الأحد , ديسمبر 14 2025
الرئيسية / اراء / ما الحكم الشرعي لإغماض العينين عما يجري في غزة؟!

ما الحكم الشرعي لإغماض العينين عما يجري في غزة؟!

د . محمد أبو بكر*
يسأل أحد الأشخاص شيخا في الأزهر حول حُكم إغماض العينين أثناء الصلاة، هل هذا جائز أم لا؟ فيأتي الجواب من الشيخ بأنه يجوز ذلك، ولكن يفضّل فتحهما، قضية كبيرة تستدعي عقد مؤتمر قمة للدول الإسلامية لمناقشة ذلك ، لأن إغماض العينين بات من المسائل المهمة الواجب مناقشتها.وأرغب بتوجيه سؤال لذلك الشيخ الأزهري حول الحكم الشرعي في إغماض العينين لعامين كاملين أو أكثر عمّا يحدث في غزة، فهل يجوز إغماضهما حين رؤية أشلاء الأطفال، أو رؤية هؤلاء وهم يغرقون في المياه في ظل الظروف الجوية القاسية؟
جواب الشيخ سيكون حتما فيه التلعثم ، وربما يقول .. انقطع الإتصال، لأنه يعلم بأنه لا يجرؤ على الإجابة ، فمشايخ السلاطين لهم جهنم خاصة بهم ، وهم يعلمون ذلك ، ولكن سطوة النظام السياسي هي الأقوى ، وفتاويهم يجب أن تتوافق مع ما يرغب به النظام ، وغير ذلك ؛ فالعقاب حتما في انتظارهم.
هؤلاء المشايخ باعوا الآخرة في سبيل أن ترضى عنهم الأجهزة الأمنية وغير الأمنية ، مشايخ الدولار وحفنات المال النجس ، مشايخ هذا الزمان ، الذين بتنا نشعر بالقرف من سخافة بعض فتاويهم .
جملة من الفيديوهات يجري بثها من غزة ، التي يغرق أطفالها في المياه التي غمرت خيامهم ، ورغم الكذبة الكبرى المسمّاة وقف إطلاق النار ، غير أن كل العالم وخاصة العرب ، لا يجرؤون حتى اللحظة على إدخال خيام وبيوت جاهزة ، ومازال جيش الاحتلال يستثمر هذا الوقف الكاذب للنار ، للإستمرار في القصف والتدمير والقتل ، والعرب يغمضون العيون عن ذلك ، بعد أن أغمضوها لأكثر من عامين .
الفيديوهات القادمة من غزة لن تحرّك أية مشاعر، لأنها أصلا لم تتحرك تجاه عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، أمّة أصابتها البلادة، عاجزة عن أي فعل ، ينقذ الأهل في القطاع ، الذي تزداد معاناة أهله يوما بعد آخر.
مشايخ السلاطين وفقهاء ونخب السوء هم أسوأ البشر، هكذا قال رسول الله في حديث شريف، هم الذين شرعنوا الاستعانة بالتحالف الصليبي لغزو العراق، وهم الذين لا يجرؤون على مخالفة ولي الأمر حتى لو ارتكب الموبقات ، وهم الذين يلعقون أحذية السلطة خوفا من عقابها، هم الذين منحوا الفتاوى الشرعية لمواسم الترفيه والرقص والخلاعة.
لم يجرؤ شيخ من هؤلاء أن ينصف أهل غزة، لم يتحدثوا أبدا عن مأساة اطفال غزة وشعبها، لا بل وذهبوا باتجاه شيطنة المقاومة والإساءة إليها، قاتلكم الله ما اقبحكم.. اللعنة على كل منافق أفّاق، باع آخرته من أجل دنيا فانية ، اللعنة على تلك اللحى النجسة التي تنازلت عن الشرف والكرامة إرضاء لولي أمر هو غاية في القبح والعمالة والخيانة.
كم أشعر بقهر كبير يتملّكني من فتاوى تافهة، تخرج من أفواه تحتاج لحذاء مقاوم فلسطيني، أو لذاك الشبشب كي نغلقها، هم يستحقون ذلك وأكثر، فنحن اليوم.
نعيش في زمن الكوميديا السوداء ، وإليكم آخر الفتاوى التي جاءت على لسان البعض..
شيخ يفتي بجواز أن يتلصص الشاب على خطيبته ، ولكن بشرط نيّة الزواج ، ويجوز له رؤيتها وهي تستحم ، والفتوى الأخرى من شيخ آخر يقول فيها .. إذا توفيت الراقصة وهي ذاهبة لعملها فهي شهيدة ، ودكتور في الشريعة أفتى بجواز نكاح الزوج لزوجته المتوفية .. يخرب بيتك !
ياجماعة الخير .. إحنا لوين رايحين ؟ هل يعقل أن يصل سقوط بعض المشايخ إلى هذا الدرك الأسفل من الانحطاط؟ كان الله في عون أهلنا في غزة والضفة ، وإن غدا لناظره قريب.
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

العمالة للغرب وعواقبها الكارثية على العرب!

محمد محسن الجوهري* إن كل هزيمة يتعرض لها العرب على أيدي الغرب لم تأتِ فجأة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *