الثلاثاء , مارس 19 2024
الرئيسية / اراء / الصهاينة المغاربة وحقائق التاريخ!

الصهاينة المغاربة وحقائق التاريخ!

د.خديجة صبار*
سبق أن تناولت في مقال بتاريخ 22 فبراير 2022 “مفهوم الجالية اليهودية” أن المشار إليهم ب “جالية يهودية من أصول مغربية في إسرائيل” لم يعيشوا قط في المغرب وإنما هم أبناء الصهاينة الذين اختاروا عن طيب خاطر الهجرة والاستقرار في”أرض الميعاد”. وتم تهجيرهم بطريقة منظمة بالاتفاق مع المجالس اليهودية[1] على حساب السكان الفلسطينيين، وحملوا معهم كل ما يملكونه من الثروة التي اكتسبوها في المغرب ليستثمروها في الأرض المحتلة. واليوم سأتناول مشاركة آباء وأجداد هؤلاء في بناء “الوطن القومي” لليهود،[2] بأموال العائلات الكبرى التي كانت تقوم بتغذية صناديق المؤسسات الخيرية بالهبات والثروات التي راكموها في المغرب عن طرق الاحتكار والمضاربات الربوية، وتأسست خلايا صهيونية سرية في كل من مدن الصويرة وتطوان غداة “مؤتمر بال” (1897)، وبفاس ومكناس وصفرو غداة انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء(1906) وكان من ورائها بعض الحاخامات والتجار وجل قدماء تلاميذ الرابطة الإسرائيلية العالمية. ومعلوم أن المغرب عرف تدفق العديد من العائلات اليهودية التي تعرضت للملاحقة والطرد من ألمانيا والنمسا واستحوذوا بصفة شبه كلية بجميع فروع النشاط الاقتصادي والعقارات بما في ذلك البنوك ودور السينما والمطابع والجرائد وندد بعض الوطنيين بهذا التدفق والاستحواذ “المكي الناصري” على سبيل المثال. وهاجرت أولى العائلات هجرتها النهائية إلى فلسطين من فاس وصفرو والدار البيضاء ومراكش حينما بلغها دخول الجنرال ألنبي (Allenby)إلى القدس، من هنا اهتمام الوطنيين المغاربة بالنشاط الصهيوني لهؤلاء اليهود وحقيقتهم أكثر من اكتراثهم بجدالهم مع الإقامة العامة.[3] اتسمت الحركة الوطنية المغربية مبكرا بالبعد العروبي وبث روح البعث القومي لإيمانها أن الاستعمار لا يتم حله سوى باستراتيجية التحرر الوطني والوحدة القومية: فقد تم إرسال مجموعة صغيرة من شباب تطوان وسلا إلى فلسطين وتم تسجيلهم بمدرسة النجاح الشهيرة بنابلس التي كان يديرها عزة دروازة، باقتراح من “محمد بن الحسن الوزاني” وهو آنذاك طالب بالعلوم السياسية بباريس، وتم تخليهم عن التسجيل بجامعة القرويين ورفضهم الالتحاق بالثانويات التي أنشأها الفرنسيون، وكانت تربطه “أوثق الصلات بفوج من الطلبة الفلسطينيين من خيرة الشباب العربي المثقف، والمتقد وطنية وحماسا وعبرهم كان حسن الاطلاع على القضية الفلسطينية وأسرارها ورجالها”. بدأ تنظيم الشبان المغاربة (المسلمين) منذ سنة 1927 وظهر اتجاه مسيرته على مسرح الساحة بأحداث القدس، وكان لهذه الأحداث أصداء محدودة في المغرب وظفها أقطاب الحركة الوطنية وهم طلبة آنذاك، فشرعوا في تعبئة الشباب والحرفيين وبعض التجار من أجل المطالبة- في مرحلة أولى-بإيقاف التجاوزات المرتكبة في إطار الإدارة المباشرة وحث الإقامة العامة بالالتزام بروح معاهدة فاس ونصها، أما الشباب اليهودي فكانت لديه طموحات أخرى مغايرة لأهداف الوطنيين المسلمين وتحركاتهم ذلك أن نسبة عالية من خريجي مدارس”الرابطة الإسرائيلية العالمية” كانت تحلم ببدائل أخرى، ونشرت صحف صادرة بالمغرب على غرار ما يروج في دوريات يهودية صادرة في باريس مقالات توحي بأنه لم “يبق أمام اليهود المغاربة خيار آخر غير الشيوعية أو الصهيونية إذا لم تُمنح لهم الجنسية الفرنسية.
ad
الانتفاضة الأولى التي عرفها المغرب تمت بمناسبة حوادث (البراق) التي وقعت في القدس عام 1929، كما سماها “محمد الفاسي”، وتدل على “درجة النضج والوعي السياسي” للمواطنين المغاربة. فهم أول من انتفض لنصرة فلسطين في حركة تزعمها ثلة من شباب مدينة فاس يوم 13/9/ 1929 إذ وجهوا عريضة تحمل إمضاءاتهم ل(رمسي ماكدونالد Ramsay Mac Donald) الوزير الأول البريطاني، يستنكرون فيها الحوادث المؤلمة التي وقعت بفلسطين والبؤس الذي لحق المسلمين جراء المساعي الصهيونية ودعم السلطة الإنجليزية لحركتها. وأكد الموقعون- وهم أقطاب الحركة الوطنية والمناهضين للسياسة الاستعمارية – استعدادهم للتضحية في سبيل القدس ثالث الحرمين بكل عزيز ولو كان بالموت الأحمر.”[4] وتم الشروع في تنظيم اكتتاب من طرف شبان أعيان مدينة فاس وسلا والرباط آخذين بزمام هذه الحركة لقدرتهم على التعبئة، وركزوا اهتمامهم على فلسطين. وشكلت هذه النازلة “محك اختبار” بالنسبة ل”علال الفاسي” و “محمد بن الحسن الوزاني” و”محمد الفاسي” و”حسن بوعياد” ورفاقهم تجاه الحركة الصهيونية العدوانية المتصاعدة جراء تواطئ الإقامة العامة وسعيها لقمع الحركة الوطنية.
التعبئة للصهيونية على أرض المغرب
انطلقت موجات الصهينة من أرض المغرب. وكان الصهاينة يستخدمون مختلف الدسائس والاستعطاف والأطروحات التي تخدم أهدافهم، ورد في صحافتهم إن اليهود المغاربة لا يتطلعون إلى التعمير الفلسطيني(…) إننا نحب الثقافة الفرنسية لكننا لا نرغب إلا في التحرك والاندماج داخل الحياة المغربية فقط. إن اليهود لا يجدون بدا من الاعتراف بالجميل لكل شعب منحهم السلم الأقوى كما هو الأمر بالنسبة للشعب المغربي،”[5] في نفس الوقت يطالبون بالتجنيس رغم أن:” اللجنة المغربية بذلت جهودا جبارة لإقناعهم أنهم مواطنون ويجب ألا يفكروا في حل مشاكلهم خارج الدائرة المغربية، وطالب زعماء الحزب الوطني من برنارد لوكاش، رئيس العصبة الدولية لمناهضة الحركات المعادية للسامية ligue Internationale Contre l’Antisémitisme عقد مؤتمر لدراسة حال اليهود المغاربة وتقرير مصيرهم النهائي،”[6] كما وطلبهم “المكي الناصري” مؤسس حزب الوحدة المغربية الانخراط في نضال العرب ضد الصهيونية،[7] لكن الحركة الصهيونية واصلت تركيز أنشطتها على صهينة أغلب يهود المغرب رغم البيعة التي في عنقهم تجاه السلطان، والسكينة التي كانوا ينعمون بها منذ إقامة الحماية و”الإصلاحات” التي تم إدخالها لصالحهم، وكلها أمور كانت تبرر في نظر سلطات الحماية السياسة الهادفة إلى الحفاظ عليهم في “منأى من التوجيهات الصادرة عن “المنظمة المركزية للصهيونية”[8] فضلا عن رفض المقيم العام مبررا بأن السلطان والمخزن ومجموع الطبقة العليا من السكان الذين ترتكز كل سياستنا على التزامهم الوفي- لا ينظرون بعين الرضا للنشاط الصهيوني- وأن ظروفا ذات طبيعة سياسية كانت تتعارض وإنشاء تجمعات صهيونية، فقد استمر أعضاء من مجلس النواب والشيوخ ومسيرو “المنظمة الصهيونية العالمية” و”الفدرالية الصهيونية لفرنسا” و”صندوق إعادة البناء اليهودي” في ممارسة ضغوطهم على الحكومة الفرنسية وعلى الإقامة العامة بهدف تليين موقفها تجاه الصهاينة.[9] وفعلا واصلو التعبئة في “البيعات” و”الملاّحات” للدعوة إلى الرجوع إلى”القيم والتقاليد اليهودية” مؤكدين بأن “الصهيونية ليست إلا التسمية العصرية لحلم يرجع إلى ألفي سنة” أي العودة إلى “أرض الميعاد”. كان يهود تطوان هم السباقون لاعتناق الصهيونية السياسية لعدة عوامل منها أولا: المنافسة التي كان يثيرها التضامن المتزايد لجيرانهم المسلمين مع عرب فلسطين والتبرعات التي تجمع من كل المناطق، وتوجُّه الوطنيين إلى المشرق واستقبال العديد من اللبنانيين والسوريين والمصريين في تطوان من جملة الدلائل البارزة على هذا التضامن، ثانيا: تطلع العرب إلى الوحدة والاستقلال ترهب اليهود، مثلما كان من الصعب عليهم تصور زعماء الحركة الوطنية المغربية خاصة محمد بن الحسن الوزاني المساعد الشخصي للأمير شكيب أرسلان في جنيف، وعبد السلام بنونة مضيفه في تطوان عام 1930، وعلال الفاسي الذي كانوا يخشونه أكثر من الآخرين لتكوينه العربي الإسلامي المحض، إلا باعتبارهم أعداء خطيرين يمكن أن تنعكس مكتسباتهم على الساحة المغربية على “مسرح الأحداث في فلسطين” والعكس صحيح.
اليهود المغاربة أمام الاختبار الصعب
تم الاستنجاد بالسلطان- الممثل للسلطة الشرعية والمعبر عن إرادة الشعب- بعد فشل تدخلات زعماء الجماعات اليهودية لدى المقيم العام الفرنسي بهدف معارضة المخزن لقوانين نظام فيشي العنصرية، ورفعت إليه توسلات تُذكر بمقتضيات الشريعة الإسلامية الخاصة بأهل الذمة، إلى جانب اللجوء إلى الطقوس التي تصاحب تقليديا طلبات الحماية “العار” و”المزاوكة” و”نحر الثيران” وتقاطرت وفودهم على القصر الملكي طلبا للحماية، وتدخل كبار المخزن لصالح أصدقائهم اليهود، وحرص السلطان للاعتبارات الدينية السياسية والدبلوماسية وطبقا للتقاليد وسلوك أسلافه تجاه أهل الذمة من رعاياه موضحا:” إن صاحب الجلالة سيخرق القوانين الشرعية إذا صادق بواسطة ظهير على إجراءات منافية لروح النص القرآني ولفظه التي تبيح لأهل الذمة من النصارى واليهود العيش في دار الإسلام، وممارسة كل الحرف والصنائع غير الشرعية شريطة دفعهم الجزية واحترام الدين الإسلامي.”[10] وأكد في استقباله لوفد أعيان اليهود 1942 على”حق هذه الفئة من رعاياه بالتمتع بالحماية الملكية مشددا على المساواة في التعامل التي يجب أن تتوفر لهم إسوة بمواطنيهم المسلمين.”[11] وضعت المطالبة بالاستقلال اليهود في موضع دقيق للغاية وبينت معدنهم. قدم الوطنيون عريضة الاستقلال بتاريخ 11 يناير 1944 لتحرير السيادة المغربية من نظام الحماية ووضع الحكومة الفرنسية لأول مرة أمام مسؤولياتها، وبما أن زعماء الحركة الوطنية كانوا يتحدثون باسم جميع المغاربة بدون تمييز في الانتماء الديني أو العرقي فقد أراد الموقعون الحصول على الالتزام الرسمي لأعيان اليهود بمطالبهم خاصة وأنهم كانوا يعتبرون الصدمة التي خلفتها في الملآّحات ” قوانين فيشي” قد زعزعت ميلهم للفرنسيين، وافترضوا بأن انضمام مواطنيهم اليهود لبرنامجهم من شأنه أن يعزز مواقفهم تجاه الحلفاء واللجنة الفرنسية للتحرير الوطني، لكنهم امتنعوا عن التوقيع وصمتوا في أعقاب الاضطرابات والاعتقالات والمواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال التي هزت الرباط وفاس وغيرها من المدن المغربية، رغم أن العريضة شددت على أن “الأمة المغربية التي تكون وحدة متناسقة الأجزاء تشعر بما لها وما عليها داخل البلاد وخارجها تحت رعاية ملكها وتقدر الحريات الديمقراطية.” لم يعد الاندماج في المغرب والتضحيات التي تحملها لصالحهم والسلم الذي نعموا به يهمهم بل انكبت الجماعات اليهودية على الانشغال بأولويات لا علاقة لها بأوضاعه، والسير على نفس الوتر في الاتجاه المخطط له باختيار مندوبي المؤتمر اليهودي العالمي المزمع انعقاده في الولايات المتحدة الأمريكية(أتلانتيك سيتي ويهود المغرب ) الذي احتكر تمثيلية اليهود المغاربة، لتدارس قضايا في طليعتها مساعدة اللاجئين الذين يتقاطرون من إسبانيا حيث تم فتح مخيم لهم في المحمدية، والمطالبة برفع القيود الإنجليزية التي تحد من الهجرة نحو فلسطين، وتنشيط مساعي تأسيس “دولة يهودية”. وانتخب “س.د.ليفي” الذي يمثل المنطقة الإسبانية نائبا لرئيس اللجنة السياسية للمؤتمر وركز تدخلاته على شعار” “بنو إسرائيل في أرض إسرائيل” فبالنسبة لهم- باستثناء الصهيونية- كل الحلول ليست إلا عابرة أو مؤقتة.”[12] فشلت جميع المحاولات للتقارب اليهودي الإسلامي في المغرب رغم الجهود المبذولة المنادية بأن “المغرب للمغاربة أي للمسلمين واليهود”. وندد محمد الخلطي[13] بالصهيونية باعتبارها “خطرا عموميا” و”عنصر فوضى” و”فاشية عنصرية” و”نزعة وطنية شوفينية وغازية” يستخدمها “رجال أعمال جشعين لإخراج العرب من فلسطين.”[14] واصل زعماء كتلة العمل الوطني حثهم على “إبعاد كل فكرة شوفينية لمصلحة القضية المغربية وتوحيد جهودهم مع جهود المسلمين حتى يضمنوا للبلاد المصير الذي يستجيب بكيفية أفضل لتطلعاتهم المشروعة في جو يطبعه السلام والوئام في ظل “الوحدة الضرورية لكل المغاربة بهدف الحصول على الحقوق بدون تمييز ديني لكن بدون جدوى حيث تجنبت النخب اليهودية الرد عليهم بل اعتبر الصهاينة مستقبلهم “فلسطينيا” وتجاهلوا الدعوة إلى الكفاح المشترك التي كانت كتلة العمل الوطني تدعوهم إليه، وردّ صهاينة الدار البيضاء في صحافتهم على الانتقادات المبنية على” تخليهم عن واجباتهم كيهود مغاربة” وجبنهم تجاه الإقامة العامة قائلين:”إن قضايا السياسة المغربية لاتهمهم سواء بكيفية مباشرة أو غير مباشرة”، أما ما يتعلق بشجاعة اليهود ” فإن الأمر لم يعد في حاجة إلى برهان لأن عشرين قرنا من المعاناة المؤلمة قد طهرت اليهودية من عناصرها الضعيفة التي ذهبت- حتى في المغرب نفسه- لتعزز صفوف غير اليهود[15] وتحاكي الثقافة الإسلامية، ورفع العلم الصهيوني في طنجة يومي 3 و17 أبريل 1934، وأكد وطنيوها أمام هكذا تحد أنه ” لا يوجد في المغرب مكان للصهيونية، وإذا كان اليهود يريدون أن يصبحوا أجانب فما عليهم إلا التصريح بذلك.” أمام هذا الموقف لجؤوا للمناورات لتهدئة الوضع ليتمكن قادتهم من تكثيف دعايتهم وحث إخوانهم في الدين على تقديم المزيد من التبرعات لفائدة “الوطن القومي” في ظرفية طغت عليها أصداء تصاعد الاضطهاد النازي في ألمانيا وحثوا الشباب اليهودي على التوجه نحو الفلاحة والصناعة قصد تهيئ الهجرة نحو فلسطين، وفتحت لهذه الغاية مكاتب سرية بكل من الدار البيضاء ومكناس ومراكش. وشددوا على التقاليد الزراعية والرعوية ليهود الأطلس الكبير وعلى جودة ” الكاشير (الحلال) والخمور التي ينتجها المعمرون اليهود “كما حرصوا على تشغيل شباب أشداء في ضيعات إخوانهم في الدين (بسايس والشاوية والحوز) قصد تعلم الفلاحة والإعداد بكيفية خاصة ” للإكثار من الحقول الخضراء في فلسطين بفضل العمل الجبار لرواد ياشوف(الوطن القومي). وتم تكثيف نشاط الفرع المغربي للمنظمة الدولية للمرأة الصهيونية، وهي جمعية يوجد مقرها الرئيس بنيويورك، تدعمها السيدة الأولى اليونور روزفيلت (Eleanor Roosevelt )، وعملت الشعبة المغربية من الدار البيضاء على نشر الإيديولوجيا الصهيونية بين النساء وجمع الهبات بشكل منهجي ومنتظم. وأفضت هذه الجهود ومساعي مسيري الحركة لدى الإقامة العامة بالرباط والحكومة الفرنسية بباريس إلى عقد مؤتمر صهيوني بالدار البيضاء ضم ممثلين من مناطق المغرب الثلاث وأعطى دفعة قوية للنشاط الصهيوني في البلاد.[16] وهذا ما دفع المجاهد علال الفاسي إلى تحذير المستمعين خلال درس ديني ألقاه بالقرويين حول السيرة النبوية عن أدوار الخداع التي لعبها اليهود وعن غدرهم، كما ورد في تقارير الاستعلامات الفرنسية،[17] هذا في الوقت الذي تضمن دفتر”مطالب الشعب المغربي” الذي رفعته الكتلة إلى كل من السلطان والمقيم العام ورئيس مجلس الوزراء الفرنسي بندا طالب من خلاله زعماؤها “مشاركة المغاربة في ممارسة السلطة في مختلف دواليب الإدارة وفصل السلطات(…) وإحداث مجلس وطني يتكون من ممثلي المسلمين واليهود المغاربة.
أبناء وأحفاد هؤلاء الذين تحدوا الحركة الوطنية والذين قالوا في أحلك ظروف المغرب:”إن قضايا السياسة المغربية لاتهمهم سواء بكيفية مباشرة أو غير مباشرة”، الذين جمعوا من الشتات ولا علاقة لهم بالمغرب هم اليوم بصدد التمدد باسم التطبيع المجاني نحو العرب والمسلمين، وقد يكون السبيل إلى ذلك اصطناع “جنان موعودة لعل المغرب أهمها. أخيرا على عاتقنا تقع مسؤولية ماضينا ومستقبلنا لبذل قصارى جهدنا لمنع تكرار المآسي المروعة
[1] – Abdallah Laroui, Le Maroc et Hassan II un témoignage, Centre Culturel Arabe et Presses Inter Universitaires, 2005, P.56
[2] – محمد كنبيب، يهود المغرب 1912-1948، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة نصوص وأعمال مترجمة:8، 1998، ترجمة إدريس بنسعيد العلوي، تقديم أندري أزولاي ص 95.
[3] – نفسه ص 95.
[4]– نفسه، ص 124. يقول محمد بن الحسن الوزاني: كنت حينئذ طالبا بباريس ورجعت لمسقط رأسي لقضاء العطلة(وأنا مضطر لاستعمال ضمير المتكلم لأني كنت المثير لهذه الحركة) قرأت في الجريدة الفرنسية le courrier de Fez)) صورة لمسجد سيدنا عمر بالقدس مع خبر بأن اليهود بموافقة الإنجليز هدموا هذا المسجد الذي له في نفوس المسلمين حرمة كبيرة فقمنا (علال الفاسي، عبد الوهاب الفاسي، والحاج لحسن أبو عياد) بتوقيع عريضة احتجاج تضم أكبر عدد ممكن من المواطنين، تعبيرا عن تضامننا.” هامش 75 من نفس الصفحة .
[5] – نفسه، هامش رقم 10، ص 135.
[6] – نفسه، هامش رقم 140، ص 175.
[7] – المصدر نفسه، ص 188.
[8] – نفسه ، ص 110
[9] – نفسه، ص 111.
[10] – نفسه، ص 229- 230.
[11] – نفسه، ص 230
[12] – نفسه، ص 251، هامش 144.
[13]– يقول في نداء له بصحيفة “عمل الشعب”، موقع من طرف المسكين(محمد الخلطي؟) :” أيها الرفاق اليهود..اعلموا بكيفية لا رجعة فيها بأن لكم وطنا(ليس هو الأرض الموعودة وإنما الوطن الذي تعيشون فيه) لقد عرفت هذه البلاد ميلادكم، ومنحتكم القوت وتنفستم هواءها، وعشتم تحت سمائها الرائعة..ودفنت فيها رفات أجدادكم..إنكم أبناء هذه الأرض المعطاء..إن ندائي هذا..ينبعث من أعماق أحشائي.( ص 178، هامش 146)
[14] – نفسه، ص 158
[15] – نفسه، ص 160
[16] – نفسه، ص 167.
[17] – نفسه، ص 162.
*كاتبة مغربية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الإبادة والتهجير وحرب “المطمطة”!

د. كمال ميرزا* بحسب الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار فإنّ حرب الإبادة والتهجير …