الأربعاء , أكتوبر 9 2024
الرئيسية / اراء / غزة والمعركة الإعلامية الغائبة مرّة أخرى!

غزة والمعركة الإعلامية الغائبة مرّة أخرى!

 

اسيا العتروس*
مرة اخرى تفرض المعركة الاعلامية في غزة نفسها على الاحداث في ظل استمرار جرائم الابادة اتي يقودها جيش الاحتلال الاسرائيلي للشهر الحادي عشر على التوالي فيما يمنع على مختلف وسائل الاعلام الدولي الوصول الى القطاع و نقل ما يجري فظاعات …
صحيح اننا في زمن التكنولوجيا الحديثة و في زمن المواطن الصحفي و في زمن انتقال المعلومة و عبورها كل الحواجز في لحظات و لكن صحيح ايضا أن ما جرى ويجري في غزة عبئ اخطر و اثقل من ان يتحمله الاعلاميون او المدونون في غزة وحدهم فالة القتل التي لا تتوقف هناك تستوجب اكثر من كاميرا و اكثر من حملة اعلامية و اكثر من حملة تضامن اعلامية لا لفضح جرائم الاحتلال فحسب و لكن ايضا لممارسة كل انواع الضغط و دفع الاحتلال الى انهاء ما يرتكبه من ابادة جماعية في غزة التي لا يتوقف نزيفها ..
طبعا لا نقصد بالتضامن الاعلامي ما اقدمت عليه بعض الفضائيات العربية من وضع صورة الاقصى في زاوية من الشاشة لا تغيب عن مختلف البرامج الاخبارية او الفنية او غيرهاو التي لا يكاد المتتبع ينتبه لها وهي لا تذكر المشاهد باي حال من الاحوال بما تتعرض ل غزة و لا تكاد تترك فيه اثرا يذكر ..
نعم ليست المرة الاولى التي يدعو فيها مسؤول اممي الاعلام الى نقل معاناة اهل غزة و الضغط على الاحتلال للسماح لمنظمة الاونروا بتقديم خدماتها الانسانية الضرورية لاهاي القطاع الذين يواجهون حرب ابادة مسعورة و عملية تجويع و تهجير و تصفية عرقية بكل ما تعنيه الكلمة ..
الدعوة جاءت هذه المرة من المفوض العامّ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، فيليب لازاريني الذي حث الصحفيين ومؤسسات الإعلام الدولية لدعم زملائهم في غزة والضغط على إسرائيل للسماح بدخول طواقم الصحافة إلى القطاع لتنقل المعاناة فيه بحُرية…
يقول لازاريني المسؤول الاممي الذي واجه اتهامات و تهديات الاحتلال بدعم عناصر المقاومة حماس ان تغطية الصحفيين الدوليين للصراعات والحروب هو من الثوابت، لكن ليس في غزة..
لازاريني لم يخف اعجابه بالصحفيين الفلسطينيين و تقديرهم لجهودهم و تضحياتهم و هم يواصلون حمل المشعل رغ تعرض عشرات الصحفيين في غزة للاغتيال برصاص الاحتلال ..
على مدى احد عشر شهرا من حرب الابادة المفتوحة على غزة التي استعمل فيها الاحتلال كل انواع السلاح بما في ذلك الاسلحة المحرمة دوليا , عمد الاحتلال الذي يفرض على غزة حصارا خانقا برا و بحرا و جوا على منع دخول وسائل الاعلام الدولية من الدخول الى قطاع غزة و نقل ما يجري هناك للعالم ..بل ان الاحتلال تعمد دعوة صحفيين دوليين في جولات في كيان الاحتلال لتقديم الرواية الاسرائيلة لهذه الحرب و لكن دون السماح لهم بالوصول الى غزة او الاستماع الى الاهالي او نقل ما يتعرض له اهالي غزة من قصف يومي و من دمار تجاوز كل التوقعات ..
كل ذلك يحدث فيما سجلت غزة و منذ طوفان الاقصة تعرض 172 صحفية و صحفي للاغتيا و اغلبهم اثناء أداء مامهم في نقل الاحداث الدموية في غزة و بينهم من استهدف مع افراد عائلته و نسفوا من السجلات المدنية ..
استهداف الصحفيين و المصورين في غزة لا يختلف في شيئ عن استهداف اهالي غزة من نساء او اطفال و شيوخ او مرضى او مصابين حيثما يكونون و هم مستهدفون رغم ارتدائهم سترات الصحافة والخوذ الإعلامية،و رغم تنقلهم في سيارات تحمل شعار المؤسسة التي ينتمون لها في اغاب الاحيان …كل ذلك رغم التحذيرات المتواترة للمنظمات الحقوقية الدولية ..
اسباب كثيرو تدفعنا للاعتقاد ان دعوة لازاريني ستتبدد كما تبددت دعوات كثيرة اطلقتها منظمات دولية و منها محكمة العدل الدولية و الجنائية الدولية ومجلس الامن الدولية بايقاف العدوان ..نحن ازاء كيان مارق يتقن الخديعة و اداء دور الضحية و يستفيد من ترهل و هشاشة و انحطاط الموقف العربي و انقسام المشهد الفلسطيني و تواطؤ القوى الكبرى المقيدة بعقدة الذنب الورقة التي منحت كيان الاحتلال و لا تزال الحصانة المطلوبة لموالصة المشي على جماجم و جثث الضحايا و مواصلة الاستخفاف اغراق القرارات الدولية بدم الضحايا الذين تنشر صورهم على مدار الساعة على مختلف المواقع الاجتماعية دون ان يعجل ذلك بتحرك المجتمع الدولي و الراي العام الدولي لانهاء المحرقة التي تحمل بالتاكيد توقيع الاحتلال و لكن دون ان ننسى معه كل الانظمة و الحكومات التي توفر له ترسانة عسكرية مدمرة و تمنحه كل انواع الذخيرة و القنابل الحارقة …و بعد اكثرمن 333 يوما من الابادة لا تزال الدعوات الى معاقبة الاحتلال و منع تسليحه محدودة و محتشمة …و حتى ما تم الاستجابة له لا يعدو ان يكون ذرا للرماد على العيون و من ذلك قرار بريطانيا 30 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل و اعلان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن بريطانيا ستعلق على الفور 30 رخصة لتصدير الأسلحة من بين 350 رخصة تصدير إلى إسرائيل؛ بسبب مخاطر من احتمال استخدام مثل هذا العتاد في ارتكاب انتهاكات خطرة للقانون الإنساني الدولي، و لكن الواقع ان ما تم الاعلان عنه لا يمثل واحد بالمائة من الاسلحة البريطانية الموجه الى هذا الكيان …
المعركة الاعلامية دعما لغزة و رفضا للحرب لم تبدأ بعد ..
*كاتبة تونسية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

بساطة.. مجتمع مريض بحاجة الى منقذ!!

احمد الشاوش* على بلاطة.. نحن مجتمع مريض يعاني من ضيق في النفس وشلل في الامانة …