الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / المنتدي الإقليمي للتطبيع !

المنتدي الإقليمي للتطبيع !

السفير بلال المصري
وصل للكيان الصهيوني خلال الأسبوع الأول من مايو 2022 وفد يمثل الإدارة الأمريكية ليعد مع مسئولين بالكيان الصهيوني لزيارة الرئيس Biden للكيان الصهيوني والمُتوقع ان تكون في يونيو2022 وستتضمن هذه الزيارة شقين رئبسيين:
– عقد مُنتدي إقليمي يضم ملوك ورؤساء الشرق الأوسط وإذا لإنعقد فسيكون في القدس أو في أي بلد بالمنطقة .
– زيارة للضفة الغربية للقاء الرئبس الفلسطينيي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية .
المُنتدي الإقليمي المحتمل إنعقاده غطاء بروتوكولي لعملية إستدعاء أمريكي لهؤلاء الملوك والرؤساء العرب وهو أمر غالباً ما تفعله بعض الإدارات الأمريكية معهم في شأن ذا علاقة بالقضية الفلسطينية وقضية إيران أو ما يُسمي بقضية الإرهاب .
وقد كانت فكرة عقد المنتدي وليدة لقاء جري بين Eyal Hulata مسشار الأمن القومي الصهيوني و نظيره الأمريكي في شهر ابريل 2022 وكانت الفكرة أن تُعقد قمة تضم إلي جانب الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الصهيوني ملك أو رئس عربي واحد علي الأقل , والفكرة مازالت بعد في مراحلها الأولي ومُحتملة , والهدف الرئيسي المُعلن لها هو البناء علي إجتماع سد بوكر في بفلسطين المُحتلة في مارس 2022 والذي ضم وزراء خارجية وزير خارجية الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومصر والمغرب والبحرين والإمارات.
الأهداف غير المُعلنة من المنتدي الإقليمي:
يسعي الكيان الصهيوني إلي تحقيق احد الأهداف التالية أو بعضها:
1- وفقاً للعقلية الصهيونية هنك حدث تال يجري التمهيد له بعد تحديد تاريخ عقد هذا المنتدي الأقليمي الثاني أو العكس أي تحديد تاريخ الحدث التالي ثم بناء عليه تحديد تاريخ عقد المنتدي الإقليمي, وأسوق مثالاً لذلك , فعندما تم التخطيط لإغتيال الشيخ أحمد يس مؤسس حركة حماس في غزة في يوم 22 مارس 2004 كنت سفيراً في أنجولا وطلب مني السفير الصهيوني هناك في مستهل مارس 2004أن ننظم سوياً إحتفالاً مُشتركاً لإحياء ذكري مرور 25 عاماً علي توقيع إتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني وقال لي في البداية أنه رأي في المنام هاتفاً يدعوه لذلك , وطبعاً كانت الخارجية أو الأمن الصهيوني هما معاُ أو احدهما من طلب ذلك منه , وهو ما كتبته حرفياً في برقية للقاهرة مشفوعة بوجهة نظري بصرف النظر ورفض هذه الفكرة المُضللة لأسباب أعتقد أنها وجيهة وأساسية وذيلتها بتقدير قلت فيه نصاً “إن الكيان الصهيوني يقوم بالتخطيط لحدث يريد أن يُعطي فيه إنطباعاً بإن لمصر يد أو علم مسبق به , وعلينا أن نرفض هذا الإحتفال جملة وتفصيلاً وبصفة قاطعة ومُعلنة للكل ولوبصفة غير مباشرة ” , وعلمت فيما بعد بأيام قليلة أن وزارة خارجية الكيان الصهيوني أرسلت لبعض السفارات الصهيونية لتنظيم الإحتفال المُشترك , وقبل الموعد اي في صباح 23 مارس 2004 وردت لي برقية من الوزير المرحوم أحمد ماهر بصرف النظر علي الإحتفال.
ولا ننسي في هذا المقام أيضاً عملية تدمير مفاعل اوزيراك الننووي في 7 يونيو 1980 والذي يبعد 17 كم جنوب شرق العاصمة بغداد , فقد تمت عقب إجتماع الرئيس المصري الراحل أنور السادات برئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحم بيجين في شرم الشيخ في 5 يونيو 1980 مباشرة لإعطاء إنطباع كاذب بعلم مسبق للرئيس السادات للعملية , وهو مالم يحدث إطلاقاً.
كذلك فإن الولايات المتحدة نفسها إتبعت اسلوب الـتمويه هذا أو الـ Camouflage ولكن علي نطاق أوسع قبل قيامها بغزو العراق في19 مارس 2003 , فقد كانت رؤية الريس بوش لتسوية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية في موعد غايته 2005 وتكوين الرباعية مسرحية عبثية للتغطية.
كما قد تكون عملية التمويه بواسطة عقد هذا المنتدي موجهاً لإيران و / أوالمقاومة الفلسطينية ومن ثم فقد يكون الحدث او العملية الصهيونية المُراد تمويهها ضربة صهيونية مؤثرة ضد المنشات النووية الإيرانية أو ضربة مؤثرة واسعة المدي لهدف حيوي في الداخل الإيراني أو عملية صهيونية ضد هف فلسطيني في غزة في تكون في الغالب ضد شخصيات من المقاومة الفلسطينية .
2- ربط إدارة Biden بالقضية الفلسطينية بصفة مُستمرة وإلحاق هذه القضية بالإهتمامات العالمية للإدارة الأمريكية , وحتي يظل الكيان الصهيوني داخل دائرة الإهتمامات العالمية وليبدأ الجانب الصهيوني وكأنه يريد تسوية ما للقضية الفلسطينية – وهذا مستحيل فبغير القوة لن نستعيد حقوقنا – وتخفيف بعض الضغوط من علي بعض الملوك والرؤساء العرب وأولهم الرئيس محمود عباس وذلك علي غرار مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي حضرته 40 دولة ومنظمة دولية , وعقد في 27 نوفمبر 2007 وليوم واحد برئاسة كوندليزا رايس وكان هدفه الرئيسي المُعلن الوصول إلي اتفاقية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإحياء خطة خارطة الطريق وتطلع الفلسطينيون إلي إصدار إعلان مبادئ مشترك مع الصهاينة بشأن القضايا المُعبرة عن تطلعاتهم والإتفاق علي جدول زمني لإقامة دولتهم وهو مالم يتحقق , وما تحقق فقط هو صدوربيان مُشترك جماعي , وقد أعلن الرئيس جورج بوش في نهابة هذا المؤتمر : “أن الطرفان اتفقا على البدء فوراً في مفاوضات ثنائية لإبرام إتفاق سلام وحل القضايا العالقة ذات الصلة بالقضايا الجوهرية وبناءً على ما تم التوصل إليه في اتفاقيات سابقة ” , وكان من المُفترض أن تجتمع لجنة توجيهية من 12 ديسمبر 2007 تبدأ بعدها مفاوضات مرة كل أسبوعين بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء أولمرت , واتفق الطرفان على الوفاء بالالتزامات المنوطة بهما فوراً والواردة في خارطة الطريق والاستمرار في تحقيقها حتى الوصول إلى اتفاقية سلام ، يتم تنفيذها قبل نهاية عام 2008 , ولم يتمخض المؤتمر بالفعل عن أي شيئ ملموس لصالح قضية فلسطين لأن الغرض الأكثر أهمية له ومن رؤية بوش للسلام في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية قبل مؤتمر أنا بوليس الذي أحيط بضجة إعلامية عربية وقتذاك هو غسل ما أدي إليه الغزو الأمريكي للعراق في الذهنية الجمعية للشعوب العربية وتبييض وجوه من يسمون بالملوك والرؤساء العرب وخاصة هؤلاء ممن ساعدوا سياسياً وعسكرياً علي غزو العراق , ثم أن المؤتمركان إستهلاكاً للوقت وفاصلاً بين فترة صراع وأخري بين الفلسطينيين والصهاينة .
3- تهدئة الأوضاع قليلاً في غزة وإستمرارنهج الكيان الصهيوني في توسيع شقة الخلاف بل وأحياناً الصراع بين أنصار المقاومة وعلي رأسهم حماس والجهاد الإسلامي وبين أنصار نهج أوسلو الذي أثبت الزمن أنه سراب وخواء , فإقتحام متطرفين يهود لباحة المسجد الأقصي وتكرار ذلك في حراسة شرطة الكيان الصهيوني وأغتيال الصحفية الفلسطينية / الأمريكية شيرين أبو عاقلة ومرور الزمن بلا مؤتمرات صورية كتلك يعيد دورة التوتر ويُؤدي إلي مزيد من الضغوط علي معسكر المقاومة الفلسطينية في غزة وقد يمتد لو بدأ العنف في أراضي فسطين 1948 فيما بعد , لذلك تاتي منتديات ومؤتمرات كتلك لتخفيف الضغوط ودورات الشحن والتوتر مما يعطي الكيان الصهيوني فرصة جديدة لإستهلاك الزمن وترسيخ الأوضاع لتكون باقية علي ماهي عليه وإبقاء أهالي غزة تحت الحصار مما ينقل الضغوط إلي كاهل سلطة حماس المقاومة بغية إضعافها , خاصة بعد الإعلان القوي والمتماسك لغرفة عمليات المقاومة الفلسطينية اليوم 22 مايو2022 .
4- المنتدي الإقليمي أحد أهم أهدافه هو البحث في وسائل إضعاف لموقف إيران التفاوضي في الملف النووي خاصة مع ثبات الموقف الإيراني ووصول المفاوضات إلي نقطة حرجة , فالإتفاق النووي ليس مواتياً لتطلعات الكيان الصهيوني الأمنية , لكن الكيان الصهيوني يدرك أنه بحاجة إلي موقف عربي خليجي مُتحد يوفر له غطاء مناسب لضربة صهيونية ضد البرنامج النووي الإيراني , وعموماً فمشاركة الإمارات أو غيرها لن يوفر أي درجة من الأمن لا للنظم العربية ولا للشعوب , فالكيان الصهيوني أمام خطرإيران العقائدي والنووي لا يبحث إلا عن توفير قدر يناسبه هو من الأمان , وكأن مخاطر تنامي قوي الكيان الصهيوني ليس خطراً ضد البلاد العربية .
5- هناك ملفين قد يتم طرحهما أمام المنتدي الإقليمي الثاني فرضهما الوضع الدولي الحالي وهما : (1) ملف الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير2022 بدعوي حماية الأمن القومي الروسي من إنضمام أوكرانيا المحتمل لـ NATO (2) ملف التمدد العسكري الصيني الذي فزعت منه الولايات المتحدة بدعوي حماية أمنها الومي أيضاً , فالصين تمددت عسكريا خاصة سلاح بحريتها فمن تغطية منطقة بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان إلي أن وصلت في تغطيتها العسكرية إلي جزر سليمان التي وقعت مع الصين الشعبية إتفاقية أمنية في نهاية مارس 2022 سُربت مسودتها إلي الإعلام الغربي , وتُشير هذه المسودة في أحد موادها إلي : “أنه يمكن للصين القيام بزيارات للسفن ، وتنفيذ الاستبدال اللوجستي ، والتوقف والانتقال في جزر سليمان ، بالإضافة إلى إرسال القوات الصينية إلى البلاد “لحماية سلامة الأفراد والرائد الصينيين والمشاريع الصينية ” , وسيطرح هذين الملفين علي المنتدي الإقليمي – إن عقد – لتوزع المهام والتكليفات علي الدول المُشاركة وخاصة ما يتعلق بمجال الطاقة (الغاز الطبيعي) في الملف (1) وتجنب إعطاء البحرية الصينية والعسكرية الصينية أي مزية لهما والتنسيق مع القيادتين العسكريتين الوسطي والأفريقية الأمريكيتين إن تطلب الأمر , فالخطر العسكري الصيني بعد الإتفاق الأمني مع جزر سليمان تتولاه العسكرية الأمريكية وتتعمل معه بصفة إستباقية وبإنضباط .
تــقــديري:
أن المؤتمرالإقليمي الذي قد يُعقد خلال زيارة الرئيس الأمريكي للكيان الصهيوني أو في غيره وقد لا يُعقد أبداً وتلغي الفكرة أو يُؤجل بسبب ظروف بعض الدول داخلياً أو بسبب التقييم الأمريكي للحصيلة المُتوقعة من المؤتمر وهي متواضعة في الغالب لان الدول العربية المُشاركة فيه لا تمثل خطورة علي إيران كما أنها في السابق لم تكن لتمثل خطراً حقيقياً علي الكيان الصهيوني في أي فترة سابقة , والولايات المتحدة والكيان الصهيوني يدركان هذه الحقيقة المرة لنا , إلا إذا كان الهدف من مؤتمر كهذا دعائي محض.

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …