الأربعاء , أكتوبر 9 2024
الرئيسية / اراء / ماذا بعد 11 سبتمبر؟!

ماذا بعد 11 سبتمبر؟!

ياسر أبوغليون
في كل استذكار متجدد لهجمات الحادي عشر من سبتمبر يبرز السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل من الممكن أن تتكرر هذه الهجمات؟
حقيقة الأمر إن الكثير من الحوادث التي جرت بعد انهيار البرجين وبالتأكيد ليس آخرها تفجيرات مطار كابول أغسطس 2021 ألقت بظلالها آنذاك على هامش من إمكانية معاودة هذه الهجمات، فهل يمكن التكهن بتكتيكات المسلحين على اختلاف مسمياتهم وتوجهاتهم أم أنها حبيسة الأدراج بلا آفاق؟ ثم أليست بعض الهجمات التي حصلت على وزن ذلك كانت بمستوى متقدم من القوة والعنف، ومن ذلك(أرجو الصبر فالقائمة ستطول) هجمات مترو أنفاق لندن عام 2005 والتي أسفرت عن مقتل 50 شخصا، وهجمات مومباي عام 2008 الدامية والتي أدت حينها لمقتل 195 شخصا، ثم هجمات باريس 2015 وتسببت بمقتل 138 شخصا، ثم سلسلة التفجيرات المتتابعة في العاصمة البلجيكية بروكسل ومحطة القطارات “مالبيك” في 22 مارس 2016، وأسفرت عن مقتل 35 شخصا وإصابة 340، وهجمات الباستيل في 14 يوليو 2016 وأسفرت عن مقتل 87 شخصا وإصابة 434 آخرين، وهجوم برلين يوم 19 ديسمبر 2016، وأدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 56 آخر، وهجوم جسر وستمنستر يوم 22 مارس 2017 وسط العاصمة البريطانية لندن، وتفجير مدينة مانشستر يوم 22 مايو 2017 وأدى إلى مقتل 23 شخصا وتسبب بإصابة 250 آخرين، وهو الأعنف في بريطانيا منذ يوليو 2005، وسلسلة هجمات في جسر لندن يوم 3 يونيو 2017 أوقعت 11 قتيلا و48 جريحا، وهجمات إقليم كتالونيا الإسباني يوم 17 أغسطس2017 وقد أدت إلى مقتل 13 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، وتفجير مترو أنفاق سان بطرسبورغ الروسية يوم 3 أبريل 2017 وأسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 80.
هذا التتابع العملياتي يشكل إجابة منطقية للسؤال الذي يتكرر في كل آنٍ، فبعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعلى الرغم من أن طالبان باتت خارج قواعد اللعبة، وافتقاد القاعدة لقادتها الكبار أمثال الظواهري، فإن كلمات كين ماكالوم مدير المخابرات الداخلية البريطانية ” MI5″، إن انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، زاد من خطر وقوع هجوم مشابه ل11 سبتمبر” أتت في سياق الضبابية نفسها، كما أن استراتيجية واشنطن باستباق المؤامرات بتقليص الانجذاب إلى الأيديولوجيات العنيفة
التطور وتفعيل القوة الناعمة لا يمكن الجزم بأنها ضمان كامل بعدم تكرار أحداث البرجين.
وفي واقع الحال نحن هنا إزاء مناقشة حذرة لأدبيات التنظيمات المسلحة على اختلاف مسمياتها من جوانب أولها هامش السماح بفئات الاستهداف هل هو محصور في نطاق محدد أم هو قابل للتوسع، وثانيها المقدرة العسكرية والتي تبدو وفق أغلب المحللين في أدنى مستوياتها إلا أن مفهوم الذئاب المنفردة يقلب الحسابات بصورة ملحوظة، وثالثها مدى حرية الأفراد في تنفيذ ما هم مقدمون عليه دون العودة للقيادة الأم بمعنى لا مركزية القرار أو مركزيته في التسلسل الهرمي، وبناء على ما سبق تبدو الأمور ضبابية، إلا إذا حصل ما لم يكن في الحسبان.
وفي الجانب الأمريكي بات في حكم المؤكد على الأقل في عهد الرئيس بايدن انقراض عقيدة التدخل في شؤون الدول حتى المارقة منها وفق التعبير الأمريكي، ومرد ذلك إلى الرغبة في التفرغ لمقارعة التنين الصيني وتهديداته المختلفة للمصالح الأمريكية، فالبيت الأبيض يعيد ترتيب حساباته في هذا الشأن، فكل حرب تشن ينفق عليها من دافع الضرائب الأمريكي.
وخير دليل على انقلاب الاستراتيحيات مقولة الرئيس الأمريكي بايدن: “إن شكل الإرهاب تغير ومكافحته تحظى بتركيز شديد على مدار العشرين عامًا الماضية” وقوله أيضا: “الهجمات السيبرانية الروسية ضد مؤسساتنا بمثابة اعتداء على سيادتنا”.
هذه هي نقاط التحول، وعليه فإن أمريكيا التي يفترض فيها أن تخرج علينا بما هو جديد فيما يتعلق بصراعات الشرق الأوسط في ظل الذكرى الحادية والعشرين لهجمات برجي التجارة تعيد تكرار الإسطوانة القديمة نريد عالمًا آمنًا، في حين أنه لا زالت تستمر معاناة العالم لعشرين عاما من الإرهاب المفروض من قبل السلطات الأمريكية ضد من يرفض تدخلاتها العسكرية واحتلالها للدول، وعملها على إسقاط الحكومات، وحل المؤسسات، وفرض الدساتير وفرض أعرافها الديمقراطية، وفرض أجندتها التي لا تلتقي بمنظومة القيم الشرقية.
على المواطن الأمريكي أن يطالب قبل جملة الإجراءات الكفيلة بالوصول للأمن المنشود، من باب الشفافية أن تتطوع الحكومة الأمريكية التي أقرت بأن الحرب التي استمرت في أفغانستان عقدين كلفت الولايات المتحدة ثمانية تريليونات دولار، وأسفرت عن مقتل 900 ألف شخص، بالمسارعة للكشف عن الوثائق والمعلومات المتعلقة بأحداث 11سبتمبر، فهنالك الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات.

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

بساطة.. مجتمع مريض بحاجة الى منقذ!!

احمد الشاوش* على بلاطة.. نحن مجتمع مريض يعاني من ضيق في النفس وشلل في الامانة …