السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / رسالة إلى الوالي .. الوساطة في الأسنان والإدارة بالأطفال..

رسالة إلى الوالي .. الوساطة في الأسنان والإدارة بالأطفال..

حسن الوريث

تعرضت ابنتي الصغيرة أمة الله لمرض في العيون فقمت باسعافها إلى مركز الجراف الطبي خلف القناة التعليمية جوار المنزل وبعد انتظار إلى الساعة الرابعة عصرا تم قطع تذكرة المعاينة والتحويل لطبيبة العيون وبعد انتظار طويل وصلت الممرضة لاستلام أوراق المعاينة بفوضى معتادة في بلادنا ومرافقنا الطبية اختلط الحابل بالنابل وصار الأول هو الأخير إلى أن وصلت الطبيبة وبدأ دخول المرضى إليها ليس بحسب الأقدمية في التسجيل ولكن بحسب من يغلب بصوته أو وساطته وفي الاثناء سمعت صوت إحدى النساء وهي تصيح في الطارود وتقول ” حتى في الأسنان وساطة ماتاخرت بلادنا إلا بسبب الوساطات والمحسوبيات كيف بيدخلوا قبلنا واحنا منتظرين من قبلهم كلهم هذا حرام عليكم ” .
طبعا حصل لي انا وابنتي نفس الشيء حيث كان المرضى يدخلون قبلنا بدون ترتيب وبعشوائية شديدة حينها تذكرت ما حصل لي قبل فترة في المختبر المركزي للدم وتحدثت عنه سابقا .. فذهبت إلى مكتب المدير لتقديم شكوى ولم اجد في مكتبه سوى اثنين اطفال عمر الواحد منهما لا يتجاوز ١٦ عاما وحين سألتهما عن المدير أجابني أحدهما ان المدير غير موجود وتابع قائلا ماالذي تريده من المدير فابلغته انني اريد اقدم شكوى بما يحصل في المركز من فوضى ووساطات في عيادتي العيون والاسنان لكنه رد عليا بقوله لايوجد فوضى قلت له انت هنا في المكتب لاتدري مايحصل وخرجت من المكتب واذا به يقوم إلى عيادة طبيبة العيون وخرج بعدها ليقول لي خلاص كل شيء تمام وكأنه هو المسئول والمدير ولكن كل شيء ظل على حاله واستمرت الفوضى في إدخال المرضى إلى العيادات ولم تدخل ابنتي إلى العيادة إلا في وقت متأخر وخلال ذلك اتصل بي أحد الزملاء الاعزاء يشكو من أحد أطباء المخ والأعصاب في عيادته الكائنة بشارع ٤٥ وتعامله المادي واللا انساني وتصرفاته الخارجة عن مهنة الطب الحقيقية التي تحولت عند البعض إلى تجارة وتجارة وتجارة بعيدا عن أخلاقيات المهنة والإنسانية.
سيدي الوالي..
هذا غيض من فيض مايحدث في مرافقنا الطبية والصحية وعيادات الأطباء والكارثة أن مسئولينا في واد آخر ولا يكلفون أنفسهم عناء المتابعة والرقابة والتقييم وكان الأمر لا يعنيهم.. فهل تقع هذه المرافق الصحية في نطاق اختصاصاتهم وعملهم أم أنها خارج الدائرة ؟ وهل هناك ثواب وعقاب أم أن العبث في مرافق الصحة بعيد عن الحساب ؟ وهل هناك رقابة حقيقية أم أن مسئولينا يكتفون بتقارير الجهات التي ترفع لهم من مدراء يتركون عملهم لآخرين وهم في بيوتهم أو ربما في أعمال اخرى؟ وهل مايحدث في مركز الجراف الطبي من العبث وترك الإدارة للاطفال شيء طبيعي ؟ أم أنه جزء من استراتيجية الصحة لتدريب هؤلاء الأطفال على الإدارة من الان ؟ وهل ترك الأمر بهذا الشكل من الفوضى والمزاجية دون حساب أو عقاب عفوي أم أنه مقصود ليهرب الناس من المراكز الصحية الحكومية إلى المستشفيات والعيادات الخاصة ؟ وهل أصحاب العيادات الخاصة بعيد عن الرقابة الحكومية عجز أم اهمال ام أشياء أخرى ؟ وهل يعرف وزير الصحة ووكلاء الوزارة بما يجري ام انهم كألاطرش في الزفة؟.. وبالتأكيد ان مايحصل في هذا المركز يتكرر في معظم المرافق الصحية ان لم يكن أكثر وتراجع الخدمات الصحية يؤكد عجز كبير في إدارة هذا القطاع الهام ولابد من دراسة الأسباب ومعالجتها وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
سيدي الوالي..
نأمل أن تكون رسالتنا وصلت وان يتم محاسبة كل مقصر في عمله وان يتم إلزام وزارة الصحة العامة والسكان بالقيام بمهامها لخدمة المجتمع وحمايته لان حياة الناس وصحتهم في خطر اذا ظل الوضع كما هو عليه.. دعواتكم لابنتي الصغيرة أمة الله ولكل المرضى بالشفاء العاجل .

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …