اليمن الحر الاخباري كتب_عبده بغيل
في تقرير مطول نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني، مفاده أن قوات الاحتلال الإماراتية في اليمن تنقل أشجار “دم الأخوين” أو “دم التنين” المهددة بالانقراض من جزيرة سقطرى اليمنية إلى بلادها في عمليات سرية.
وقال التقرير: “إن هذا يؤكد التقارير السابقة التي تفيد بأن الإمارات التي ينظر اليها السكان المحليون كقوة احتلال ربما كانت تسرق شجرة دم الأخوين المحمية من اليونسكو”.
فيما أشار الموقع إلى تقارير انتشرت في العام الماضي، تكشف عمليات نهب أحجار الشعاب المرجانية والطيور النادرة من الجزيرة، مع بدء وصول القوات الاماراتية المحتلة إلى الجزيرة في أبريل/نيسان 2018،
ولفت التقرير إلى أحد الفيديوهات المتداولة علي نطاق واسع ويظهر فيه رجل إماراتي يملك شجرة دم الأخوين تزين مدخل منزله، ويمكن الاستماع اليه وهو يؤكد بأن مصدرها من سقطرى اليمنية.
ونقل الموقع عن العديد من اليمنيين لديهم الانطباع بأن “عقدة الدونية في الإمارات لعدم وجود أي تاريخ وحضارة خاصة بهم، يدفعهم إلى سرقة ما يمكن أن يجدوه من الحضارة القديمة في اليمن”.
وتعتبر هذه الأشجار، المعروفة في الأوساط المحلية اليمنية باسم “دم الأخوين” أو “دم التنين”، واحدة من أهم معالم جزيرة أرخبيل سقطرى جنوب شرقي اليمن.
صحيفة إيطالية: الإمارات خربّت جنة اليمن (سقطرى) :
قالت صحيفة اقتصادية إيطالية أن دولة الإمارات خرّبت – ولا تزال – البيئة الحيوية الفريدة لجزيرة سقطرى اليمنية.
ونشرت صحيفة ” Altreconomia ” الاقتصادية الإيطالية تقريرا – ترجمه المشهد اليمني للعربية – كشف عن قيام الإمارات باحتلال خمسة عشر موقعاً في سقطرى وأحدثت فيها تغييرات “جسيمة”.
وأشارت إلى أن أبوظبي شيدت المباني والمنشآت والثكنات العسكرية في قلب الجزيرة.
الصحيفة التي وصفت سقطرى بأنها “جنة اليمن” هاجمت التحركات الإماراتية مؤكدة أنها تمثل ” ازدراء للقيود البيئية الموجودة على هذه الأراضي”.
وتمتد جزيرة سقطرى على مساحة 3600 كيلومتر مربع تقريبًا وتملك نحو 2500 كيلو متر من الشريط الساحلي ، كما يبلغ ارتفاعها 1500 متر فوق مستوى سطح البحر، وسكانها يعملون بشكل أساسي في تربية الأغنام والزراعة وصيد الأسماك.
تقع الجزيرة الأجمل في المنطقة على بعد 350 كيلومتراً من اليمن ، التي تنتمي إليها ، و 300 كيلومتر من الصومال: لذلك فهي أقرب إلى إفريقيا من الشرق الأوسط.
وقد جعل موقعها الخاص وظروفها المناخية القاسية (تهب رياح قوية على مدار العام) من الجزيرة حديقة على الأرض: تتمتع حالياً بالحماية كمتنزه طبيعي. في العام 2003 تم الاعتراف بها كمحمية بشرية وبيئة حيوية ، ومنذ عام 2008 أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي.
هذه الاعترافات استحقتها الجزيرة بفضل تراثها الطبيعي الفريد: 825 نباتًا تم مسحها ، منها 307 مستوطنة (من بينها شجرة دم الاخوين أو “Tree of Dragon”) ، وبها أحد عشر نوعًا من الطيور المستوطنة و 230 نوعًا من الشعاب المرجانية و 230 نوعًا من الأسماك وأكثر 300 نوع من الرخويات والقشريات ، بما في ذلك سرطان البحر والقريدس والكركند ، بالإضافة إلى مختلف أنواع الحيوانات الأخرى.
هذه المزايا البيئية والحيوية الشاملة جعلت علماء الطبيعة يقارنون سقطرى بجزر غالاباغوس الخلابة في الإكوادور. ومع ذلك فإن هذه الجنة الآن في خطر محدق بسبب التدخل البشري.
في مايو 1990 ، توحد اليمنان معًا ليصبحا جمهورية واحدة. منذ ذلك الحين اشتد الإقبال على الجزيرة من علماء الطبيعة وعلماء الآثار والمستكشفين والكتاب وكذلك للسياح أو المسافرين البسطاء.
وفي التسعينيات ، وُلد مشروع التعاون الإيطالي لصالح سقطرى، ويرجع الفضل في ذلك كله إلى دعم الحكومة الإيطالية وتعاون بناء من مشروع التعاون الإيطالي والأمم المتحدة والحكومة اليمنية.
وقبل الحرب كانت هناك قيود صارمة للغاية للحفاظ على البيئة الفريدة للجزيرة. وعلى سبيل المثال لم يكن مسموحاً إدخال الأنواع كما لم يكن مسموحاً أخذ أي نباتات أو حيوانات محلية من الجزيرة وتصديرها.
ومن بين القيود الصارمة أيضاً السيطرة على تشييد المباني في معظم أنحاء الجزيرة المحمية لحمايتها من الزحف العمراني. كل ذلك تغير منذ عامي 2011 و 2012 ، حيث تراجع الوضع السياسي في اليمن.