السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / اعترافات ليفني ونساء الموساد!

اعترافات ليفني ونساء الموساد!

نواف الزرو*
توفيت الجاسوسة الموسادية “يائيل مان” مساء السبت 2021-8-28 والتي ساهمت في اغتيال شخصيات فلسطينية كبيرة في لبنان عام 1973. وذكرت القناة 7 العبرية أن يائيل ولدت في كندا عام 1936 وهاجرت إلى إسرائيل عام 1968وبعد بضعة سنوات في عام 1971 تم تجنيدها للعمل في جهاز الموساد حيث جندت أجيالا في الجهاز خلال فترة عملها، وأشارت إلى أن جهاز الموساد ابتعث يائيل للعيش في لبنان تحت مسمى كاتبة تكتب القصص والسيناريو، وبطريقة خفية وشجاعة بدأت بالتحضير لعملية “ينبوع الشباب” التي أسماها الموساد باغتيال القادة الثلاثة في حركة فتح كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت. وفي ليلة العاشر من أبريل 1973 نجحت وحدة خاصة تابعة للموساد متنكرة بزي إمرأة بالدخول إلى بيروت ونفذت عملية عسكرية سميت ب “ينبوع الشباب” وتم خلالها اغتيال القادة الثلاثة في فتح كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت، وخلال العملية قامت الوحدة بتفجير مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقُتِل اثنان من الجنود الإسرائيليين، والتفاصيل كثيرة جدا…!.
بعد ان قرأت الخبر قررت ان اكتب عبارات مكثفة اتحدث فيها عن دور نساء الموساد الاسرائيلي في تجنيد شبكات من العملاءالعرب، او في جمع معلومات امنية وغيرها على مستوى عال من الاهمية، او في اغتيال وتصفية نخبة من القادة والعلماء الفلسطينيين والعرب، مما ساهم في خدمة “الامن القومي الاسرائيلي” واجهزة الاستخبارات الاسرائيلي، وربما يقول البعض هنا: مالك وما لنساء الموساد والتجسس الاسرائيلي وقد اصبح بعض العرب المطبعين قادة او مثقفين او اعلاميين او ربما حتى جنرالات كبار يتطوعون في خدمة العدو بلا اي خجل او مية وجه عروبية…!.
ولكن، على الرغم من ذلك نقول دائما ان الخير في الامة التي لا نفقد الأمل في ان تنهض وتكنس التطبيع والمطبعين ومن معهم من شبكات تجسس وعمالة.
فمنذ نشأته وضع جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، الموساد، هدفا مركزيا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي خصوصا، بملاحقة واغتيال قياديين في منظمة التحرير الفلسطينية، ورغم أن الموساد فشل أحيانا في تنفيذ عمليات كهذه، لكنه نجح في تنفيذ عمليات اغتيال كثيرة كهذه، ومن بين العمليات الفاشلة تلك التي نفذها الموساد في مدينة ليلهامر في النرويج، بهدف اغتيال علي حسن سلامة، بادعاء أنه أحد المخططين للهجوم على الرياضيين الإسرائيليين خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ، عام 1972.في حينه قتل عملاء الموساد أحمد بوشيخي، في العام 1973، بعد أن أخطأوا بالتشخيص وظنوا أنه علي حسن سلامة. وعلى أثر ذلك اعتقلت السلطات النرويجية عميلتين للموساد، هما سيلفيا رفائيل ومريان غلانيكوف، اللتان شاركتا في عملية ملاحقة القياديين الفلسطينيين، بعد الهجوم ضد الرياضيين الإسرائيليين، وأطلق الموساد على هذه العملية اسم “غضب الرب”.
وكشف تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت-: 15/12/2017” كيفية اغتيال عميلة أخرى للموساد لعلي حسن سلامة، في 22 كانون الثاني/يناير العام 1979. وبحسب الصحيفة، فإن عميلة للموساد تُدعى أريكا تشايمبرس، تواجدت في بيروت متنكرة كمتطوعة بريطانية في منظمة خيرية تعنى بشؤون الأطفال في مخيمات اللاجئين في لبنان.
وفي صبيحة يوم الاغتيال، نزلت تشايمبرس من الشقة التي تستأجرها كي تطعم القطط في الشارع، وتجولت في العاصمة اللبنانية، ثم عادت إلى الشقة، وجلست في شرفة الشقة ترسم على قطعة قماش، و”عند الساعة الثالثة والنصف عصرا، وضعت الألوان وقطعة القماش جانبا، ورفعت بيدها جهازا صغيرا شبيه بجهاز تحكم بالتلفاز عن بعد، ووجهته نحو سيارتها الفولكسفاغن الحمراء التي ركنتها في الشارع وضغطت على زرٍ، ورفع انفجار حوالي 100 كيلوغرام من المتفجرات سيارة شيفروليت ستيشن كانت تسير في الشارع في الهواء، وقُتل ركاب السيارة على الفور، وكان بينهم من سُمي ’الأمير الأحمر’” في إشارة إلى علي حسن سلامة. ونقلت الصحيفة عن أحد القادة السابقين للموساد قوله إن “تشايمبرس تواجدت في بيروت لأشهر طويلة وحيدة تماما، وهي التي تعين عليها أن تقرر متى تضغط على الزناد وتصفية سلامة”.
ويشار إلى أن تقرير “يديعوت” تحدث عن “نساء الموساد”، أي العميلات اللاتي عملن في الموساد ونفذن عمليات، كما تحدث التقرير عن أساليب وطبيعة تلك النساء، وقال المسؤول السابق في الموساد عن أسباب تجنيد نساء كعميلات، إنه “في أماكن توجد فيها تهديدات كثيرة، تعتبر النساء أقل تهديدا، وهذه أفضلية كبيرة، وعدا ذلك، من تجربتي، النساء تعرفن الحصول على أمور بطريقة أذكى بكثير من الرجال”. وأضافت عاليزا ماغين هليفي، التي أشغلت منصب نائبة رئيسي الموساد شبتاي شفيط وداني ياتوم، أنه “بإمكان النساء بسهولة أن يتواجدن في أماكن يتعين على الرجال اختلاق ألف سبب كي يفسروا تواجدهم فيها، وأسهل على النساء الاندماج بمكان ما، من يشك بامرأة…؟ وقد استغلينا ذلك كثيرا…! وبحسب عميلة سابقة للموساد، فإن “الشكوك بامرأة أقل دائما، وتكون الرغبة أكثر بمغازلتها، وإذا أردت أن أجنّد رجلا خلال العمليات، كان ممنوع أن أمنحه شعورا بأني أتوجه إليه، وإنما أن يتوجه هو إلي، ومرة تعين علي أن أجنّد أحدا في أوروبا، والتقيت معه يوميا عندما كنت أقف خلفه في طابور، وفي صباح اليوم التالي قال لي ’صباح الخير’ وأجبت بابتسامة، وفي الثالث حدث ذلك أيضا وكان الشعور لديه أنه بدأ يغازلني. وبمرور السنين تعلمت كيف أستخدم مظهري الساذج في دول الهدف. وقد ساعدني الرجال العرب خصوصا”.
والحقيقة ان هناك بدل “يائيل مان” و”تشايمبرس” ربما عشرات او مئات منتشرات في بعض العواصم العربية، فقبل سنوات قليلة توفيت “لؤلؤة الموساد” شولا كوهين التي تجسست لعقدٍ من الزمن في لبنان وسوريّة ووصلت إلى كبار المسؤولين وهرّبت اليهود لإسرائيل-رأي اليوم- من زهير أندراوس: May 29, 2017″، وحسب التقرير استطاعت إسرائيل خرق الطبقة السياسية اللبنانية والمجتمع المخملي، بامرأة يهودية تدعى شولا كوهين قدمت إلى لبنان عام 1947 وعرفت عن نفسها أنّها مندوبة لإحدى الشركات السياحيّة الأوروبيّة، استطاعت بعد فترة قصيرة أنْ تحظى بثقة واسعة في المجتمع اللبنانيّ الحاكم، وتطورت علاقاتها مع كبار موظفي الدولة في لبنان، وعرضت خدماتها الجنسية عليهم وتمكنت من فتح عدة ملاهي جنسية لأغراض جنسية واستقبلت مسؤولين مرموقين في الدولة اللبنانية بينهم نواب ووزراء.
والاخطر تلك الاعترافات التي قدمها الفنان اللبناني زياد عيتاني الذي قال بانه عمل مع الموساد الصهيوني مجانًا بسبب فيديو جنس يسجل له مع فاتنة اسرائيلية، وهذا ليس جديدا على الموساد الاسرائيلي، الذي دأب على توظيف الفاتنات اليهوديات لاصطياد الجواسيس والعملاء والزعماء العرب، فهذا هو السلاح السري للموساد ونجاحاته، والخلل هنا بالذين يقعون فريسة للفاتنات من الفلسطينيين والعرب، وهناك تاريخ حافل للفاتنات اليهوديات في هذا المجال، فهناك فاتنة ارتقت الى اعلى المواقع القيادية السياسية في الكيان الصهيوني، فكانت فاعلة في الصفوف الاولى في حزب الليكود، ثم انسلخت عنه لتنضم الى شارون الذي شكل حزب كاديما، ثم شغلت منصب وزيرة خارجية الكيان في عهد حكومة اولمرت، وشكلت ثنائيا معه في اتخاذ قرارات الحرب على لبنان/2006، وغزة/2008-2009، ثم ترأست بعد سقوط اولمرت ،الحزب في الانتخابات البرلمانية /2009 في مواجهة الليكود-نتنياهو، فتغلبت عليه في عدد المقاعد، غير انها فشلت في تشكيل الحكومة، التي شكلها نتنياهو بعدها، وكانت قبل ذلك برتبة ضابط في الموساد الصهيوني، تصول وتجول في العواصم الاوروبية، بحثا عن صيد ثمين فلسطيني او عربي، موظفة جمالها واغراءاتها في ذلك، فكان لها ما ارادت وبحثت عنه دائما، كل ذلك كان شائعا ومتداولا، الى ان جاء اعترافها رسميا بذلك عبر صحيفة التايمز؟.
انها تسيفي ليفني التي اعترفت في مقابلة لها مع صحيفة”التايمز- 2 / 11 / 2012″أنها ليست ضد اقدام العميلات على ممارسة الجنس في سبيل الحصول على معلومات تفيد “اسرائيل”، كاشفة عن جوانب كثيرة صادمة تتعلق بعملها سابقاً في جهاز الاستخبارات”الموساد”، حيث تفاخرت ليفني بأعمالها البطولية بتنفيذ عمليات خاصة كإسقاط شخصيات هامة، ومن ثم ابتزازهم لتقديم تنازلات سياسية تصب لصالح الموساد، وأن الموساد أنقذها أكثر من مرة في قضايا تورطت بها في دول أوروبية ذهب ضحيتها علماء بعضهم عرب”، وجاءت تصريحات ليفني هذه عقب إباحة أحد أكبر وأشهر الحاخامات في إسرائيل وهو آري شفات، ممارسة الجنس للنساء الإسرائيليات مع الأعداء مقابل الحصول على معلومات.
واعتراف ليفني هذا باصطياد القادة والعلماء، ليس الاول من قبل نساء الموساد، فقد أجرت المراسلة العسكرية الاسرائيلية “راز شخنيك” مقابلات غير مسبوقة مع “اربع مقاتِلات” من جهاز “الموساد”، واصفة إياهن بأنهن يصلن لأخطر الأماكن، ويشتركن في أجرأ العمليات، ويُعرضن حياتهن للخطر كل يوم، مشيرة إلى أن إحداهن تحمل شهادة دكتوراه في الآداب، ونقلت “شخنيك” عن إحداهن قولها”نحن نستعمل أنوثتنا في عملنا الأمني بصورة كبيرة، وتوجد ألعاب إغراء وجذب ومحاولات إثارة للطرف الثاني، لكن الحد هو الإنفاذ الجنسي، بما يتضمنه ذلك من لحظات إثارة وخوف”.
لقد قرأنا وسمعنا الكثير الكثير، عن نساء الموساد الاسرائيلي ودورهن في اصطياد واغتيال القادة والعلماء والنشطاء، غير ان الجديد في هذا السياق، انه بعد ان كانت دولة الاحتلال تتعامل مع عمليات الاغتيالات السياسية التي ينفذها جهاز الموساد الاسرائيلي، ضد القيادات والنخب الفلسطينية والعربية، ببالغ التكتم والسرية والحرص على عدم كشف تفاصيل تلك العمليات، يبدو ان تحولا طرأ على تلك السياسة الاسرائيلية، اذ بات من الملفت للانتباه الكشف عن الوثائق والشهادات والاعترافات، التي تكشف النقاب عن دور الموساد الاسرائيلي في مسلسلات الاغتيالات والتفجيرات الارهابية المجازرية في العواصم العربية والاوروبية والتي لم تعد سرية او خفية او حتى مؤجلة الى ما بعد مرور نصف قرن من اقترافها على سبيل المثال، بل اخذت حتى الدوائر الاسرائيلية تعترف وتتباهى احيانا بقيام الموساد بهذه العملية او ذاك التفجير وكل ذلك في ظل التحول في البيئة الاستراتيدجية العربية من بيئة مناهضة للكيان الى بيئة مطبعة معه…ولعل السؤال الكبير الذي يفرض نفسه هنا: لماذا يسقط زعماء وقادة عرب بسهولة في شباك الفاتنات الموساديات على حساب المصالح الوطنية والقومية العربية….؟!
تحتاج هذه القضية المثيرة الى مراكز دراسات يشارك فيها نخبة من كبار العلماء والباحثين لدراسة ظاهرة نساء الموساد ودورهن في تجنيد او اغتيال قيادات وعلماء عرب، وكذلك لدراسة اسباب وعوامل تساقط بعض القيادات والعلماء في شباك نساء الموساد…؟!
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …