الخميس , أبريل 18 2024
الرئيسية / أخبار / في حضرة سيد العالمين

في حضرة سيد العالمين

حمدي دوبلة
-بمولده عليه وآله افضل الصلاة وازكى السلام في مثل هذا اليوم من العام 571للميلاد اضاءت الدنيا وتحول ظلامها الدامس الى نور يهدي البشرية الحيرى الى دروب الهدى والحق المبين.
– العالم يومها كان يعيش في احلك وأسوأ مراحله على الاطلاق .. انهارت في ذلك الزمن القيم الانسانية ووصلت الى الحظيظ وساد ظلم الانسان لأخيه الانسان وتهاوت الاخلاق والفضائل وطغى الظلام على كل تفاصيل الحياة ووسط تلك العتمة تاهت الخلائق في بحور الشرك والفجور والطغيان.
-جاء مولد الرسول الخاتم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ليمثل اعظم منة ربانية واكبر اطلالة للرحمة الالهية على بني البشر جميعا فكان الرحمة المهداة والهادي الى سواء الصراط والقائد العظيم الذي غير وجه المعمورة ونشر النور والضياء وقيم الحق والعدل في عموم ارجائها
– في مثل هذا اليوم من شهر ربيع الاول من العام الذي اطلقت عليه العرب قديما عام الفيل ولد سيد الاولين والاخرين وقائد البشرية ومعلمها الاول في كل زمان ومكان, فهذه الرحمة الالهية لم تكن مقتصرة على زمن معين او على جوانب محددة من مفهوم الرحمة بل شملت تربية البشر وتزكية نفوسهم وهدايتهم وارشادهم الى الهدى وتعليمهم سبل التقدم والرقي بحياتهم ماديا ومعنويا وادراك فلاحهم في الدنيا والاخرة وذلك مصداقا لقوله سبحانه وتعالى ولايزال قائلا عليما « هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين وآخرين منهم لمٌا يلحقوا بهم»
– تاتي احتفالاتنا اليوم متزامنة مع انتصارات كبرى يسطرها المجاهدون في جبهات الشرف والبطولة في عمليات عسكرية نوعية تثلج الصدور وآخرها عملية “ربيع النصر” التي كشف نتائجها وتفاصيلها العميد سريع مساء امس الاحد ولعل من حسن طالع الشعب اليمني ان يكون احتفاله بهذه المناسبة العظيمة هذه السنة في يوم الاثنين وهو يوم مولده عليه وآله افضل الصلاة والسلام وفي هذا اليوم ايضا بٌعث رحمة للعالمين وفيه عٌرج به الى السماء وفيه هاجر الى المدينة وفيه فاضت روحه الى بارئها وهو مااجمع عليه علماء الامة وكل المؤرخين.

-يشعر اليمنيون وهم يحتفون بذكرى المولد النبوي الشريف بانهم في حضرته وله مباشرة وبدون وسائط يجددون عشقهم ومحبتهم وولاءهم للرسول ولرسالته الخالدة ولنهجه الرباني القويم, كيف لا وهو الذي ربطته بهذا الشعب علاقة حميمية لا يضاهيها او يشابهها ارتباط آخر مع اي امة اخرى في بلدان العالم الاسلامي وتشهد على ذلك عشرات الاحاديث النبوية الصحيحة التي لاينكرها الا جاحد او مريض او منحرف عن مسار ومبادئ هذا الدين العظيم.
– احتفالات ابناء اليمن بذكرى مولد سيد العالمين وخير ولد بني آدم بهذا الزخم وهذا الحماس وبكل هذا الحب الظاهر في عيون الناس وملامحهم ليس بالامر الغريب ولا هو من قبيل المزايدة او التكسب السياسي والاعلامي بل ياتي من صميم القلوب فرسول الله حاضرا على الدوام في كل الاوقات وجزءا ثابتا في يوميات اليمنيين وفي كل تفاصيل حياتهم ويؤمنون ايمانا لايقبل الشك بان ذكر النبي والصلاة عليه وعلى آله بشكل دائم هو ماتنحل به العقد وتنفرج به الكٌرب وتٌقضى به الحوائج وتٌنال به الرغائب وحسن الخواتم وتنجلي به الهموم والاحزان ولن تكون هذه الاحتفالات الكبرى بذكرى مولده الا بمثابة الخطاب الروحي الى معشوقهم الابدي بدوام الود والوصال مهما بلغت حجم الصعوبات والتحديات وان لاشئ قادر على فك هذا الارتباط الروحي المتجذر في اعماق التاريخ.
نقلا عن صحيفة الثورة

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

في عصر غثاء السيل العربي الإسلامي!

د.محيي الدين عميمور* لم يعرف الوطن العربي والعالم الإسلامي عملية تناقضت فيها وحولها الآراء كما …