تكون ارض الضفة الغربية كما هي ارض واحياء المدينة المقدسة في الحسابات الفلسطينية الردعية….؟!
ألا تستدعي كل هذه الهجمات والغارات وعمليات الغزو الاستعمارية الصهيونية على جبال نابلس والخليل وبيت لحم ورام الله وجنين وطولكرم ومناطق الاغوار حالة استنفار فلسطيني شامل …؟!
ألا تستدعي وحدة فلسطينية ميدانية عاجلة للتصدي ليس فقط لمسيرات الاعلام ، بل ايضا للتصدي للهجمات التي يشنونها على مدار الساعة على جبل صبيح في بيتا مثلا….؟!
قال منسق لجان المقاومة الشعبية في قرية كفر قدوم مراد شتيوي إن هناك فعاليات ستنظم في أنحاء مختلفة بالضفة الغربية لمواجهة الأنشطة الاستيطانية على قمم الجبال..وهذا امر ممتاز ولكنه دعا في الوقت نفسه إلى وجوب الحذر والمبادرة بفعل المقاومة الشعبية عبر التواجد المستمرعلى الجبال والتلال لمنع الأنشطة الاستيطانية.
من جانبه، دعا منسق القوى والفصائل في محافظة نابلس نصر أبو جيش المواطنين إلى قطع الطريق على مسيرات المستوطنين الاستفزازية، المقررة على مفارق الطرق، ورفع الأعلام الفلسطينية على كل التلال المرتفعة.
اعتقد ان هذه الهجمات والغارات الاستعمارية الصهيونية تستدعي عاجلا ليس فقط القيام بمسيرات اعلام فلسطينية في كل انحاء فلسطين، وانما وهذا الاهم انها تستدعي وحدة كفاحية فلسطينية ميدانية في الخنادق والبنادق في مواجهة جبروت هذا الاحتلال الاقتلاعي المجرم…!
فلا ينفع مع هذا الاحتلال الا حالة الاشتباك والاستنزاف المفتوح له ولقواته ومستعمريه في كل انحاء فلسطين..!
ويجب ان يكون شعار الكل الفلسطيني -والعربي معه-:”حاصر حصارك لا مفر…على نمط السلسة البشرية المقدسية التي أقيمت حول الشيخ جراح المهدد بالتطهير العرقي، وارتدى الشبان قمصان تحمل شعار “لن نرحل”، وحملوا شعارات وطنية تندد بلاستيطان وطرد السكان، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال على مدخل حي الشيخ جراح بالقدس.
وكما هي الفعالية المقدسية ضمن حملتي “أنقذوا الشيخ جراح” و”أنقذوا سلوان” لرفع الصوت المقدسي في مواجهة مخططات التهجير ولاقتلاع في الشيخ جراح وسلوان، كذلك يجب ان تتسع حملات إنقاذ جبال واغوار الضفة الغربية من براثن ومخالب الاحتلال المجرم…!
وهذا ايضا لن يكفي: ففلسطين تحتاج ايضا الى عمقها العربي والعالمي ان يكون في حراك دائم ومتنوع وحيوي تضامنا معها …!
*كاتب فلسطيني
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …