الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / أخبار /  هدنة هشّة ، وعلم يُداس !!

 هدنة هشّة ، وعلم يُداس !!

 

▪بقلم / فيصل مكرم*

▪ولا تزال عجلة الهدنة في اليمن تدور مُحدثة الكثير من الضجيج الأعلامي والأممي ، والإهتمام الدولي والإقليمي بين من يصفها بالهشة وبلا جدوى ولا اجندة واضحة تؤدي لأنهاء الصراع ، ومن يعتبرها هدنة أنسانية ومن يصفها زوراً بهدنة تمهد لسلام شامل ووقف للحرب تبشر بانبعاث يمن جديد خالي من المنازعات والخلافات والحروب الأهلية التي تغذيها دول ومصالح خارجية وتمدها بالسلاح والمال وما تيسر من الشعارات والعناوين البراقة والمثيرة على وسائل الاعلام والصحافة ، في حين لم يلمس اليمنيون تغييراً يذكر أو فارقاً يمكن البناء عليه بين سنوات الحرب وأشهر الهدنة إذ تزايدت معاناتهم المعيشية واستمر إنعدام الخدمات وارتفاع جنوني للأسعار وفوضى في المنظومة المصرفية، والمنظومة الحكومية والمنظومة الخدماتية ، ونهب منظم للمساعدات الإنسانية وتفشي الجوع والفقر والمرض .

▪وحتى رئيس الدولة العظمى جو بايدن من فرط سعادته بتجديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين صعد على منبره الشهير ليهنئ الشعب اليمني بهدنة لم يرى هذا الشعب منها ولا قبلها بصيص ضؤ في آخر نفق الحرب الكارثية لسبع سنوات ، وربما يبقى النفق مظلماً إلى ان تسوي الاطراف الأقليمية أوضاع علاقاتها ومصالحها ، وحتى تمر الإنتخابات الاميركية النصفية لمجلسي الكونجرس مروراً كما يتمناه بايدن ويتطلع اليه حزبه الديمقراطي حيث بات لديهم هدنة أخرى في اليمن يمكن الحديث عنها مثل أغتيال الضواهري في منزل مجاور للسفارة الأميركية في كابول ، وزيارة بيلوسي الى تيوان لإغضاب الصين أو لتصغيرها ، وكل هذه القضايا تندرج في الأجندة الإنتخابية في أميركا .

▪والحاصل أن واشنطن والمجتمع الدولي والأطراف المتحاربة في اليمن يعلمون يقيناً ان هذه الهدنة لن تغير شيئاً ولن تتحقق منها شيء ي لمصلحة اليمن وشعبه لو استمرت الف شهر وألف سنة كما هي عليه اليوم ولن تغير من الأمر شيئاً وربما تصبح غطاءاً لسيناريوهات مفزعة يجري تسخينها على نار هادئة وبعيداً عن ضجيج الحرب وهدير المدافع ، والمفزع هنا ان تخلص تلك السيناريوهات الى تفتيت اليمن وتقسيمه وتمزيقه ليصبح بلداً منسياً لا يرمى حتى بحجر .

■ علم اليمن يداس باقدام يمنية!!!

▪أن يداس علم الجمهورية اليمنية بأقدام يمنيين في مشاهد مقززة أعقبت القتال في محافظة شبوه  الاسبوع الماضي بين فصيلين متصارعين فهذا ما كان ينقص المشهد اليمني من بشاعة المنظر وسؤ المنقلب ، وكأن علم االجمهورية اليمنية والشعب اليمني بات يتيماً مكشوف الظهر  ومنكسراً وبلا قيمة عند هؤلاء الجهلة ممن لا يجيدون سوى القتل والبلطجة ولا يتقنون سوى الإسائة لوطنهم والنيل من مقدسات شعبهم  ، انا شخصياً ضد أي إسائة من أي كان بحق علم أي دولة لأن ذلك يعني الإسائة لشعب هذه الدولة حيث يعتز كل شعب بعلم وطنه ويجله ومستعد للموت دفاعاً عنه وتحت ظله ، ومثل هذه الممارسات لا تعبر إلا عن ضحالة مرتكبيها وضعف إنتمائهم الوطني .

▪علم الجمهورية اليمنية التي باتت دولة الوحدة بين شطري اليمن عام ١٩٩٠ محل إعتزاز وفخر للشعب اليمني على طول البلد وعرضها ، وأقره في الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية في عام ١٩٩١ ولأكثر من ثلاثة عقود وقفت أجيال وأجيال لهذا العلم إحتراماً وإجلالاً وتعبيراً عن السيادة والشموخ والإباء الوطني والإنتماء للهوية الوطنية بكل ما تعنيه من عزة وكرامة وكبريا اليمن أرضاً وإنساناً واعتزازهم بوطنهم مهما كانت الخطوب والمحن ومهما بلغت حدة الصراع والمنازعات والحروب بين أبنائه وهذا العلم هو جزء من هوية اليمن وعنوان سيادته ولواء وحدته الوطنية ،  والمساس به صورة من صور الإنحطاط الأخلاقي ويرتقي إلى السلوك الإجرامي بحق شعب بأكمله ، والغريب العجيب أن لا حكومة عدن ولا حكومة صنعآء حركا ساكناً وكأن الأمر لا يعنيهما ، ولكننا نقول بأن حروبكم تعنيكم وحدكم ، أما المساس بعلم وطننا فيعنينا ولن يغفر الشعب والتاريخ لتلك الأقدام القذرة وهي تدوس على أشرف وأعظم راية رفرفت في سماء اليمن عبر التاريخ.
*نقلا عن جريدة الراية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

اليمنيون ..استعدادات مبكرة للأحتفاء بعيد الفطر المبارك رغم الحرب والحصار.

اليمن الحر الاخباري/كتبت /مشيرة ناصر مع قرب حلول العشر الآواخر من شهر رمضان الكريم، تبدأ …