الإثنين , سبتمبر 16 2024
الرئيسية / أخبار / “انسانية” امريكا

“انسانية” امريكا

حمدي دوبلة
بعد عشرين عاما من الارهاب الامريكي في افغانستان وامتهان امريكا لكرامة الانسان البسيط هناك وسفكها دماء الالاف من الابرياء وقصف طائراتها لمنازل واماكن تجمعات المواطنين العزل في القرى والبلدات الافغانية بذريعة تصفية ماتسميه ارهابي حركة طالبان ولَت هاربة ذليلة امام جحافل مقاتلي الحركة التي لم تفقد جنديا واحدا من مقاتليها اثناء دخول العاصمة كابول وقبلها كل المدن الافغانية التي تساقطت كأحجار الدومينو وفي وقت قياسي واذا بها بعد انهزامها ومغادرتها المهينة تتباكى مجددا وبكل وقاحة على حقوق الانسان وحقوق النساء وتبدي مخاوفها على قيم الحرية في ذلك البلد المنهك والمدمر ارضا وانسانا .
-قبل عقدين من الزمن جاءت امريكا بقضها وقضيضها الى افغانستان مصحوبة بمشاعر الحقد ومهووسة بالانتقام للبحث عن السعودي بن لادن وقيادات القاعدة المتورطين في حادثة الهجوم على الابراج في الـ11من سبتمبر الشهيرة لكنها صبت حمم غضبها على النساء والاطفال والشيوخ وهاجمت بلا رحمة مجالس العزاء وحفلات الزفاف وكل الناس في منازلهم وفي الاسواق وعلى قارعة الطرق فيما كانت طالبان طوال تلك الفترة تعمل وتجهز جيوشها في امان وسكينة دون ان ينالها اذى .
-من تسمي نفسها الدولة العظمى وحامي الديمقراطية الاول والحصن المنيع للمبادئ والقيم الانسانية هي اليوم محشورة في زاوية صغيرة من مطار كابول من اجل اجلاء جنودها ورعاياها وبعض المحظوظين من مرتزقتها اما البعض الآخر فقد تركتهم لمصيرهم المؤلم فمنهم من لازال يتشبث ببصيص امل في نظرة رحمة وشفقة من اسياده مرابطا في محيط المطار وعلى مرأى ومسمع من مقاتلي طالبان ومنهم من تشبث قبل ذلك بعجلات الطائرات المغادرة ليتمزق اربا في الاجواء في مشهد مؤلم كان صادما لهذا العالم الذي لايزال يتدثر برداء النفاق والتزلف لأمريكا ويشيد رغم كل ماحدث بانسانيتها وبمواقفها الصارمة في حماية القيم والمبادئ.
-تلك المبادئ والقيم ذابت وتلاشت تماما من القاموس الامريكي خلال 20عاما في افغانستان ومن قبل ذلك ومن بعده في مختلف انحاء العالم الذي تنظر اليه على الدوام باستعلاء وغرور وغطرسة وتتعامل مع شعوبه كخدم وعبيد لمصالحها واهوائها ورغباتها وليس اكثر من ذلك
-انسانية امريكا تتجلى اليوم بكل وضوح في افغانستان الذي تركته اطلالا وخرابات بمساعدة بعض المرتزقة من ابناء البلد الذين تخلت عن معظمهم على رصيف المطاركما تخلت عن تلك الشعارات التي اصمت آذان العالم بها طويلا حول كونها المسئولة والمخولة عن حماية حقوق الانسان وكرامته فيما نقلت البعض في طائرات شحن السلع وكأنهم حيوانات الى مصائر مجهولة .
-أيا تكن السيناريوهات التي سبقت او تزامنت مع خروج امريكا المهين من افغانستان فقد تعرضت لهزيمة مدوية ومٌرغ انفها في التراب وظهر الجانب الاكبر من وجهها القبيح وحتما ستتوالى انتكاساتها وهزائمها في كل مكان فالباطل واهن وضعيف امام قوة الحق مهما بلغ في سطوته وجبروته .
صبرا آل الدغشي
بالأمس فقدت مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر احد ابنائها المخلصين واحد الكوادر الفنية المتميزة ممن اعطوا لهذا الصرح الاعلامي الكبير الكثيروالكثير من عطاءاتهم وابداعاتهم طوال العقود الماضية .. انه الزميل المهندس احمد صالح الدغشي المستشار الفني لرئيس مجلس الادارة والذي رحل عن الدنيا وهو في قمة عطائه الانساني والمهني وعلى المستوى الشخصي فقد كان الراحل الدغشي جارا عزيزا وصديقا غاليا ..نعيش سوية في حي سكني واحد بحارة الشريف منذ اكثر من عشرين عاما ولم نسمع منه الا كل خير فقد كان انسانا رائعا وسيرته العطرة محل ثناء الجميع .. رحمك الله اخي وصديقي احمد الدغشي وتعازينا الصادقة لاولاده الاعزاء ابراهيم وامين وانور وامجد وكل اخوانهم وانا لله وانا اليه راجعون .
نقلا عن صحيفة الثورة

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الرئيس الإيراني: اليمنيون يملكون التقنية لإنتاج الصواريخ المتطورة.. ولم نرسل أي صواريخ إليهم

اليمن الحر الاخباري/متابعات أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن اليمنيين يملكون التقنية لإنتاج الصواريخ المتطورة.. …