الخميس , نوفمبر 14 2024
الرئيسية / اراء / هادي..غلطة عُمر

هادي..غلطة عُمر

 

بقلم/ احمد الشاوش –

تفاءلنا بإن الرئيس عبدربه منصور هادي سيقود سفينة النجاة في اليمن الى بر الامان ويبحر بها نحو الغد المشرق وان الربان الماهر والقائد العظيم سوف يلملم الجراح ويجمع شمل الامة الواحدة ويترفع عن الصغائر وان سياسة فرق تسد واشعال الازمات والرهانات الخاسرة واذكاء سياسة الجرع قد أدخل اليمن في دوامة كبيرة لا أول ولا آخر لها ، لاسيما بعد ان اعلن من مدينة عمران بإن محافظة ” عمران ” عادت الى احضان الشرعية !!؟.

راهنا على ان “الوضيع” سيتحمل المسؤولية والامانة وتجنيب اليمن الحروب ومؤامرة لعبة الهيكلة والبرمات وانه سيعمل على تحقيق الامن والاستقرار والسلام والبدء في عملية البناء والتنمية بعد ان أصبح المرشح الوحيد، لكننا أكتشفنا مع الاسف الشديد ان الايادي ” الامينة” مجرد أكذوبة وان الرئيس ” الميت” الذي حظي بالاجماع في 21 فبراير 2012 طلع مجرد مقلب و كاميرا ” خفية” للشعب اليمني بكل تياراته الفكرية والثقافية والسياسية والدينية والمدنية .

ومن خطايا الزمن العجيب اننا زكينا الرئيس هادي المرشح الوحيد ، ورشحناه بالبصمة والحبر الازرق كبقية ابناء الشعب اليمني للخروج من النفق المظلم لكننا أكتشفنا ان الوضيع” كان في حقيقة الامر المرشح الوحيد للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والسعودية ، وان الايادي ” الامينة” تجردت من الامانة والدولة والثورة والجمهورية والسيادة ، والقيم والقسم ، وان استقالته كانت أكبر ملعوب وان وضعه تحت الاقامة الجبرية بصنعاء تحت حراسة انصار الله ” وعدم قبول استقالته في مجلس النواب والترتيب لعملية تهريبة تحت اكليشة ” فرار هادي ” ضمن خطة امريكية وسعودية ومراكز قوى محلية كان الهدف منه تدمير ماتبقى من الدولة اليمنية تحت عنوان الاقلمة وايقاعات مخرجات الحوار الوطني التي دفنت تحت الانقاظ ، وان تهريب هادي الى عدن ومن ثم الى الرياض مع سبق الاصرار والترصد بعد هيكلة الجيش والسلاح والمؤسسات هو المبرر القانوني لايقاعات استعادة الشرعية ” المنتهية” الصلاحية وانه يأتي استكمالاً لتجسيد الخيانة والجريمة واعطاء الفرصة لعدو تاريخي يتأبط باليمن شراً ، أشترى جميع القادة والحزبيين والاعلاميين والمثقفين والدول المفلسة والمنظمات الحقوقية المشبوهة لقصف وتدمير وقتل الشعب اليمني وتدمير معالمه ومقدراته دون رحمة تحت عنوان التحالف السعودي وعاصفة الحزم والسهم الذهبي واستعادة الشرعية وتحرير اليمن من ايران!!؟.

والمشهد اليوم يكشف لنا بكل وضوح ان وضيع ” ابين” أصبح مجرد رهينة في أحد فنادق الرياض لايمكنه ان يُغادر الغرفة الى الحمام إلا بمرافق سعودي اوالحديقة إلا بتصريح رسمي من أصغر مخبر سعودي وبمعية مرافقين ، وان هادي بعد الزعامة والسلطة والاحترام والشعبية والعيش الكريم في صنعاء وكل مدينة يمنية تحول الى مجرد امعه يوقع قرارات جمهورية مناطقية وحزبية افلست بالدولة وانهت سمعت وثقة مايسمى بالشرعية ، والامضاء على كل الطلعات الجوية والصواريخ والقنابل المدمرة التي تقتل الشعب اليمني وبيع الجزر والموانئ والمواقع الاستراتيجية ، ليس من اجل الشرعية أو استعادة الدولة او تحرير اليمن وانما تنفيذاً لاوامر ” سعودية ومصالح امريكية وبريطانية واماراتية ” الغرض منها تحميل اليمن قيمة كل طلعة جوية وقصف واستهداف جوي او بحري وكل دبابة او مدرعة وسلاح بري ،،، لـ ” تبرئة ” السعودية وتحالفها من العدوان والمساءلة القانونية وجرائم الابادة التي خلفت آلاف الضحايا ودمرت آلاف المباني والمؤسسات والمستشفيات والمساجد والجامعات والمعالم التاريخية ، واخلاء مسؤولية القاتل هنا وهناك من تحمل تكاليف اعادة الاعمار والتقاضي امام المحاكم الدولية .

لذلك كل الوقائع تؤكدان”الوضيع” لايمكن ان يكون حراً ومالك ارادة وان المولود في بيئة وضيعة لابد ان يكون معاقاً في العقل والفكر والتركيبة النفسية ولايمكنه ان يكون قائداً مهما درس في عدن وموسكو ولندن وتقلد اوسمه ونياشين وانياط ، لان البيئة الوضيعة لاتنتج مولوداً كامل الاوصاف وانما مشوه ، والمولود في ظروف غير طبيعية لايمكن ان يكون قائداً فذاً وزعيم قدوة وانسان حكيم ، لان المنتج المغشوش الذي يعاني من شلل الامانة ونزيف المسؤولية وضيق في النفس ، لايمكنه ان يكون رب اسرة أو جديراً بالاحترام او يدير دولة وشعب عريق رغم تمتعه بكل الفرص والدعم المحلي والاقليمي والدولي لان فاقد الشيء لايعطية.

بلد يحكمها رئيس من “حانة” فندق في الرياض او أي مكان خارج الدولة اليمنية منزوع الشرعية والثقة وأكبر وصمة عار في تاريخ اليمن والقوى السياسية ، رجل معتوة ، صامت كصمت القبور لايزور البلدان ولايتصل برئيس وزراء ولاقائد عسكري ولاعضو مجلس نواب ولاوزراء ولا دبلوماسيين ولامشايخ ولامثقفين ولاعلماء ويملك ارادة ولااستراتيجية ولاشخصية ولارؤية ، لذلك فإن واقع الحال يؤكد ان هادي رجل منتهي الصلاحية وان كل قراراته التي تتعارض مع سيادة اليمن وشعبها ومصالحها باطلة بعد ان تحول الى رجل آلي في يد امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات وجماعة حزب الاصلاح وأصبح مجرد شخص معزول عن العالم كالمصابين بفيروس ” كورونا” او انفلونزا الخنازير بعد ان تجرد من الغيرة والهوية وصار يأكل كما تأكل الانعام ويغني مشربش الشي اشرب ازوزه ان مشربش الشاي حتى يخرج عن التغطية ويصحو على مجازر دموية لابناء شعبه أو قصف قواته بنيران صديقة.

اخيراً.. ان الحقد والفجور السياسي والتوافق على انتخاب رئيس ضعيف الشخصية ومنتقم وخارج اطار التغطية والتمترس خلف مراكز القوى والاحزاب والمذاهب والمناطق أكبر غلطة عمر في تاريخ اليمن الجريح فهل من رجل رشيد؟.

shawish22@gmail.com

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

العرب يستأنفون دفع الجزية لترامب!

د. محمد أبو بكر* يلعن أبو الخوف؛ العرب يسارعون بتقديم التهاني لدونالد ترامب، بالطبع ليس …