الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / أوكرانيا والجامعة العربية والصين؟

أوكرانيا والجامعة العربية والصين؟

نزار القريشي*
إن تطور مجرى الحرب في أوكرانيا يحيل إلى تخبط روسي نتيجة الخسائر التي تعرض لها الجيش الروسي، والتقدم الأوكراني في أكل المساحات. وبالرغم من الضغط الروسي على الغرب في ملف الطاقة. فإن البدائل المحتملة لمصادر الطاقة لن تجعل هذا الضغط يؤثر كثيرا على بريطانيا العظمى وأوروبا و أمريكا في الشتاء المقبل.
إلى ذلك، إن العلاقة الطيبة للملك تشارلز الثالث، والمتوج حديثا ملكا على عرش بريطانيا الكونية، وروابطه المتينة بعرب الشرق الأوسط. قد تدفع أوبيك بقرار من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بزيادة كبيرة في الإنتاج، مما يخفف الضغط على جيوب الأوربيين والبريطانيين والأمريكيين و العرب.
هذا، و من المرحج أن تستمر الحرب في أوكرانيا لشهور طويلة ، لأن المرحلة لا تقتضي التهدئة والدخول في مفاوضات، لأن استنزاف الجيش الروسي من ضرورة المرحلة بالنسبة للغرب. خصوصا إذا علمنا أن تجربة جبهات سوريا وأرمينيا وليبيا أوكرانيا، أوضحت أن الجيش الروسي ليس بتلك القوة التي تروج لها الدعاية الروسية، وإن استعمل الجيش الروسي السلاح النووي التكتيكي فإن الغرب سيقدم لأوكرانيا السلاح النووي التكتيكي، فتحدي الغرب لبوتن إزاء استفزازه لهم قد يدفع بمواجهتهم لروسيا حتى بالسلاح النووي الكلاسيكي.
من جهة أخرى. يرى مراقبون دوليون أن الحدث الأبرز على الساحة الدولية في غضون الأسابيع القادمة هو حدث انعقاد اجتماع الجامعة العربية بالجزائر. والذي من المرجح أن يتطرق فيه العرب لملفات محورية لها تأثير استراتيجي على مستقبل العلاقات الدولية وما يترتب عن ذلك من سلم أو صراع قد يكونون طرفا فيه.
في السياق ذاته، فإن الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وخطورة الوضع في لبنان بسبب الصراع بين بيروت وتل أبيب بخصوص ترسيم الخرائط البحرية. بالإضافة إلى الجمود الذي طال القضية الفلسطينية، وعدم التعاطي الأمريكي و الإسرائيلي مع المبادرة العربية للسلام الصادرة من الرياض باعتبار ثقل المملكة العربية السعودية لدى العرب والمسلمين. هو ما يفسر البرودة التي يتسم بها السلام بين مصر والأردن و الخرطوم اتجاه إسرائيل. فتجميد الحوار مع الفلسطينيين و تشديد التضييق عليهم وتفقيرهم وعدم التعاطي مع المبادرة العربية للسلام ، قد يدفع بتطور هذا الصراع إلى حرب عربية جديدة مع إسرائيل و إن كان ليس على المدى القريب أو المتوسط ، وإنما على المدى البعيد، وقد توجه صفقات التسلح العربية نحو هذا المنحى في المستقبل.
إلى ذلك، إن محاولات تقريب الرؤى نحو حل للقضية الفلسطينية ترضى عنه جميع الأطراف المتصارعة أصبح ضرورة ملحة خدمة للسلام الدائم والعادل.
هذا، ومن المرجح أن تطالب المملكة المغربية الشريفة، بضرورة إنهاء الاستعمار الإسباني لإقليمي سبتة ومليلة و الجزر الجعفرية، باعتبارهم أراض مغربية عربية خالصة بقوة الجغرافيا و التاريخ.
وعلى صعيد آخر، يبقى الترقب سيد الموقف باتجاه التطورات المحتملة بجزيرة تايوان في صراعها مع الصين، والجموح الصيني بالرغبة في السيطرة على العالم، وهنا لا يسعنا إلا أن ننبه و بالأخص الدول التي تساهم وتساعد سرا أو علنا في محاولة تقدم الصين لحكم العالم. أن حكم الصينيين الافتراضي للعالم لن تسمح فيه بكين بأي هامش حرية للدول عكس ما هو متاح الآن، ولا هامش من الحريات لأفراد ومؤسسات الدول .فهذا الحكم المنبوذ سلفا لن يكون سوى نسخة من غطرسة وترهيب كيم جون أون لشعب كوريا الشمالية ،وكذلك ستنكل الصين بالدول والأفراد في أنحاء العالم بكل ما يعرف عنها من فضاضة وهمجية وعنف وجبروت. لذلك فالمطلوب من جميع الدول من وجهة نظر شخصية هو التحالف والتنسيق مع حكومة التاج البريطاني وجهاز إم أي 6 لمواجهة التمدد الصيني وخطره على العالم و شعوبه و مؤسساته. لأن إدارة الموقف الغربي والعالمي حتما ستكون من مبادرة لندن و واشنطن. كما أن إدارة الموقف العربي ستتحدد من مبادرات اجتماع جامعتهم العربية الذي من المقرر انعقاده في الأسابيع القادمة.
*صحافي مغربي متخصص في شؤون الأمن و الاستخبارات

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …