الخميس , مارس 28 2024
الرئيسية / اراء / أبعاد محاولة اغتيال سلمان رشدي!!

أبعاد محاولة اغتيال سلمان رشدي!!

د.اوس درويش*
قبل ايام قليلة اعلنت وزارة العدل الامريكية توجيه اتهامات لعضو في الحرس الثوري الايراني بتهمة محاولة اغتيال مستشار الامن القومي الامريكي السابق جون بولتون والان تاتي عملية محاولة اغتيال الكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي من قبل شاب من اصول لبنانية يقال انه متعاطف مع ايران
واذا دققنا قليلا في المشهد وسالنا انفسنا لماذا اتت العمليتين سواء توجيه اتهامات بمحاولة اغتيال جون بولتون او محاولة اغتيال سلمان رشدي في هذا التوقيت وفي نفس التوقيت الاجابة ببساطة للاساءة لايران واتهامها بانها دولة ترعى الارهاب والاهم من هذا تخريب مفاوضات الاتفاق النووي من الاطراف التي لامصلحة لها باتمام هذا الاتفاق سواء كان الكيان الصهيوني او بعض الدوائر في الولايات المتحدة الامريكية التي رات انها افضل طريقة للاساءة لصورة الدولة الايرانية
بعد محاولة اغتيال سلمان رشدي نسال انفسنا هل اغتياله هو فعل صائب ومحق في البداية مااود الاشارة اليه الى انني اكره سلمان رشدي ولااحبه بسبب اساءته للدين الاسلامي الحنيف واساءته لخير الخلق سيدنا محمد صلوات الله تعالى وسلامه عليه في كتابه ايات شيطانية ولكني ضد اغتياله او اصدار فتاوى بقتله فانا اعارض اصدار فتاوى قتل من قبل رجال الدين لان هذا يسي لسمعة ديننا الاسلامي الحنيف وخصوصا في اوروبا ويعطي ذريعة لاعداء الاسلام لوصف ديننا الاسلامي بالارهاب وحتى رسولنا الاعظم صلوات الله تعالى وسلامه عليه لم يصدر اي فتوى بقتل اي شخص اساء له في حياته حتى عندما تمكن من الد اعدائه بعد فتح مكة اطلق سراحهم وقال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء .
وفي الواقع ان الفتوى التي اصدرها قائد الثورة الاسلامية الايرانية السيد الخميني عام 1989 بهدر دم سلمان رشدي قد عادت بالفائدة الكبيرة على سلمان رشدي فقبل نشر الرواية التافهة ايات شيطانية كان سلمان رشدي كاتبا مغمورا فاشلا لم يسمع به احد الا بعد ان اصدر الخميني فتواه الشهيرة فهذه الفتوى دفعت الكثيرين لقراءة ايات شيطانية وزادت نسبة مبيعاتها وهذا ماساهم في شهرة سلمان رشدي وحصوله على الكثير من التكريم والجوائز العالمية وربما لو لم تصدر هذه الفتوى لما كنا اليوم نسمع باسم سلمان رشدي فهذه الفتوى حققت فائدة كبيرة لسلمان رشدي بطريقة غير مباشرة واليوم وبعد ثلاثة وثلاثين عاما تعود قصة سلمان رشدي الى الواجهة بعد محاولة اغتياله من قبل احد الشبان واذا نجا سلمان رشدي من محاولة الاغتيال هذه سيصبح بطلا قوميا وعالميا في اوروبا مااريد ان اقوله انه كان يتوجب بدلا من اصدار فتاوى بقتل سلمان رشدي ان نرد عليه وندحض كلامه بطريقة فكرية وعلمية لا عن طريق الدم
ومالفت انتباهي بشكل ملحوظ في هذا الموضوع وهو شي يدعو للاسف ويتجلى فيه قمة النفاق عند القادة الاوروبيين عندما وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سلمان رشدي بالمناضل من اجل حرية الفكر وندد ايضا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بمحاولة اغتيال سلمان رشدي واصفا اياه بالبطل وهنا تتجلى قمة النفاق عند هؤلاء القادة الاوروبيين فسلمان رشدي بالنسبة اليهم بطل ومناضل لانه اصدر كتابا اساء فيه للاسلام بينما الكاتب الفرنسي المعروف روجيه غارودي عندما نشر في عام 1996 كتابه الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية وبين من خلاله وبطريقة علمية وفنية دقيقة الكذبة التي خدع بها الصهاينة العالم وهي كذبة الهلوكوست
والنتيجة كانت بعد نشر الكتاب ان نزعت الحصانة البرلمانية عن الكاتب روجيه غارودي كونه نائبا في الجمعية العمومية وصدر بحقه حكما بالسجن
ونفس الامر تكرر في السابق مع الكاتب البريطاني ديفيد ايرفيغ في كتابه حروب هتلر والذي بين من خلاله ايضا المبالغة الكبيرة بموضوع الهلوكوست والكذبة الكبيرة وبعدها صدر حكم بسجن الكاتب ديفيد ايرفيغ
فالكاتبان روجيه غارودي وديفيد ايرفيغ تم الحكم عليهما بالسجن فقط لانهما تناولا وبطريقة علمية شي من الثوابت الاساسية للكيان الصهيوني اما سلمان رشدي فيعتبر بالنسبة للزعماء الاوروبيين مناضلا ومفكرا كبيرا على الرغم من انه اساء لاكثر من مليار ونصف مسلم في العالم
فهذا مايدل على ان موضوع حرية التعبير هو كذبة كبرى يتبجح الغرب بها علينا ولكن الواقع انهم يستخدموا اسلوب ازدواجية المعايير حول موضوع حرية التعبير
*باحث سياسي عربي سوري واستاذ جامعي في القانون العام

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

خواتيم التآمر!

فؤاد البطاينة* ما زال تاريخ الحركة الصهيونية الخزرية في فلسطين قائما على الحروب منذ بدايات …