الخميس , أكتوبر 10 2024
الرئيسية / اراء / المدن الذكية!!؟

المدن الذكية!!؟

 

بقلم/ احمد الشاوش –

المدينة الذكية فكرة لفتت أنظار العالم وأصبحت الشغل الشاغل لذوي العقول والالباب منذ سنة الالفين ، لتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية ، لاسيما بعد ان بدأت ملامحها تظهر في عدد من الدول الأوروبية ، بعزيمة الانسان الذي يُعتبر محور الحدث والذكاء الاصطناعي الخارق الذي يعكس ترجمة حقيقية للعقل البشري الخلاق.

وإذا كان افلاطون قد حلم بتحقيق المدينة الفاضلة التي لم يُكتب لها النجاح، فإن العالم يحلم اليوم بالمدن الذكية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى في دول وعلى أرض الواقع في اخرى.

المدن الذكية ياسادة ياكرام ليست نزوة ملك أو شطحة رئيس عربي أو فتوى مدلوز ورقصة فاتنة وخزانة مطيرف في صنعاء ، وليست كلام استهلاكي للأعلام العربي ، بل هي رؤى ناضجة واستراتيجيات نادرة وحقائق دامغة ومشاريع استثمارية واقتصادية ناجحة منبعها العقل وروافدها المال ومصانعها الذكاء والابداع ومصباتها في اليابان والصين وألمانيا وكوريا الجنوبية وماليزيا واندونيسيا وروسيا وامريكا وفرنسا .

كما أنها مشاريع تنموية من الطراز الأول للعقول التي بدأت تضع اللبنات الأولى للبنية التحتية لمدن المستقبل بدءاً بالبناء ومروراً بالمعلومات وأنظمة الحماية من القراصنة والتعايش والتفاعل ومحاكات الواقع عبر التقنية المذهلة التي خطفت القلوب والابصار.

ولتحقيق التعايش والتفاعل في المدن الذكية تم ربط كل شاردة وواردة بتكنولوجيا الجيل الخامس للأنترنت من ريبوتات ومنازل وفنادق وأسواق مالية ومؤسسات ومصانع وبيوت تجارية وجامعات ومدارس وشوارع وسيارات وقطارات وطائرات لرسم صورة واقعية للخيال العلمي الذي تحول الى حقيقة في حياة الانسان العصري وأقرب الى جن سليمان ، بوجود المدينة الذكية والمواطن الذكي والإدارة الذكية والاقتصاد الذكي والبيئة الذكية والتواصل الذكي والتعايش الذكي .

وبمجرد طلب أكلة معينة يتحرك الطباخ الآلي طراز ، الدبعي والشيباني والصلوي والشوكاني ومدهش ولاهب وحُميد ومبروك وحويس بإدخال مقادير البهارات والسعرات الحرارية وخلط المواد واعداد الوجبات وتقديم الصبوح والغداء والعشاء والشاي العدني ، وبمجرد البحث عن تاكسي اجرة او حجز طيران ، أو صفقة ، بلمسة زر يأتيك العالم قبل ان يرتد اليك طرفك.

وبجود المدينة الذكية يحل الخباز الآلي محل ست البيت في عملية العجن والخبز والطبخ والغسيل والنظافة وتجفيف القات وتشغيل وانارة المنازل وتشغيل المصانع والصعود الى المريخ ، غير ان الخشية من ان يتم مسخ الرجل الآلي الى “مولعي ” من الطراز الاول.

وأخيراً.. بإمكان العرب واليمنيين نقل تجارب الشعوب متى ما جعل الجميع قبلتهم ” العلم ” ومحرابهم التصنيع وبوصلتهم التسويق ، لان العصر عصر العلم ، وليس عصر المزايدة والغرور وشراء الذمم ونشر الفتن والكراهية وتصدير الفوضى ، فهل من رجل رشيد؟.

Shawish22@gmail.com

نقلاً عن مجلة عالم المال

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

أين جماهير “الربيع العربيّ” من مذبحة فلسطين؟

زهير حليم أندراوس* “المثقفون هم أكثر الناس قدرةً على الخيانة، لأنّ أكثرهم قُدرةً على تبريرها”. …