بسام ابو شريف*
في ظل كل هذه الحرب الاعلامية التي تشنها واشنطن وحلفاؤها ووكلاؤها وعملاؤها ضد روسيا في ظل هذه الحملة ليس من الشأن السهل او البسيط ان تخرج علينا مجلة فورن أفير التي تحظى باهتمام واحترام واسعين لجديتها تخرج بمقال يراجع فيه مراجعة نقدية مسيرة الادارات الامريكية ووحشيتها في الاعتماد على معارضين وهميين إما اخترعتهم هي او مدتهم بالمساعدات من اجل اثارة القلاقل لانظمة تحاول ان ترتقي باوضاع شعوبها من خلال السيطرة على مصادرها الاساسية وثرواتها الاساسية والتعامل باحترام وتكافؤ مع الدول الاخرى واعتمدت فورن افير مثالا عمليا لتوضيح آرائها هو غوايدو التي حاولت اختراعه الولايات المتحدة كمعارضة مهيمنة على الاغلبية في فنزويلا ففشل في الانتخابات رغم مئات الملايين من الدولارات وفشل في الميدان رغم مده بالمجموعات الارهابية والمقاتلة بهدف اثارة القلاقل والفوضى في وجه النظام التقدمي لفنزويلا وحاول اغتيال رئيس فنزويلا مودورو بطائرة مسيرة امام اعين الجماهير واعين جيش فنزويلا الذي كان يقوم باستعراض امام الرئيس مادورو ، تحدثت الفورن افيرحول هذه اللعبة الامريكية الدموية التي تقوم من خلالها الادارة الامريكية باثارة القلاقل والفتن وتمويل وتسليح وتدريب مجموعات ارهابية تخترعها هي من اجل ان تاتي لاحقا تحت ستار محاربة الارهاب لغزو تلك الدول واستعمارها ميدانيا ، هذه الحملة التي تشنها فورن افير توازي كل الحملات التي رتبتها ادارة بايدن ضد روسيا لشيطنة روسيا اولا ولارتكابها جرائم الحرب ثانيا ولمطالبة العالم بمقاطعتها ثالثا.
الكل يعلم الآن ان حرب بايدن ضد روسيا هي التي تدور على ارض اكرانيا والكل يعلم الآن بوضوح اذا اراد ان يفكر وان يكون عادلا في الحكم على الامور ان بايدن يريد الحد من تطور روسيا ومن تمددها الاقتصادي السريع الذي شهده العالم خلال السنوات الثماني الماضية واصبخت روسيا من خلال هذا التقدم والتمدد من الدول التي لها شأن كبير في تقرير مسار اقتصاد العالم ولا شك ان العقوبات التي فرضها بايدن بهدف الاضرار باقتصاد روسيا ومحاصرتها ومنعها من التقدم ومنعها من ان يكون لديها موازنات للبحث العلمي والتقني كل هذه العقوبات كشفت بنتائجها المزدوجة اي التي تضر بروسيا وتضر بالآخرين الذين اوقعوا تلك العقوبات غلى روسيا اثبتت ان روسيا لها تاثير كبير جدا على اقتصاد العالم وان العقوبات التي تتخذ ضد روسيا ستضر بالعالم اجمع وبالاقتصاد العالمي بشكل عام خاصة اوروبا التي تعتمد في غذائها والطاقة اعتمادا شبه كلي على مصادره من روسيا الاتحادية النفط والغاز والقمح وبقية المنتجات الروسية التي تشكل بالنسبة للاسواق الاوروبية مصدرا يصل الى 70 بالمئة سوف تشعر اوروبا وعلى مدى عام كامل على الاقل بمدى الاضرار الذي الحقته هي بنفسها من خلال قراراتها بالعقوبات على روسيا الاتحادية التي يخطيء من يظن انها لا تعلم ان الغرب لن يلجأ لتلك العقوبات .
اتخذ بوتن القرار بالعملية العسكرية بعد حسابات دقيقة اخذ فيها العلماء والخبراء السوفييت كل الاحتمالات حول العقوبات وكل العقوبات التي يمكن ان يفكر بها الغرب الحقود الذي لا يسعى الا الى الحروب ولا يسعى للسلام لا يسعى الا لمصالحه ولا يسعى لمصالح الشعوب ، زلنسكي رجل مريض نازي جديد يظن بوهمه الكبير ان اكرانيا تستطيع ان تهزم روسيا الاتحادية وان الغرب سوف يمده بكل ما يطلب من اجل هزيمة روسيا واكتشف كما قال هو تركنا في الميدان وحدنا رغم انه لم يترك وحده ولكن لم يعطى شيئا سوى السلاح السلاح والمال من اجل تربية المرتزقة ودفع اجورهم ومن اجل استخدام السلاح في قتل البشر ونجده انه اطلق مدافعه ليل نهار على الاماكن السكنية في الجمهوريتين الفتيتين ليقتل من المدنيين بقدر ما يستطيع بتلك القذائف والمدافع بينما نرى ان الجيش الروسي كان حريصا كل الحرص على اتباع استراتيجية المدحلة الصاروخية من اجل عدم ايذاء المدنيين قدر الامكان وعدم المس بمساكنهم ورغم ان المرتزقة والمتطرفين العنصريين النازيين الجدد اتخذوا من المواقع السكنية مراكز لراجمات الصواريخ وللمدفعية ولصواريخهم المضادة للطائرات رغم ذلك حرصت روسيا على ان لا تمس المدنيين بل ان تصيب الاهداف الرئيسية بصواريخ عالية الدقة حتى لا يصاب مدني واحد بتلك الغارات ، السؤال الى اين وصلت الامور !
اللعبة ايضا واضحة كل الوضوح فبايدن يتصل بالصين وادخل الصين كعامل اضافي الى المعارك التي يخوضها ضد روسيا وحذر الصين من مساندة روسيا عسكريا وهذا امر مضحك وكأن روسيا بحاجة لمساعدة المتطوعين او مساعدة الصين روسيا لم تستخدم اسلحتها حرصا على المدنيين بل قامت بالعملية بشكل بطيء ومتدرج حتى ينجو المدنيون الذين لم ولن يهتم زلنسكي بحياتهم ابدا بل لا يمانع بابادتهم من اجل ان يرتقي النازيون الجدد ويحكمون تماما كما يفعل كل الذين يصابون بتلك العقدة عقدة النازي أي عقدة التفوق والكل انتبه ان زلنسكي يحاول اطالة مدة المفاوضات بالرفض الدائم والمستمر لكل الاقتراحات والاصرار على متابعة المباحثات والمفاوضات من اجل السلام كما يقول الكل لاحظ ذلك كما لاحظه بشكل اكيد الرئيس بوتن والمسئولون الروس هو يحاول ان يمطمط ليطيل امد المفاوضات ايضا لانه يعيش في اوهامه من انه سيتسلم اسلحة ذات فاعلية تستطيع ان تنتصر على الجيش الروسي .
وهذا امر مضحك فعلا وكانما زلنسكي على المسرح يحاول ان يثير الجمهور ضحكا واستهزاءَ ويلجأ زلنسكي في الوقت ذاته لاطالة مدة المفاوضات حتى تقوم اوروبا بقبول اكرانيا عضوا في الاتحاد الاوروبي فتصبح روسيا في وضع مهاجم لدولة في الاتحاد الاوروبي مضحك ايضا وكأن بوتن والمسئولون الروس لا يعرفون ذلك من هنا وبعد مخابرة بايدن للرئيس الصيني وقول الرئيس الصيني بكل وضوح على الولايات المتحدة والصين واشرك الصين حتى يبدو عادلا ان يتبعا سياسة مسنقيمة مختلفة تجاه مشاكل العالم ومن اجل السلام في العالم هذا القول للرئيس الصيني له ابعاد خطيرة وكبيرة فقد اشرك الصين في صنع القرار من خلال هذه الجملة وهذا يعني قوله لبايدن انه لا يحق للولايات المتحدة من الآن ان تتخذ قرارا احاديا بل عليها ان تتفاهم مع القوى العظمى وان تتفاهم عبرطريق مختلف اكثر عدالة واقل استغلالا للشعوب واعلن بوتن ان زلنسكي يمطمط ويطيل بالمفاوضات وان هدف العملية العسكرية الروسية هو تجنيب الابادة الجماعية لشعوب المنطقة .
بوتن قال ذلك استنادا لما لديه من وثائق حول ما كان يحضر في اكرانيا برعاية وتمويل امريكي من سموم وفايروسات وناشرة الامراض وبنفس الوقت الصواريخ النووية التي ساهمت اسرائيل مساهمة فاعلة في صناعتها وتزويد اكرانيا بها من اجل استخدامها ضد روسيا وارتكاب مجازر بشعة في صفوف المدنيين ليس فقط في روسيا بل في الجهات التي هاجمت روسيا ومحيطها اي كل اوروبا لقد قال بوتن ان العملية هي ذات هدف ثاني هو تجنيب الابادة الجماعية لشعوب المنطقة تلك الابادة التي كان يسير في طريقها زلنسكي المهرج الذي اصبح مريضا بالفعل لعقدة النازية الجديدة ويخضع لاملاءات تلك النازية التي تقررها كتيبة آزوف وكل المتطرفين المرضى تماما كمتطرفي داعش المرضى، ماذا بعد هذا .
نحن على يقين من ان الاسبوع القادم سيشهد تسارعا غير مسبوق في العملية العسكرية وستسقط ماريوبل ويسيطر عليها الجيش الروسي وسوف يضرب ضربا حازما وقاسيا كل فلول المرتزقة وكل قوات النازية الجديدة وكتيبة آزوف التي نسفت المسرح في ماريوبل لتتهم روسيا بقصفه …
شيء مضحك روسيا تقصف مسرحا فارغا لماذا شيء مضحك لماذا تستخدم روسيا قذائف صاروخية لتدمير مبنى لا يوجد فيه اعداء اوسلاح يضر بالبشر والمدنيين وستتقدم قوات روسيا لتصبح اقرب من كييف التي يحرص زلنسكي على عدم دخول القوات الروسية اليها حتى لا تكتشف ما تبقى من اسرار التآمر على البشرية ومن اجل الابادة الجماعية لشعوب اكرانيا وغير اكرانيا من خلال تسليح الولايات المتحدة للنظام النازي الجديد في اكرانيا بسلاح الاوبئة وسلاح السموم والسلاح النووي سوف تشهد الساحة الاكرانية تقدما غير مسبوق للقوات الروسية بحيث يصبح كلام جونسون رئيس وزراء بريطانيا الذي اعلن اليوم انه يدعم المفاوضات ويدعم اكرانيا في موقفها في المفاوضات سوف يجعل من جونسون ايضا مصدر استهزاء هذا العجوز الفاسد الذي نهب من اموال دافعي الضرائب في بريطانيا ليقيم لنفسه عرشا من السعادة والحفلات والذي ابقى ديون ايران محجوزة لديه الى ان اصبحت الاتفاقية النووية على وشك التوقيع فقام بتسديد ديون بريطانيا لايران يذهب لابن سلمان وللامارات طلبا للمساعدة في موضوع النفط مقابل تزويد هؤلاء بذخائر محرمة دوليا ترددت حتى واشنطن في تسليمهما مثل هذه الذخائر ان جونسون يلعب لعبة “القواد” وسوف تنال بريطانيا بعد انتهاء هذه الحرب ما يجب ان تناله وسوف تصبح دولة من الدرجة الثالثة او الرابعة يقول جونسون انه قرر ان يرسل الى بولندا احدث شبكة للدفاع الجوي البريطاني لينشرها في بولندا انه يشعل النار بزيت يصب عليها ولا يريد السلام ان امثال جونسون من المافيا والفاسدين لا يعيشون الا على دم الشعوب ولا يعيشون الا في الحروب لان الحروب تقتل البريئين وتغني الفاسدين الذين يربحون من وراء دماء الشعوب .
اذن نتوقع هذا الاسبوع تصعيدا واضحا وتقدما واضحا للقوات الروسية ولن يقبل القادة الروس وعلى رأسهم بوتن هذا الرجل الشجاع لن يقبلوا بالتنازل عن الاهداف التي تعني انقاذ البشر من حرب تجتثهم في تلك المناطق وانقاذ الاكرانيين تحديدا من النازية الجديدة وتحويل اكرانيا الى دولة محايدة …
علينا ان نفكر جميعا لماذا يرفض زلنسكي هذا الرجل الممثل المهرج لماذا يرفض ان تكون اكرانيا دولة كسويسرا الجميع يحلم ان تكون دولته كسويسرا محايدة ثرية اهلها يعيشون براحة وبلا خوف لماذا لا يريد ذلك لماذا لا يريد ان تكون اكرانيا مثل السويد اومثل النمسا لماذا لانه صنع ليقود بلدا يهيء لان يكون اداة بيد الامبريالية الامريكية لاشعال حرب على روسيا اي حرب اقتصادية على العالم اجمع ان انهيار اقتصاد الولايات المتحدة المتدرج هو الذي دفع بايدن لارتكاب تلك الجريمة ظنا منه ان محاصرة روسيا وانزال العقوبات بها سوف يجعلها تتراجع اقتصاديا كي تتقدم الولايات المتحدة اقتصاديا لكنه بغباء شديد اتخذ تلك العقوبات في وقت اتخاذ العقوبات كهذه لا يصيب روسيا فقط بل يصيب على قدر المساواة اقتصاد الولايات المتحدة والعالم اجمع .
*كاتب وسياسي فلسطيني
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …