الجمعة , أبريل 19 2024
الرئيسية / اراء / حتى تنجح القمة العربية!

حتى تنجح القمة العربية!

أيوب نصر*
وقفت البارحة على مقال للأستاذ “رامي الشاعر”، نشرته صحيفة “راي اليوم” اللندنية، يدور موضوعه حول القمة العربية، وقد كتب الأستاذ الكريم مقاله تحت عنوان: “القمة العربية وخاوة خاوة ماشي عداوة وسامح الله سفيرا عربيا في روسيا على ضلاله”، وجدير بي أن أنبه إلى دقة نظر الكاتب، وحسن بديهيته، وسعة إطلاعه، وكيف تجلي كل ذلك، وغيره، في ترتيب الأفكار المضمنة في ذلك المقال، وفي الإشارات التي رماها من طرف خفي، مما لا يسعك معه إلا أن تتفق مع الكاتب في السواد الأعظم من المقال، وأن تنصح كل مهتم وكل متتبع بالإطلاع عليه ومحاولة الوقوف على كل واضحة وخفية فيه.
وقد منى الأستاذ الكريم النفس “أن يبادرالزعماء العرب خلال الأيام والأسابيع المقبلة بإبداء آرائهم ومقترحاتهم بشأن جدول الأعمال، الذي أرجو أن يتضمن ما يجمع ولايفرق”، وما منى به الأستاذ الكريم نفسه، هو نفسه التوجه الذي تسير إليه القمة العربية، والتي سيتم فيها تجاهل طرح المواضيع الخلافية، حرصا على جمع الشمل، وتوحيد الصف، ولم الشتت، وتجنبا للفرقة والشقاق، وهذا ما يصبو إليه كل عربي غيور على البلاد العربية مشفق على ما آلت إليه أحوالها من فرقة وشتات.
لكن هل تجنب طرح تلكم المواضيع الخلافية يعتبر حلا لها ؟؟ وهل عدم طرحها سيمكننا من تجاوزها؟؟ الجواب طبعا: لا، وذلك أن نجاح القمة العربية، لن يكون بتجاهل مواضيع الخلاف وعدم الخوض في مواطن الشقاق، ومن إدعى ذلك فهو واهم، فكيف ندعي أن القمة العربية ناجحة، وقد أغفلت الخوض في القضايا الخلافية، وتركت البحث عن حلول لها ؟؟
ثم إذا لم تعقد القمة العربية لأجل البحث عن التوافق بين أطرافها، إنطلاقا من مواطن الخلاف الموجودة بينهم، فلماذا تعقد أصلا ؟؟ هل تعقد لشرب القهوة والشاي والعناق الحار ورفع الأيادي متشابكة، ثم بعد انقضاء القمة تعود المشاحنات والبغضاء لتسكن قلوب أطرافها ؟؟ فالقمم وجدت لمناقشة الخلاف وتقريب الآراء حول ما اختلف فيه، ومحاولة البحث عن حلول لتجاوز الخلاف، ولم توجد القمم لتجاهل الخلاف.
إن أقرب طريق لنجاح القمة العربية، هو مناقشة الخلاف، والبحث عن حلول له، وإن لم نجده الآن، فإننا على الأقل نكون قد مضينا في طريق البحث عنه، أما الإعراض عن مواطن الخلاف، فإن ذلك سيجعل منه خلافا مستقرا، والخلافات المستقرة لا تحل، وإنما التي تحل هي الخلافات غير المستقرة، وذلك بما يحدث حولها من نقاش وما يلقى فيها من آراء ربما تمكن “الزعماء من إيجاد أرضية مشتركة”، وأما سياسة القفز والعمل وفق قول القائل: “نجتمع على ما إتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا فيه” فلا أظنها مجدية، بل أثبتت فشلها منذ زمن.
*كاتب وباحث مغربي

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عقلانية إيران وجنون إسرائيل!

يحيى نشوان* ايران تقول إن ردها على إسرائيل كان فى إطار القانون الدولى وكان ينبغى …