الخميس , أبريل 25 2024
الرئيسية / اراء / واقع جديد فرضته الطائرات المسيرة

واقع جديد فرضته الطائرات المسيرة

د. حامد أبو العز*
لطالما تم تخويفنا وإرعابنا من أسطورة إسرائيل التي لا تقهر والترسانة العسكرية الإسرائيلية القادرة على استهداف أي نقطة في بلدان المواجهة!! لا نستغرب من إسرائيل أن تروج لمثل هذه الخزعبلات، إذ أنها ترصد ميزانية خاصة وضخمة لتغطية حربها الإعلامية على العالم العربي أجمع. وإذا ما أردنا أن نقيس جدوى هذه العملية من خلال معايير الربح والخسارة فيبدو بأن إسرائيل تربح بهذا المقياس وذلك لإن حربها الإعلامية لا تقتصر على تمويل عناصر في الداخل الإسرائيلي بل هي تجنّد بعض الموالين لها من العرب للترويج للمشروع ذاته. وخلايا التجسس التي كشفتها أجهزة الأمن اللبنانية التي تعمل لصالح إسرائيل خير دليل على ما نقول.
إن ماهية المشروع الإسرائيلي التي تقوم على مبدأ التخويف من الحرب نشعر بها يومياً من خلال محادثاتنا اليومية ومن خلال قراءة الصحف العربية ومشاهدة المحطات التلفزيونية. وللأسف فإن الجهود المبذولة في تفنيد هذه الخرافات تعتبر جهوداً مختصرة وغير فاعلة في أغلب الأحيان إذ أنها تقتصر على بعض المحطات التلفزيونية وبعض الصحف العربية المستقلة.
هل تصورّت عزيزي القارئ شكل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لو لم تقم قوات المقاومة بنشر فيديوهات حول حقل كاريش؟؟ هل تصورت عزيزي القارئ حجم التنازلات التي كان من الممكن أن يقدمها الجانب اللبناني لو لم يقم حزب الله بإرسال طائرة حسان في المقام الأول ومن ثم إرسال الطائرات المسيرة الثلاث إلى حقل كاريش؟؟
ألم تلاحظ أيها المواطن اللبناني الحر تغير لغة الخطاب الإسرائيلية والأمريكية والوسيط الأمريكي بعد التهديد بالحرب من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إذ ما حاولت إسرائيل والولايات المتحدة منع لبنان من الحصول على ثرواته النفطية والغازية!!
كل الميزانيات الإعلامية التي أنفقتها إسرائيل على مشروع زعزعة روح المقاومة وزعزعة الحس الوطني بالاستقلال والقدرة على المواجهة ذهبت أدراج الرياح أمام مسيّرات حزب الله. كل عمليات التمويل الضخمة التي تم إرسالها إلى لبنان وإلى بعض الأطراف الداخلية لشن عمليات نفسية وتثبيط الهمم لدى المواطن اللبناني وقوى المقاومة ذهبت أدراج الرياح بفضل قدرة هذا البلد المتعمق جذره في التاريخ على المقاومة.
المقاومة ليست مجرد فكرة وليست مجرد مشروع يستنزف الميزانيات، المقاومة هي عمل دون توقف. المقاومة هي مشروع تحرير متكامل ومتعاضد. المقاومة هي عملية تربية للأجيال القادمة بالاعتماد على المهارات الشبابية وتعزيز القدرات الدفاعية عبر الخبرات الوطنية.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجري اليوم مناورات عسکرية باستخدام 150 طائرة مسيرة داخلية الصنع وهذا يؤكد مرة أخرى على أن سلاح المسيرّات تحول خلال فترة وجيزة إلى سلاح استراتيجي يمكن الاستفادة منه في المعارك التقليدية. ما يهم لبنان وشعبه وحكومته اليوم هو أن تكنولوجيا صناعة الطائرات المسيرة أصبحت في متناول المقاومة اللبنانية والأكثر من ذلك هو عملية تشبيك قوات المقاومة ببعضها البعض وتشكيل غرف عمليات مشتركة للتنسيق ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي فالطائرات المسيرة انتقلت إلى قوات المقاومة الفلسطينية كذلك، وهذا يعني بأنّ أي حرب قادمة هي حرب مشتركة تشترك فيها جميع الفصائل المقاومة وتعمد فيها على أسلحة استراتيجية رخيصة الثمن تم تصنيعها بسواعد محلية.
كخلاصة لما تقدم، لقد أخرجت الطائرات المسيرة لبنان من دائرة الحصار الأمريكي الاقتصادي الخانق كما أنها أسقطت معادلة التسويف الأمريكية والتي نتج عنها تضييع حقوق الشعب اللبناني في حقول النفط والغاز لأكثر من عشر سنوات كما أعادت الطائرات المسيرة هذه العدو الصهيوني إلى أرض الواقع بعيداً عن أحلام وخرافات التفوق العسكري والقدرات التي لا تقهر. كل هذا ولم نتحدث بعد عن صواريخ المقاومة الدقيقة فهل يعتبر الإسرائيليون وجواسيسهم؟؟
باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نزاهة البروي وأقفال سيادة الوزير!

بقلم/ احمد الشاوش* علي البروي رئيس مجلس ادارة نادي 22 مايو الزهرة سابقاً .. نجم …