الثلاثاء , مارس 19 2024
الرئيسية / اراء / حوار مع صديقي الصغير .. ذمار يا أمير المؤمنين.. ..وزارة الحفر والمطبات العامة ..

حوار مع صديقي الصغير .. ذمار يا أمير المؤمنين.. ..وزارة الحفر والمطبات العامة ..

حسن الوريث
خرجت مع ابني وصديقي الصغير عبد الله من المنزل في طريقنا إلى ذمار لزيارة الوالدة شفاها الله وعافاها وكذا زيارة اخي العزيز الدكتور يحيى الذي تعرض لوعكة صحية نسأل الله أن يشفيه ويعافيه وفي الشارع أمام المنزل كان هناك مطب يتم صناعته من أبناء الحارة حينها سألني صديقي العزيز لماذا هذا المطب ومن الذي يعمله ؟؟ .. قلت له هذا المطب يقوم بعمله أبناء الحارة حفاظاً على سلامة الناس من السرعة الجنونية للسيارات التي تمر من الشارع فطرح علي فكرة بأن نقوم بعملية عد المطبات والحفر الموجودة في الطريق بغرض التسلية وفي نفس الوقت معرفة العدد الحقيقي للمطبات والحفر في طريق ذمار صنعاء هذا الطريق الحيوي الهام الذي يعتبر الشريان الذي يصل العاصمة بمعظم محافظات اليمن ويمر منه مئات الآلاف من المواطنين سنوياً.
قمت انا وصديقي الصغير بعملية العد للحفر والمطبات فوجدناها تزيد عن مائتين وخمسين مطب دون الحفر التي لم نتمكن من عملية عدها لأنها كثيرة جدا جدا ولا يكاد يخلو كيلومتر واحد من الطريق إلا وفيه عشرات الحفر .. وعند وصولنا إلى مدينة معبر استغرب صديقي الصغير من كم الحفر والطرقات المكسرة فيها واتفقت معه على أن نخصص لها موضوع مستقل .
سألني صديقي الصغير لماذا تكثر المطبات بهذا الشكل؟ ومن يقوم بإنشائها؟ قلت له يا صديقي العزيز الذكي.. هناك مطبات أنشأتها الدولة بذريعة الحفاظ على التقاليد العريقة لليمن في بناء المطبات ومطبات بناها المواطنون في القرى التي تقع على الطريق بحجة فرملة السيارات التي تسير في الطرقات بسرعة جنونية وتسبب حوادث مأساوية وهناك مطبات يبنيها بائعوا القات والفاكهة والخضار وبعض السلع إلى درجة ان من يريد أن يبيع قارورة ماء للمسافرين يبني مطبا وهكذا أصبح بناء المطبات حالة مزاجية فوضوية.
قال لي صديقي الصغير.. يعني هناك مطبات رسمية ومطبات شعبية ومطبات مشتركة بينهما .. قلت له يا صديقي العزيز الذكي.. نعم ولكن هل تعرف أن المطبات والحواجز الرسمية التي تبنيها الدولة وضعت لها وزارة الأشغال العامة والطرق موازنة خاصة ضمن بنود الموازنة العامة للدولة وبعضها يتم استيرادها من الخارج لتركيبها في الشوارع كتلك التي نشاهدها أمام الوزارات والمؤسسات ومجالس النواب والشورى والوزراء ومكتب الرئاسة والطرقات العامة ولا ندري هل هذه العملية قائمة على دراسة بالشراكة مع جهات الاختصاص الأخرى كالمرور والنقل والمجالس المحلية أم أن الموضوع عشوائي مزاجي كمزاجية المواطن الذي يقوم بوصع المطبات في أي مكان ووقت ناهيك عن الحفر التي تشتهر بها شوارعنا وطرقاتنا الغير مؤهلة والمنفذة بمواصفات رديئة تؤدي دوماً إلى انتشار الحفر بشتى أنواعها الصغيرة والكبيرة وكثيراً ما يكشف عورات شوارعنا الأمطار والمياه المتسربة من بعض المنازل بالإضافة إلى الحفر التي غالباً ما يتركها المقاولون لبعض المشاريع؟ .
صديقي العزيز.. كان عددها حوالي مائة وخمسين مطبا لكنها زادت الان وصارت أكثر من مائتين وخمسين مطبا.. قال لي صديقي الصغير.. كما أتذكر انك انت وزميلك اطلقتم على وزارة الأشغال العامة والطرق مسمى وزارة الحفر والمطبات العامة لتتناسب التسمية مع المهمة التي تؤديها.. فهل يمكن أن تستمر هذه التسمية على اعتبار أن الوضع لم يتغير بل زاد سوء ؟.. قلت له نعم يا صديقي العزيز اعتقد ان هذه الوزارة تستحق هذه التسمية عن جدارة واستحقاق وهناك أمر مهم ان هذه الوزارة ومكاتبها في المحافظات والمديريات تركت مهمتها الرئيسية في إنشاء شبكات الطرق وصيانتها إلى ملاحقة عباد الله والمحلات والمطاعم والبوفيات على تراخيص العمل وتوافه الامور بينما عملها الحقيقي هو أكبر وأهم من ملاحقة الناس وتعقيدهم ..
قال لي صديقي الصغير..
متى سنرى طرقاتنا وشوارعنا نظيفة وبدون حفر ومطبات؟ ومتى سنرى مسئولينا يصدقون في أقوالهم وتصريحاتهم وينفذون مشاريع حقيقية وليس وهم وخداع للمواطن المسكين ؟. ومتى سنرى ايضا تنفيذ المشاريع وفقا للمواصفات الفنية المطلوبة وليس مجرد مشاريع تنتهي بسرعة رغم أنها تكلف ملايين الدولارات ؟ ومتى سنرى وزارة الاشغال العامة والطرق تتحول من وزارة الحفر والمطبات العامة إلى وزارة حقيقية كما هو اسمها ؟ ومتى سنرى الوزارة ومكاتبها في المحافظات والمديريات يبتعدون عن ملاحقة عباد الله ويتركون مهامهم الحقيقية ؟ وهل يمكن أن يتم إعادة النطر في عمل ومهام هذه الوزارة من خلال دراسة واقعية وليس عشوائية كما حصل في نقل مكاتب صحة البيئة منها لكنها مازالت تعمل بنفس الوتيرة السابقة دون تقدم في عملها ” وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ” كما يقال ؟ومتى سنرى طريق ذمار وكافة شوارعنا خالية من المطبات والحفر وتنظيم عملية البيع والشراء في الطرقات والشوارع بدلا من المطبات والحفر؟.
.. قلت له يا صديقي العزيز الذكي.. اتمنى ان تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر وان نرى مشاريع حقيقية وإنهاء لهذه المطبات والحفر في الطرقات والشوارع لإنهاء معاناة المواطن المغلوب على أمره.. ولا نملك إلا أن نقول .. ذمار يا أمير المؤمنين ولله الأمر من قبل ومن بعد .. وموضوعنا القادم في هذه السلسلة سيكون بعنوان ” ذمار قرية كبيرة “.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

الإبادة والتهجير وحرب “المطمطة”!

د. كمال ميرزا* بحسب الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار فإنّ حرب الإبادة والتهجير …