الأربعاء , يناير 15 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / اراء / خطط بايدن البديلة

خطط بايدن البديلة

الدكتور/ محمد بكر*
سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول ودخل عناصرها مقر الرئيس الهارب أشرف غني ، شكّل المشهد وسط التكبيرات وتلاوة القرآن علامة فارقة لجهة عشين عاماً من القتال مع الأميركي وفي وقت قياسي تدخل الحركة العاصمة من دون قتال ، البعض تحدث عن هزيمة مدوية للولايات المتحدة الأميركية، فيما وجد البعض الآخر أن جل التسارع والحراك الميداني لطالبان كان مصنوعاً على العين الأميركية بامتياز ، فلماذا تخلت الولايات المتحدة عن دعمها للحكومة الأفغانية بهذه السهولة ولماذا لم تقدم لها أسلحة نوعية تفرمل تقدم طالبان ؟ وماذا عن المحادثات التي جرت قبل سنتين في الدوحة بين ممثلين عن الولايات المتحدة وحركة طالبان ؟
في توصيف الحدث لا يمكن إنكار ماتكبدته الولايات المتحدة من خسائر مادية وبشرية في حربها على أفغانستان ، لكن لفهم طبيعة الذهنية الأميركية وسلوكها السياسي وشكل التعامل مع التنظيمات الجهادية ، يمكن البناء على علاقة جيدة ربطت بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة تحديدا، وكيف صاغت من ذلك التنظيم حالة ميدانية كبيرة لمواجهة المد الشيوعي، وإسقاط الحكومة الأفغانية المدعومة وقتها من الاتحاد السوفييتي ، مايعني قدرة الولايات المتحدة على الاستثمار السياسي لمثل هكذا تنظيمات لتكون العصا التي تضرب بها الخصوم ، وفي ذات الوقت تقلم أظافرها وأحياناً تسحقها تحت عناوين براقة، عندما تشذ عن السيناريوهات المرسومة أو تشق عصا الطاعة الأميركية، هنا يمكن القول أن ماحدث في أفغانستان والإرادة الأميركية الضمنية لسيطرة طالبان على أفغانستان، هو أقرب من الناحية التاريخية لأن يُصرف ذلك سياسياً وميدانياً ضد خصوم الولايات المتحدة ، هنا أيضاً يمكن أن نقرأ ونفهم ماقاله نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأميركية، عن أن أي اعتراف بحكومة طالبان والتعامل معها ، هو مقترن بسلوك الحركة ، هذا السلوك الذي تريده الولايات المتحدة منصة لصياغة جملة من السيناريوهات السياسية والميدانية والاقتصادية، لجهة أن يكون مهيئاً لظروف توتير جغرافيات أخرى كإيران والصين، حيث الأهمية الجغرافية والإستراتيجية لموقع أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة ، وأن يكون سلوك الحركة معرقلاً لأي يد صينية طولى على المستوى الاقتصادي، لجهة تفعيل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يضمن تنفيذ مشروعات ضخمة وبنى تحية، ويشكل أحد مراحل مبادرة الحزام والطريق الصينية .
الخطط البديلة التي تحدث عنها بايدن وأنهم يراقبون الوضع في أفغانستان، وينتقلون لتنفيذ هذه الخطط ، هو كان بمنزلة الرسائل التحذيرية الأولى للحركة، إذا ماشذت عما ترسمه اليد الأميركية بعد الانسحاب، فاستهداف مقومات حياة الحركة وديمومتها، هو خيار استراتيجي للولايات المتحدة، والسيناريوهات والخيارات والأدوات لتنفيذ ذلك هي متاحة وكثيرة ومن دون أية تبعات على الولايات المتحدة التي ستدير وتنفذ ذلك الاستهداف عن بعد وبأيادٍ غير أميركية .
أميركا التي خسرت الآلاف من جنودها في أفغانستان وأكثر من 2 تريليون دولار، نتيجة الإصرار على بقائها في المستنقع الأفغاني لعشرين عام ، ربما ستربح الكثير بعد خروجها ، إذا ما صحت نظرية التنسيق التام مع طالبان التي ربما تكون العصا القادمة التي تضرب بها اليد الأميركية وتؤلم خصومها .
* كاتب وإعلامي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

جحيم الصواريخ اليمنية!

عبدالمنان السنبلي. ناس قلوبهم مع إسرائيل.. وسيوفهم كذلك.. يكرهون المقاومة.. ويتمنون لغزة الهلاك والفناء.. قد …