الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / سوريا تقف على قدميها لتقود محور المقاومة

سوريا تقف على قدميها لتقود محور المقاومة

بسام أبو شريف*
الصمود الأسطوري الذي شكلته سوريا منذ عقدين من الزمن في وجه حرب عالمية شنت عليها بقيادة الولايات المتحدة واداتها الرئيسية إسرائيل وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقوى أخرى انضوت تحت لواء واشنطن رغم ادعاء واشنطن بانها تحاربها مثل داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية ، مرت فترات سيطرت فيها هذه القوى مجتمعة على معظم الأراضي السورية بما فيها محيط دمشق وسيطرت على حدود سوريا مع لبنان وسيطرت على حدود سوريا مع الأردن وسيطرت على حدود سوريا مع العراق واحتلت بشكل كامل شمال شرق سوريا وارسلت المجموعات الإرهابية لنسف وتدمير الأهداف والجيش العربي السوري ولكن دعوني استعير هنا ما قاله أوباما حول الجيش العربي السوري :
(انه امر غريب كل هذه الجهود وما زالت هذه القوات متماسكة ولم تتمزق ) .
تكفي هذه الشهادة للجيش العربي السوري وقيادة سوريا الرئيس بشار الأسد للبرهنة على لسان الأعداء بان كل جهودهم وحربهم العالمية على سوريا لم تنجح بل فشلت فشلا ذريعا وان أصاب سوريا ضررا كبيرا والما كبيرا وجوعا كثيرا وعطشا وسرقة لكل ثروات سوريا حتى قمحها يسرقونه ليجوع الشعب السوري .
ولا ننسى هنا الدور الخسيس والاجرامي الذي لعبته تركيا تارة باطماعها باحتلال ارض سورية وضمها لتركيا وتارة تحت ستار محاربة الإرهاب لكنها في جميع الأحوال كانت تساند كل هؤلاء المرتزقة الإرهابيين الذين يسعون لتنفيذ المخطط الصهيوني الأميركي وهو تقسيم سوريا وتمزيقها وتحويلها الى امارات تحكمها الولايات المتحدة من خلال عملائها واكثر من ذلك تحكمها إسرائيل من خلال عملائها أيضا الا ان حكمة بشار الأسد والقيادة السورية وصمود الجيش العربي السوري ووقوف الشعب السوري صامدا رغم الجوع وقلة الدواء ورغم الفقر صمد الشعب السوري تخت قيادته ليصدى لهذه الحرب وجيوشها وينتصر عليها بصموده فقط .
الانتصار كان بالصمود ومنع الانكسار ومنع قوى العدوان من تحقيق أهدافها لا نقول هنا ان القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري هزم العدوان والمعتدين ما زالت هناك قوى محتلة للأراضي السورية ويجب التخلص منها وتحرير الأرض ما زالت ثروات سوريا تنهب يوميا وقمحها ينهب يوميا ويجب التخلص من ذلك وتحرير ثروات سوريا وقمحها لتعود للشعب السوري .
لكننا نقول ان هذا الصمود الأسطوري الذي شكلته هذه الثلاثية القيادة السورية والشعب السوري والجيش السوري هذه الثلاثية بصمودها منعت انتصار الأعداء ووضعت لهم حدودا بدأ العمل على ازالتها تمهيدا لطرد الغزاة وتحرير الأرض كاملة واحسن الرئيس بشار الأسد بحكمته بالتصرف أولا بالتحالف الاستراتيجي مع روسيا ثانيا بالتحالف مع قوى المقاومة العراقية وبين هذه وتلك تقف العلاقة الاستراتيجية التحالفية بين سوريا وايران والتي قادها بشار الأسد بكل حكمة وصبر هذه العلاقة هي التي مدت الجيش العربي السوري بما يلزم للصمود تمهيدا لاعادة بناء القوات وتحديث سلاحها الشيء الذي ساهمت به موسكو مساهمة كبيرة ولقد تصرف بشار الأسد بحكمة كبيرة عندما سمح بإقامة قاعدة بحرية لروسيا لان في ذلك حماية لسوريا ودفاعا عنها وفي الوقت ذاته تثبيت وتجسيد هذا التحالف الاستراتيجي بين سوريا وروسيا كون القاعدة البحرية هي الملجأ الوحيد للاسطول الروسي في البحر المتوسط بعد ان منعت دول عربية كثيرة الاسطول الروسي من الرسو في موانئها ، شكلت قاعدة رميميم مركزا مهما أولا لمن بما يسمى بالمصالحة السورية وثانيا بتوجيه الدفاعات الجوية وثالثا بمد الجيش العربي السوري بما يلزمه من تحديث للسلاح الدفاعي والتصدي للطيران الإسرائيلي .
ولا نستطيع هنا القول باننا متأكدين من نوعية سلاح الدفاع الجوي الذي زود الجيش العربي السوري به لكننا نقول مع اتساع رقعة الحرب في اكرانيا واطالة مدتها وانشاء معسكر كامل لمواجهة معسكر الولايات المتحدة وعملائها على امتداد العالم اجمع لا بد من تنفيذ كلام الرئيس فلاديمير بوتن عندما قال في قانون وقعه ووافق عليه البرلمان الاتحادي الروسي ان على روسيا تزويد حلفائها وتحديث أسلحتهم بما يلزم لمشاركتهم الفاعلة في هذه المعركة من اجل خلق عالم جديد متوازن عالم متعدد الأقطاب تحكمه القوانين الدولية وليست مزاجية الهيمنة الامريكية ، كان لا بد لنا من ذكر ذلك باختصار شديد لنصل الى النقطة المركزية وهي دور سوريا في هذا المحور المقاومة الإقليمي ضد العدو الصهيوني الذي يحتل أراض عربية منها الجولان السوري والجولان الفلسطيني وفلسطين كاملة واراض من جنوب لبنان والآن يتمدد هذا العدو بفعل تطبيع بعض الأنظمة العربية ليتحكم بممرات مائية عربية هامة واستراتيجية ولها أهمية عالمية باب المندب ومضائق تيران والبحر الأحمر وكل هذه المنطقة التي تؤدي الى منابع النفط وتنقل ما تنتجه هذه المنابع عبرها الى العالم اجمع تتحكم فيها إسرائيل بفعل الاتفاقات التي وقعتها بعض الأنظمة المطبعة والتي تخضع خضوعا كليا الآن لمخططات العدو الصهيوني .
لا بل نستطيع هنا ان نقول بثقة مستندة للمعلومات بان امن هذه الدول اصبح متحكما به من قبل أجهزة الامن الإسرائيلية تحت عنوان تطوير أجهزة الامن في دول الخليج عامة وتشير المعلومات الى ان الولايات المتحدة وإسرائيل تقومان على عجل وبسرعة ببناء قواعد عسكرية تمتد من سوقطرة الى حضرموت من اجل احتلال أي جزء من أراضي اليمن وإبقاء ثروات اليمن تحت سيطرة ونهب الامبريالية بكل مكوناتها الامريكية والصهيونية وبريطانيا وفرنسا وغيرها ،
في ظل كل هذا جاء بيان حركة حماس اليوم والذي اعلن فيه الولاء للقيادة السورية كقيادة لمحور المقاومة واعتراف صريح بدور سوريا الاستراتيجي والاساسي في دعم المقاومة الفلسطينية وشد ازرها في احلك الظروف الظروف التي كادت بها إسرائيل ان تقصم ظهر المقاومة داخل الأرض المحتلة ، أعلنت حركة حماس عودتها للبيت بيت المقاومة الإقليمي ودعت الى حماية سوريا والدفاع عنها والتمسك بكل أهدافها بوحدة أراضيها وسيادتها على هذه الأراضي ووحدة الشعب السوري ودعمه في نضاله لتحرير ارضه واعتبار ان معركة فلسطين ومعركة سوريا هي معركة واحدة وان سوريا هي قيادة لمحور المقاومة الإقليمي .
هذا البيان هو اعلان جديد عن عودة سوريا لقيادة افعل واكثر افرازا وبروزا في الصراع القائم ضد الكيان الصهيوني وعدوانه على سوريا والشعب الفلسطيني والشعوب العربية ، في هذا الوقت بالذات يشن الطيران السوري بطياريه السوريين بالتعاون مع الطيران الروسي وطياريه الروس حملات واسعة على قواعد تدرب فيها الولايات المتحدة وإسرائيل مرتزقة على كيفية استخدام المسيرات الناسفة والمدمرة من اجل شن حرب على الشعب السوري مرة أخرى وعلى الجيش العربي السوري مرة أخرى لابعاد سوريا شعبا وجيشا عن الصراع القائم على ارض فلسطين والذي تنتهك فيه إسرائيل كل قانون دولي او إقليمي وكل معاهدة تحكم بالضرورة ممارسات أي قوت تحتل أراضي الغير والتعامل مع الانسان والمدنيين حسب القوانين والمعاهدات الدولية انها تبطش بالشعب الفلسطيني وتريد ان تضم كل ارضه اليها لتبسط سيادتها ثم لتنظر لمرحلة قادمة لاحتلال شرق الأردن فتطوق سوريا من اكثر من جهة وتمد نفسها نحو حدود العراق ، كل هذا لان إسرائيل تعتقد ان ما هو شرق الفرات هو ملك لها وان ما تنهبه الولايات المتحدة الآن من نفط وغاز من شرق الفرات هو ملك لإسرائيل لاحقا .
هذا البيان يشكل نقطة هامة على طريق تجميع قوى المقاومة وبناء محور المقاومة بناء سليما وتشكيل غرفة عمليات تخطط وتدرب وترتب من اجل تنفيذ ضرباتها القاصمة لهذا العدو الذي يطمع لتفتيت سوريا والسيطرة الكاملة ونهب ثروات فلسطين وسوريا والخليج العربي واليمن ، أصبحت المعركة في فلسطين معركة إقليمية .
وما هبة الشعب الفلسطيني الراهنة وتصعيد مقاومته في كل مكان وكل قرية وكل مخيم ضد قوات الاحتلال الذي يزداد شراسة في بطشه ونازيته وعنصريته وقتله الأطفال بدم بارد هذا الوضع مقاومة تتصاعد وبطش إسرائيلي يتصاعد هو جو يقود الى حرب لا هوادة فيها وحرب فلسطين لم تعد حرب الفلسطينيين فقط فاسرائيل ليست هي التي تقاتل على الجبهات كلها ان إسرائيل هي أداة من أدوات الولايات المتحدة ولها أدوات أخرى ولقد جمع بايدن تحت غطاء الدبلوماسية كل القوى التي يمكن ان يستخدمها أدوات قتل وحرب وتدمير تماما كما يفعل في اكرانيا وتماما كما يحاول ان يفعل في تايوان .
المهم ان نقول هنا ان هذا البيان يشكل نقطة قاصمة وان على غرفة العمليات المشتركة التي تقودها سوريا ابتداء من هذا الظرف بالذات ان تخطط لهجوم دفاعي وليس دفاعي فقط الدفاع فقط لم تعد سياسة كافية فافضل دفاع عن النفس هو الهجوم على من يعتدي وان اعتدوا عليكم فاعتدوا عليهم بما اعتدوا عليكم ،
وأخيرا نشير هنا الى ان هذا التحول الجديد يجب ان يستتبع بخطوات سريعة وعملية تحرك واسعة تغير من الأماكن والقواعد والثوابت الكثير لان إسرائيل قد خططت وبدفع من الولايات المتحدة لشن حرب جديدة على سوريا ومعلوماتنا تشير الى ان إسرائيل ستدعي ان هنالك اهداف كثيرة تحت يافطة معاهد او مدارس او مراكز أبحاث تستخدمها سوريا وايران لانتاج الصواريخ وانها ستاخذ من ذلك ذريعة لقصفها قصفا تدميريا متتاليا ومعلوماتنا تشير الى ان عدد هذه الأهداف الرئيسية يصل الى سبعة عشر هدفا وهذا اعلان حرب وتنفيذ الإعلان على ارض الواقع ولا بد من التحضير لمواجهتها وهذا يلقي على روسيا مسئولية كبيرة لتزويد الجيش العربي السوري بالأسلحة اللازمة والحديثة التي تستطيع ان تتصدى لاحدث الأسلحة التي سلمتها الولايات المتحدة الى إسرائيل .
لقد انتهى زمن الاتفاقات السرية التي يتفق فيها الاتحاد السوفييتي والغرب على عدم السماح لقوة عربية بان تنمو لتستطيع الانتصار على إسرائيل وان إسرائيل يجب ان تبقى قوية وتسليحها ارقى لمواجهة كل الجيوش العربية .
انتهى هذا خاصة بعد اكتشاف ان هذا التحالف الصهيوني الأميركي هدف من أهدافه الرئيسية تدمير روسيا الاتحادية وتدمير اقتصادها وتقسيمها الى أجزاء واحتلال ارضها وحرمانها من ثرواتها الطبيعية ، اصبح الامر واضحا إسرائيل والولايات المتحدة هم أعداء لروسيا كما هم أعداء لسوريا وفلسطين وللامة العربية .
*كاتب وسياسي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …