بقلم/ احمد الشاوش*
ان يحتفل شياطين الثورة والثروة من المتمردين بذكرى النكبة وإنقلاب 11 فبراير 2011م ، فذلك أغرب من الخيال.
وان يتباهى القتلة وقطاع الطرق ومصاصي الدماء وفاقدي الضمير والقيم وناهبي المؤسسات والبنوك والمعسكرات بالدمار والدماء وآفة الحقد والفجور والكراهية وعدوى القروية والمناطقية والسلالية فذلك قمة السقوط الاخلاقي والانساني والعمل الثوري .
وان يدعو الخونة والعملاء ومرتزقة الغرب والشرق الى الاحتفال والرقص على جثث الضحايا والاطلال من فنادق وشقق وشاليهات وبارات ومسابح خمسة نجوم وفي كل ثانية يموت مواطن من الجوع والفقر والمريض فذلك من علامات الساعة.
وبعيداً عن المسؤولية الاخلاقية والوطنية والدينية والانسانية وبدون ذرة حياء أو خجل أو هدف نبيل يواصل مجاذيب ودراويش ثورة الباطل وهم الانتصار ولذة الاحتفال رغم تعري وانكشاف المستور.
وعلى وقع المثل اليمني القائل ” اذا لم تستح فاصنع ماشئت” ، تواصل سجاح العصر الحديث ” توكل كرمان” وصبيانها وغيرهم من معاقي العصر الحديث “رقصة الزار” بقلب الحقائق وتسميم الافكار دون خجل لاسيما بعد ان أدخلت ثورة الشوارع الشعب اليمني اليوم تحت خط الفقر وحاصرته المجاعة والتشرد والهجرة والموت جراء نعثة اللقاء المشترك الذي كان أحد أجنحة السلطة وشركاء الفساد ايام الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح.
وما انقلاب أخوان اليمن على النظام السابق في أحداث الربيع العربي رغم تقاسم السلطة وفي الطليعة الشيخ حميد الاحمر والجنرال علي محسن والزنداني واليدومي وصعتر وحمود المخلافي ، والناصري عبدالملك المخلافي .. والاشتراكي ياسين سعيد نعمان وآخرين إلا دليل قاطع على اختلاف المصالح الشخصية وتنفيذ أجندات اقليمية ودولية لم يكن الضحية الاول الرئيس صالح وانما الدولة والمؤسسات والجيش والامن والاسلحة والاقتصاد والمنجزات بعد ان حولوا اليمن الى ساحة حرب اقليمية ودولية.
والحقيقة التي لاجدال فيها ان ثورة 11 فبراير ، لم تأت لتصحيح الاوضاع واقتلاع الفساد ولم تكن مستقلة ولم يكن لها أهداف وطنية محددة وواضحة لان مرجعيتها وقرارها وتمويلها وتوجييها نابعاً من سلطة السفير الامريكي والقطري والسعودي والبريطاني ، لذلك تحول كل أولئك الفاسدين والعابثين والخونة الى ثوار في خدمة بعض السفارات الخليجية والاجنبية.
والغريب في الامر ان مداليز ومصاريع وامعات 11 فبراير 2011 لم يصحو من الصدمة الاولى والنثرة الكبرى ولم يستوعبوا حتى اللحظة دروس الحياة والمتغيرات الطارئة.
كما ان ثوار الفنادق والسفارات والشاليهات والغرف الانيقة والشقق الجملية والليالي الحمراء وكتائب الفيسبوك وتويتر وبعض الفضائيات والصحف الساقطة لم يقفوا لحظة واحدة لمراجعة النفس وتأنيب الضمير وأخذ العبرة مما أحدثوه وتسسبوا فيه من دمار ودماء وتخريب وفوضى وتسويق للاجندات والمشاريع المشبوهه مقابل الارصدة والاموال الحرام.
ورغم تلك الدماء والدمار والجرائم والحرائق والاحقاد التي أشعلوها في كل مؤسسة وجامع وشارع وبيت ومؤسسة ، لم يعتبروا ، حتى ان زملائهم من الجرحى تنصلوا عنهم وتركوهم على أبواب المستشفيات والسفارات والمنظمات يتسولون منحه علاجية بينما ثوار اللحظة يتمتعون بالنعم والنغم والشقق والقصور والمشاريع الاستثمارية في تركيا وغيرها من الدول ومع ذلك لم يردد الثوار البلاطجة أغنية عبدالحليم حافظ ..” توبه .. توبه” من باب التائب من الذنب كمن لاذنب له ، رغم تدمير الدولة والمؤسسات وتجويع الشعب وافقاره وتحويله الى شحات امام كل جولة ومنظمة وجمعية ومؤسسة وتاجر وشردوه من بيته ومدينته.
حتى الشيخ سلطان العرادة الاكثر عقلاً وحكمة واتزاناً لم يشفع له رصيده السياسي والاخلاقي والقبلي والايدلوجي من مخلفات المنخنقة والمتردية والنطيحة الذي رمته بألسنتها الحداد لمجرد انه وجه بوقف احتفالات النوبلية ” توكل كرمان” حفاظاً على وحدة الصف كما يقولون ووقف الفتنة وأحتراماً لضحايا زلزال تركيا وسوريا.
ومع ذلك قامت قيامة أصحاب أرطغل واسمع لك والبلطجه والشتم والقذف والتخوين والتحدي دون احترام لشخص وسلطة العرادة!!؟.
ورغم كل ذلك السقوط واستياء الشعب اليمني من الوضع الذي أوصلنا اليه انقلابيو 11 فبراير ، تظهر تذكرنا النوبلية توكل كل وتردد اغنية :
“أنا مسيطرة.. همشيك مسطرة” “طول ما أنتا معايا.. تمشي على هوايا ، أنا متكبرة”
كما ان أكثر مالفت نظري نشر فيديو على “تويتر” للشحرورة توكل كرمان وهي تردد بصوت يجنن ، ولحن يهوس ، وكلمات تهبل ، أغنية أخرى تحت عنوان :
“ياسلام ياسلام حزنا نوبل للسلام”
“ياسلام ياسلام توكل رمز السلام”
أخيراً .. الثورة التي يوقد نارها اللصوص والقتلة والعابثين والمزايدين والمرتهنين والظالمين والمنافقين ، لايمكن ان تصحح وضع أو تنجح في انتشال أمة وبناء وطن لان فاقد الشيء لايعطية ومابني على باطل فهو باطل.
كم نحن بحاجة الى ثورة اخلاقية وقائد استثنائي يعيد للشعب اليمني رصيده من قيم الصدق والوفاء والامانة والنخوة والتكافل والتسامح والتعايش والثقة في النفس .. وكم نحن بحاجة ماسة الى السلام واستعادة انسانيتا وكرامتنا وهويتنا الوطنية.
*رئيس تحرير سام برس