الإثنين , ديسمبر 11 2023
الرئيسية / اراء / أسباب المواقف الأوربية الأخيرة ضد حرس الثورة الإسلامية

أسباب المواقف الأوربية الأخيرة ضد حرس الثورة الإسلامية

د.جلال جراغي*
منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979، شهدت العلاقات الإيرانية الغربية شهدت وتقلبات مختلفة. ونظام الحكم في إيران بسبب امتلاكه مقومات للقوة والتي كان لها دور بارز في رسم أهدافه وتطلعاته، كان على الدوام محط استهداف من القوى الغربية. وحرس الثورة الإسلامية يعتبر من أحد هذه الأركان والمفاصل الرئيسية للجمهورية الإسلامية في إيران حيث تعتمد القوة والأعمال الإيرانية بشكل رئيسي عليه وفي الواقع فإن القضية يمكن تحليلها في إطار مبدأ “الفعل وردة الفعل” بمعنى أن إجراءات الغربيين ضد أحد أهم الأركان الرئيسية لنظام الحكم في إيران تأتي كردود أفعال على نشاطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالتحديد حرس الثورة على مدى السنوات الماضية.
وتدرك القوى الغربية بأن المعادلات الإقليمية وموازنة القوى في المنطقة بدءًا من قطاع غزة ولبنان ومروراً بالعراق وسوريا وانتهاء إلى اليمن والمياه الإقليمية تغيرت وأصبحت تسودها أجواء مختلفة عما كان في السابق وذلك بسبب حرس الثورة ونشاطاته.
وتوصل الغربيون إلى استنتاج مفاده أن إيران تحولت إلى قوة فاعلة ومؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي في مجالات التقنيات النووية والطائرات المسيرة والالكترونية والسيبرانية ووصلت إلى مرحلة الردع حيث لا يمكن القضاء عليها عبر الركون إلى الخيارات العسكرية. وعليه فإنهم لجأت إلى خيارات أخرى مثل فرض الضغوط الاقتصادية على مفاصل القوة فيها وبالتحديد حرس الثورة وإثارة الأجواء الداخلية والخارجية ضد نظام الحكم. وخلص الغربيون إلى هذه النتيجة بأنه من أجل الإطاحة بنظام الحكم في إيران فلابد من استغلال أي حادثة تطرأ على داخل إيران واستخدام وسائل الإعلام لتحريض الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي على نظام الحكم ومفاصل القوة له بما في ذلك حرس الثورة. وانطلاقًا من هذا فإن الغربيين يحاولون دوما استغلال أي حادثة تحصل داخل إيران لتحقيق مطالبهم وفي هذا السياق يستخدمون قضية حقوق الإنسان والمظاهرات والاحتجاجات كذريعة.
والحكومات الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية قامت بفرض مختلف الضغوط من حظر وحصار على إيران غير أنها لم تصل إلى النتيجة المرجوة وعلى عكس ذلك فإن قوة حرس الثورة والنظام في إيران متنامية وعلى هذا فإن الغربيين باتوا يلجؤون إلى تصنيف حرس الثورة في قائمة الجماعات الإرهابية المزعومة مما يمكن القول بأن هذا العمل حسب القواعد السياسية نابع عن عجزهم ويأسهم.
وفي هذا السياق فإن القلق الأول للغربيين من جانب إيران وحرس الثورة يرجع إلى إنجازات حرس الثورة في المجالات النووية والصاروخية والالكترونية حيث وصلوا إلى هذه النتيجة بأن إيران أحرزت تقدما في الحصول على قوة الردع في هذه المجالات بحيث لا يمكن مواجهتها عسكريا على أرض الواقع ومن هنا فإنهم لجأوا إلى خيار فرض الضغوط على نظام الحكم في إيران وحرس الثورة من الداخل والخارج.
إن الغربيين يرفعون عقيرتهم بالادعاء بأن إيران وقفت إلى جانب روسيا في الحرب الأوكرانية ما رفضته السلطات الإيرانية رسميا مؤكدة أن القوى الغربية لم تقدم وثائق وأدلة دامغة تدل على صحة ادعاءاتها ومن هذا المنطلق فإن الدعم الإعلامي والسياسي الذي تقدمه إيران لروسيا جعل الغرب يتهمها بأنها تقدم دعما عسكريا لروسيا.
وأعلن الغربيون في وقت سابق بأنهم بصدد تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة إلا أنه لغاية الآن لم تتشكل اللجنة لبحث القضية بشكل جاد ودامغ.
والرعب الذي تعيشه القوى الغربية يرجع إلى آفاق التعاون بين إيران وروسيا خاصة في مجال التعاون العسكري والتسليحي، فيخشى ما يخشاه الغرب أن روسيا في حال تحقيق الانتصار النهائي في الحرب الأوكرانية ستقوم بتشكيل تحالف استراتيجي مع إيران والتعاون في المجالات العسكرية وحينئذ ستحصل إيران على أسلحة روسية استراتيجية متطورة ما سيغير المعادلات الإقليمية والدولية كما أن الغرب يحاول من خلال هذه الخطوة منع التعاون المستقبلي بين إيران والدول الأخرى والمؤسسات الدولية، وجعل التعاون من هذا النوع مشروطا بقطع علاقاتها مع الحرس من جهة ومن جهة أجرى توفير أرضية لمصادرة الأموال المتعلقة بالجمهورية الإسلامية وحرس الثورة خارج البلاد بمعنى أن الغرب يبحث عن ابتزاز الدول الغربية في أي مفاوضات مستقبلية كما أنه يحاول خلق شروط جديدة لأي مفاوضات مستقبلية مع إيران.
*خبير في الشؤون الإعلامية والسياسية الإقليمية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

النكبة الثانية قادمة!

د.رجب السقيري* عندما قرر نتنياهو وشركاؤه في حكومة الحرب الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر الماضي …