السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / بوتين وترامب.. من سيُعتقل أولا؟!

بوتين وترامب.. من سيُعتقل أولا؟!

علي الزعتري*
لم يكن الرئيس السابق دونالد ترامب يُخفي إعجابه بنظيرهِ الروسي ڤلاديمير پوتين، إعجاباً أثار مقولاتٍ عن أن روسيا تملك شيئاً عنهُ تبتزهُ فيه. و هناك من قالَ إنهُ إعجاباً في أصلهِ توقانٌ من ترامب ليكونَ بغموضِ و سيطرةِ پوتين. و آخرون نحوا نحو التجارةَ بدمِ ترامب التي تؤهلهُ لمعرفة الصفقاتِ الرابحة و هذا ما رآهُ في پوتين. من جانب پوتين يقولون أنه رأى ترامب ضَحْلاً سياسياً يمكن استغلاله أو أنهُ صادقٌ ضمن منظومةٍ من الأعداء لروسيا و يمكن الاعتماد عليهِ. سقطَ ترامب في الانتخابات و غاص پوتين بالوحل الأوكراني. لكن الاثنين يلتقيان فترامب ينتظر إلقاء القبضِ عليهِ في قضيةٍ من قضايا يطارده بها القانون الأمريكي. و المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يصدرُ أمراً بالقبض على پوتين لانتهاكه القانون الدولي في أوكرانيا. تحسبها صدفةً و أراها تدبيراً!
لنتطرقَ أولاً لمهزلةِ المدعي العام الذي يريدُ جرجرةَ الرئيس پوتين لقفصٍ حديدي. ليست مهزلةً لأن پوتين فوق القانون و لكن لأنها كمحكمة تضعُ نفسها تحت خط احترام القانون. ربما كانت ستنقذ نفسها لو أنها تطرقت بذات الاندفاع للادعاء ضد جرائم موثقة ضد البشرية أُرتُكِبت في العديدِ من بِقاعِ العالم. لكنها لم تفعل سوى الانصياع المخزي لرغبة الغرب المسيطر أن يُذَّلَ روسيا و رئيسها. بل أن ممثلي الغرب يقولون أنها الخطوةَ الأولى في سياقِ تعقب پوتين. “الأمنيجيا” منعتهم من ذكر جرائم الغرب المتعددة المستمرة. ألم تشاهدوا تلك الوزيرة الكندية التي لاحقها الصحفي بالأسئلة حول مخازي الغرب و هي تهرب منها. أو جرائم حليفهم الرئيس الأوكراني نفسه. لست مُطالباً و لا مؤهلاً الدفاع عن روسيا و پوتين لكن الظلم الغربي لا يترك مجالاً لنا سوى التعبير عن قرفنا.
أما ترامب فيحكم عليه الشعب و القانون ببلادهِ. و أفضلَ وصفٍ لهُ يُستحضرُ من أدبياتِ الوزير العراقي الراحل محمد سعيد الصحاف، حينما وصف الغزاةَ عام ٢٠٠٣ بأنهم علوج، و ترامب لا يختلف عنهم، فهو لا يحمل من الصفاتِ إلا أدناها. و هو عبءٌ ثقيلٌ على انتخابات ٢٠٢٤. لكنهُ عِلْجٌ يحمل “كاريزما” لها من يتبعها و يقدسها ببلادهِ، و لهذا كان التحرك ضدهُ بالقانون و وسمهِ بالجريمة التي ستمنعهُ من الترشح. سنرى ماذا سيحدث لو ثار مناصريه.
نسألُ أهي الصدفة أم التدبير أن يضرب الغرب العصفورين بحجرِ القانون الواحد؟! ربما كان هذا مدبراً لأنهُ ما مِن صُدَفٍ في غابة السياسة الدولية. إنها تُشبِهُ كذبةَ كولين پاول بمجلس الأمن، وهو المجلس الذي يقرر السلم و الحرب الدوليين ولذلك فإن قراراته نافذةْ كأحكام المحاكم، فعندما ادعى زوراً بملكية العراق لأسلحة الدمار الشاملة كان القرار الحاكم بغزو العراق. لكن رمز العدالة هو السيدة التي تحمل الميزان و عينيها معصوبتين. العدالة عمياء إلا عن الحقيقة. و عدالة المحكمة الجنائية عمياء عن غزوات الغرب ما بعد ٢٠٠٢ و ما أكثرها. طبعاً نريدها هذه المحكمة عادلةً بكل الاتجاهات لكنها مقيدةً كما نعلم ونرى.
عموماً، لقد دخلت المحكمة التاريخ بادعائها على الرئيس الروسي و لا ندري إن كانت ستخرج من التاريخ بسببهِ. و لا استبعدُ فعلاً أن يلتقي پوتين و ترامب مرةً ثانيةً. قد يعيدُ التاريخ نفسه!
*دبلوماسي أُممي سابق

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …