الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / ماكرون في أرض شهداء الجزائر!!

ماكرون في أرض شهداء الجزائر!!

سميرة بيطام*
لست رئيسا للجمهورية ولا رئيسا للحكومة ولا شخصية نافذة في الدولة الجزائرية ولا اطارا ساميا له من السلطة ما يكفي ليفرض أوامره أو ما ينص عليه الدستور كقانون سام في الجزائر ،كل ما يمكنني قوله أني حفيدة الشهداء ومن حق الشهداء علي أن أدافع على ارثهم القيم والثقيل جدا بالبطولات و بالدم الغزير الذي ارتوت به أرض المحروسة ، والا فلا يحق لي القول أني حفيدتهم، فمن يدعي الوطنية عليه أن يختار الأبيض أو الأسود، الأبيض يعني جزائر لا ينزل على أرضها عدو الأمس و اليوم و المستقبل و الأسود يعني المراوغة لترضى فرنسا على منح المناصب السيادية، يعني مسك العصا من المنتصف يرفضه دم الشهيد رفضا قاطعا شاملا مستوفي الأبعاد، و نواميس التحرر لطالما حلمنا بها وكافحنا من أجلها وضحينا بالكثير والكثير ،ليصل الأمر لأن يرفع علم فرنسا في أرض الشهداء.
مراوغات كثيرة من الصور ،تصريحات الفيسبوكيين الذين يحاولون انقاذ أنفسهم حينما كتبوا أن علم فرنسا لم يعلق لافي المطار ولا في شوارع الجزائر ليصححوا بعد ذلك زلتهم المطبعية من أن أعلام العدو علقت ليلا، ثم تنشر صور أن الرئيس الفرنسي يبدو اليوم ليس كأمسه مطأطأ الرأس.
حقيقة لا يهمنا ما يروج له من يتبع ذيل الصور واللقطات ليقول للجزائريين أن العلم علق ليلا و بالتالي كفارة النهار لا تجوز، رفع المستوى واجب بل فرض هنا ،اذ كان من المفروض أن ترسل عبر الفاكس طلبية التكفير لفرنسا عن جرائمها النووية و غيره و غيره التي لا يحصى و لا يعد فما المانع من ارسال الطلبية آليا دون حاجة لزيارات ومقاربات ،وأن يضع الرئيس الفرنسي إكليلا من الزهور ليترحم على شهدائنا، مزقتم قلوبنا لكننا سنمزق طموحاتكم بالصبر على الزلات وبالاحتساب لرب العباد أن العين بصيرة و اليد قصيرة، فحتى الوقت ليس مناسبا على الاطلاق لزيارة تلميذ فرنسا لبلدنا المفدى..يعني هو مرفوض مني شخصيا ولاأتكلم باسم احد لأن هناك من يحبه و يستقبله بالزغاريد وهذا ليس بيت القصيد لدينا ،فما يهمنا : متى نستقل نهائيا عن العدو أو متى نقطع أو على الأقل نجمد العلاقات؟.
عبرنا عن غضبنا بغلق صفحات التواصل لدينا على الفيس بوك لأنه لم يقدم لنا خدمة جليلة في حفظ دم الشهداء على مرأى أعيننا، باختصار لم نربح شيئا سوى كي على كي يوما بعد يوم بفرنسا وعملائها.
الزيارة ستدوم ثلاثة أيام ولن انتظر تمام الثلاث أيام لأعرف الى ما توصلت اليه فرنسا في مفاوضاتها، حتى رفض زيارة الحاخام بدعوى اصابته بكورونا لم تشفي غليل الشهداء في قبورهم.
كحفيدة غاضبة من هذه الزيارة وهذا أبسط شيء يمكنني التعبير به عن موقفي من زلة القرن، طبعا لن نقول الجزائر لكم بل نقول للجزائر رب يحميها.. ودابر فرنسا الذي روجتم لسنوات لقطعه هو باق وعزائنا أن نستمتع بجمال الطبيعة الجزائرية ونسأل العلي القدير أن يحفظها من الحرائق التي أبادت معظمها بالرماد.
الحقيقة التي وقفنا عليه بأنفسنا أن من يمجد فرنسا له منصب و امتيازات ومن يكرهها يفقد جل حقوقه.. سعداء جدا ان فقدنا حقوقنا لنرضي الله ودم الشهيد..ولا نرضي العدو ولو منحنا كنوز الدنيا.
كل يوم نصحو على حقيقة أن فرنسا لازالت باقية و ستبقى حتى يولد كمعجزة بن مهيدي آخر يرمي الثورة للشارع فيلتقطها الشعب الواعي فقط ان بقي للوعي كلمة في جزائرنا الغالية.
تحيا الجزائر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
*كاتبة جزائرية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …